لفتت مصادر الى انه لا وجود لڤيتو جدي من أي طرف في الغالبية على الرئيس نبيه بري، لكن ثمة اتجاها بدأ التعبير عنه الى تحصين هذا الاستحقاق بطرح موضوع تعديل النظام الداخلي للمجلس ليس كشرط مسبق لإعادة انتخاب بري بل كنتيجة طبيعية تفرضها نتائج الانتخابات والتجارب السياسية والأزمات التي شهدتها البلاد في فترة ولاية المجلس الحالي. رئاسة بري محسومة ولكن في ظل تحفظات صادرة عن فريق 14 آذار، لاسيما الجانب المسيحي منه:
النائب بطرس حرب تمنى على بري المبادرة الى طرح برنامج اصلاحي لتطوير النظام الداخلي للمجلس «لكي يعمل بطريقة أفضل مما كانت في الماضي».
وقال النائب محمد الحجار انه «نتيجة للتجربة التي مرت، ولم تكن تجربة مشجعة، يجب ان يكون هناك نوع من ضوابط تكفل ان يكون الدستور والطائف هما السقف».
ولفت رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع الى أن «الكثير من قواعدنا الانتخابية غير راضين عن طريقة إدارة المجلس النيابي في الاربع سنوات الماضية، انطلاقا من هنا سنطرح ملاحظاتنا خلال هذا الاسبوع وقبل انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب»، مشيرا الى أن «القوات» ستؤيد أي مرشح لهذا المنصب يتبنى هذه الملاحظات».
وأعلن الرئيس أمين الجميل ان «هناك مبدأ تداول السلطة في الرئاسة الأولى ورئاسة الحكومة، وأين هو هذا المبدأ من رئاسة البرلمان»، متمنيا «ان يفهم حلفاؤنا موقف الكتائب لأن تجربتنا مع الرئيس بري لم تكن موفقة».
مصادر مقربة من الرئيس بري تقول ان الاستحقاق الدستوري الأول اي انتخاب رئيس المجلس النيابي محسوم للرئيس بري داخليا وخارجيا، وبالتالي فان التصريحات والتشويش الحاصل من بعض المنضوين في «معسكر» الموالاة لا تقدم ولا تؤخر في شيء، وهي مجرد مواقف ابتزازية فاشلة. والرئيس بري ليس في وارد الخوض مع بعض الأفرقاء المسيحيين في الموالاة كالرئيس أمين الجميل ود.سمير جعجع في شروط تزكية ترشيحه، سواء اقترعت له كتلتاهما أو لا. وزواره يسمعونه يؤكد أن الدستور والقوانين وحدها ترعى صلاحيات رئيس المجلس ومهماته فيما يقوم به أو يحجم عنه.
ويرى مصدر ديبلوماسي عربي ان «الظروف الداخلية والاقليمية تتقاطع عند انتخاب بري الذي كان أول الداعين الى معادلة الـ «س.س» التي تقترب من النضوج مع وجود اتصالات متقدمة وتبادل زيارات بين البلدين يجري بعيدا عن الأنظار، والرئيس بري هو محل قبول من السوري والسعودي لاسيما في ضوء أحداث ايران الراهنة، حيث هناك من بين الدول العربية من يتحدث عن «وجود حاجة للتواصل مع بري وأمثاله»، وفي المرحلة المقبلة سنجد ان بري أول الرابحين من أي تقارب سعودي ـ سوري وسنرى تطورا في علاقته مع السعودية لن يكون بعيدا».
والى جانب التقارب السوري - السعودي فإن هناك عاملا داخليا محليا يتمثل في المواقف والرسائل الايجابية المتبادلة بين الجهات والقيادات الفاعلة في الموالاة والمعارضة، وهي مواقف تصب في خانة العودة الى روح مبادرة الرئيس بري الحوارية التي اطلقها في اذار عام 2006 والتي استتبعها في مرحلة لاحقة بالدعوة ايضا الى المشاورات الحوارية.
يرصد مطلعون ايجابيات سعودية في اتجاه الرئيس بري بالتوازي مع مديح وثناء تدفق من دمشق في الساعات الأخيرة، الى من تسميه «رجل المرحلة.. القادر على ربط الخيوط والصلات.. القاطن في عين التينة».
وتحدثت معلومات عن ان الزيارة الأخيرة لوزير الاعلام والثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة لبيروت تركزت على ضرورة الانفتاح على الطائفة الشيعية، ونقل رسالة من المملكة العربية السعودية الى رئيس المجلس. لكن هذا لا يضمن فوز الرئيس بري بإجماع أعضاء المجلس، خصوصا ان نوابا مستقلين، ومسيحيين تحديدا، لن يصوتوا له على الأرجح.