بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
رغم ما يبدو في الافق من شبه اجماع على رئاسة المجلس النيابي الجديد، استبعدت مصادر مطلعة عقد جلسته الأولى في 23 الجاري لانتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه، مرجحة ان تكون الجلسة في نهاية هذا الشهر. وواضح ان المطلوب المزيد من الوقت للمزيد من المشاورات لتأمين عودة الرئيس نبيه بري الى الرئاسة الثانية بالاجماع او بشبه الاجماع على غرار الاجماع الذي جاء بالرئيس ميشال سليمان الى القصر الجمهوري والاجماع الذي سيأتي بالنائب سعد الحريري الى السراي الكبير رئيسا لمجلس الوزراء. وفي هذا السياق يقول قيادي قريب من حركة امل لـ «الأنباء ان الرئيس نبيه بري هو اقوى سياسي في لبنان كونه الوحيد القادر على لعب دور صلة الوصل والربط والساعي الاول للمخرج السياسي المتوقع بعد الانتخابات النيابية وصولا الى تسهيل تشكيل الحكومة المقبلة.
واضاف المصدر ان بري والنائب جنبلاط سيقفان الى جانب الرئيس ميشال سليمان وسيدعمان عهده مما يسهل عليه القيام بدور المرجح بين الاطراف المشاركة في الحكم، وانه سيعاد انتخاب بري رئيسا لمجلس النواب وسينتخب النائب فريد مكاري نائبا له وسيكلف النائب الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة. وسيحصل بري بحسب المصدر على اصوات اعضاء كتل حزب الله والعماد عون وتيار المستقبل والنائب جنبلاط والنائب المر والرئيس ميقاتي حتى ان النائب سامي الجميل سينتخب بري لان الرئيس الجميل يجيد اصول العمل السياسي.
ووفقا للقيادي عينه ستحصل الموالاة على النصف زائد واحد في الحكومة المقبلة وسيعطى الرئيس سليمان الترجيح الوازن اذ لن تتمسك المعارضة بالثلث المعطل وهي لن تطالب بأحد عشر وزيرا بل ان سليمان سيحصل على حصة اكبر من تلك التي له في الحكومة الراهنة.
عون أخذ حجمه الطبيعي
وقال: سيوافق العماد عون على حصة اقل من مطالبته بسبعة وزراء وهو سيضطر الى ان يمشي ولن يخرج على اي اتفاق سيكون حزب الله شريكا فيه وسيضطر عون الى ان يوافق على ما سيعطى له فهو حصل على حجمه الطبيعي في الانتخابات النيابية ولن يتمكن من الوقوف في وجه اي حل يعيد اطلاق العجلة في لبنان.
ومن الضمانات الممكنة الابقاء على الاوضاع القائمة وعدم تحريك ملف سلاح المقاومة مما يطمئن حزب الله فالمعارضة وقعت على البيان الوزاري للحكومة الراهنة ويمكن الركون اليه مجددا وقد يتم تعديله بشكل طفيف يزيد من عناصر التطمين للمقاومة.
مكاري: لا تحفظات على بري كشخص بل على الأداء
بيد أن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري شدد بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة على ضرورة ايجاد نوع من الاتفاق المسبق لعمل مجلس النواب المستقبلي.
وقال لا تحفظات على شخص الرئيس نبيه بري، انما التحفظات على كيفية التعاطي مع مجلس النواب خلال السنوات الاربع الماضية.
بالمعنى عينه تحدثت النائبة نايلة معوض التي دعت الى تفاهم نهائي حول ان مجلس النواب لا يمكن اقفاله لأي سبب كان اما في قضية الحكومة فقوى 14 آذار منفتحة بشكل واضح وعلى الجميع لكن هذا لا يعني القبول بأي ارادة تعطيل للمؤسسات.
الكتلة العونية تنتخب بري
من جهته، النائب سليم عون اكد توجه كتلة التغيير والاصلاح للموافقة على اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب.
وجدد النائب عون مطالبة التيار الوطني الحر بالمشاركة في الحكومة على اساس التمثيل النسبي، كما يحصل في العالم عند تشكيل حكومة وحدة وطنية.اما عن مرشح التيار لرئاسة الحكومة فقال الموضوع خاضع للتشاور مستبعدا حصول اجماع على النائب سعد الحريري دون مشاركة التيار.
تعيين أمين لـ «الفتوى»
في غضون ذلك يعقد مجلس الوزراء اجتماعه الاخير اليوم الخميس، ليتحول بعدئذ الى حكومة تصريف اعمال.
وستنعقد الجلسة برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور الرئيس فؤاد السنيورة والوزراء، وسيتخللها كلام لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء ذو طابع تقييمي للمرحلة المنقضية من عمر العهد والحكومة، فضلا عن التطلعات للمستقبل.
وستكون على جدول الاعمال جملة قضايا ملحة منها تعيين امين لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وهو منصب شاغر منذ اغتيال المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وحلول امين الفتوى الشيخ محمد رشيد قباني محله منذ عشرين سنة.
وقد زكّى مفتي الجمهورية الشيخ قباني الشيخ امين الكردي لهذا المنصب، الذي يقع في مرتبة المسؤولية بعد المفتي مباشرة.
جلسة مجلس الوزراء ستتمخض عن رد من جانب الرئيسين على طروحات رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، وتاليا رفض لبنان القاطع لتوطين الفلسطينيين. وسيكون هذا الموقف ممهدا لموقف مماثل سيصدر عن مجلس الوزراء. وسيقيم الرئيس سليمان عشاء وداعيا للوزراء بعد الجلسة باعتبار انها ستتحول تلقائيا بعد العشرين من الجاري الى حكومة تصريف اعمال.
بدوره الرئيس نبيه بري ابلغ السفيرة الاميركية ميشيل سيسون بان خطاب رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو اطاح بلغة الاعتدال في مواجهة التطرف التي نادى بها الرئيس الاميركي اوباما، ولفتها الى ان المقاومة في لبنان ربما تكون الورقة الاخيرة للضغط على نتنياهو.
اما النائب وليد جنبلاط فقد نقل زواره عنه تخوفه من ان يقود تركيز حكومة نتنياهو على الخطر الايراني الى شن عدوان على لبنان تحت عنوان مواجهة هذا الخطر عبر بلدنا، خصوصا بعد انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا لايران، ودعا جنبلاط الاكثرية الى الخروج من نشوة النصر الانتخابي، ومواجهة الخطر الاسرائيلي الذي عكس كلام نتنياهو.
نصرالله يجدد الإدانة والتحذير
من جهته الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدث الى الماكينات الانتخابية في احتفال تكريمي عبر شاشة «المنار» الثامنة من مساء امس الاربعاء، وتطرق في حديثه الى خطاب نتنياهو مجددا الادانة والتحذير، اضافة الى القضايا المحلية المرتبطة بنتائج الانتخابات وما يستتبعها من انتخاب رئيس لمجلس النواب وتسمية رئيس الحكومة ومن ثم الحكومة.
واليوم يتناول العماد ميشال عون التطورات المحلية والاقليمية في احتفال مرتبط بالانتخابات في كسروان.
الى ذلك على مسافة ثلاثة ايام من انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي افتتح الرئيس نبيه بري لقاء الاربعاء الاخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل تجديد انتخابه كما اصبح معلوما لاطلاق موقف جديد ومتميز تجاوز فيه كل الطروحات والصيغ العددية للتشكيلة الحكومية العتيدة، وهو اذ جدد تسمية النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة فإنه دعا الى حكومة وحدة وطنية لا تميز بين الثامن والرابع عشر من آذار وحكومة مشاركة حقيقية تذوب فيها الامور بين 8 و14 آذار ولا تميز بينهما ويتم فيه خلط الاوراق، رافضا اعطاء ضمانات وتعهدات لاعادة انتخابه لان رئاسة المجلس النيابي كبقية الرئاسات فهي رئاسة ومسؤولية دستورية وبالتالي فإن الدستور والقانون يحكمانها انطلاقا من هذا فقط، ابديت استعدادي لتحمل هذه المسؤولية بكل اعتزاز لا اكثر ولا اقل.
وبعد لقائه سليمان على مدى ساعة كاملة حيث تم بحث التحضيرات لانطلاق عمل المجلس النيابي الجديد وتشكيل الحكومة المقبلة تحدث بري للصحافيين فقال عن موعد لجلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي: لا يمكن تحديد موعد قبل انقضاء منتصف ليل السبت المقبل باعتبار ان رئيس المجلس الحالي، اي انا، لا يمكنني ان احدد موعدا لجلسة لما بعد انتهاء رئاستي، ووفقا للنظام الداخلي والدستور فإن رئيس السن هو الذي يحدد موعدا للجلسة، ولا يستطيع تحديد موعد لهذه الجلسة قبل تسلم مهامه التي تبدأ الثانية عشرة ليل السبت، وباعتبار ان نهار الاحد هو يوم عطلة، فابتداء من الاثنين صباحا بامكانه تعيين الجلسة وفقا لمهلة الخمسة عشر يوما التي تبدأ من منتصف ليل السبت.
ادعو لحكومة وطنية
وحول سريان مفاعيل اتفاق الدوحة وتحديدا بالنسبة للثلث المعطل اوضح: دعونا لا نتكلم بنسب او غير نسب، انني شخصيا اسعى وسعيت منذ اتمام الانتخابات وبعدما بانت نتيجتها، اصدرت البيان الاول الذي قلنا فيه إننا نعترف بنتيجة الانتخابات كمعارضة، وبالتالي امامنا صفحة جديدة والآن اريد ان اقول اكثر من ذلك.
وبخصوص مطالبة العماد ميشال عون بالنسبة في تشكيل الحكومة قال: هذا حقه، وعندما يقول العماد عون إنه سيشارك فهذه خطوة ايجابية.
أخبار وأسرار لبنانية
خلط أوراق سياسية: تتوقع أوساط ديبلوماسية فرنسية «خلط الأوراق السياسية» بعد الانتخابات، وهذا أحد عوامل «اطمئنانها» الذي ترى فيه عاملا إضافيا من شأنه ان «يعزز» موقع الرئيس سليمان. وثمة اتصالات تنصب حاليا على النظر في كيفية تعزيز موقع الرئاسة الأولى كقوة استقرار حكومي وكجهة حيادية. وإحدى الأفكار المتداولة هي إقناع الجهات الخارجية المؤثرة برصد عدد أكبر من الحقائب الوزارية للرئيس سليمان تتخطى الحقائب الثلاث التي حصل عليها بعد اتفاق الدوحة.
ترى الأوساط الفرنسية انه اذا استطاع اللبنانيون ان يتعاطوا مع نتائج الانتخابات بعقلانية ورصانة وتصرفوا بوعي، فسوف «تمر الأمور بسلام». أما اذا سعى هذا الفريق أو ذاك «لاستغلال الفوز وتسجيل نقاط، فسنكون مجددا بحاجة الى مؤتمر الدوحة 2».
هذه الأوساط تدعو سورية الى ان «تقرأ بشكل جيد» نتائج الانتخابات اللبنانية، وان «تحسن التصرف» وان «تعي» ان ما سيجري في لبنان في مرحلة ما بعد الانتخابات «سيكون له أثره على طريقة تعاطينا معها وعلى استمرار الانفتاح الاميركي عليها».
تساؤلات حول الكتلة الوسطية: تبدي أوساط أوروبية اهتماما بالكتلة «الوسطية» في المجلس النيابي الجديد، وتجمع الكتلة أسماء مثل نبيه بري ووليد جنبلاط ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وميشال المر. ويبدو ان الفكرة طرحت في نقاشات في كل من بيروت وواشنطن ودمشق. وتقول المصادر انه «من وجهة نظرية، فإن فكرة كسر الكتلتين الرئيسيتين في البرلمان، لتكون هناك غالبية أكثر مرونة، فإن هذا قد يساعد على تعزيز دور البرلمان في محاسبة الحكومة في المستقبل». وإذا كان ذلك هو معنى هذه «الوسطية»، فإنها «شيء ايجابي». لكنها تساءلت «من سيكون في هذه الوسطية؟ وكم هو حجمها؟ وما اذا كانت ستتخذ قرارات مستقلة؟ وبالاتفاق مع من يتم تشكيلها؟ وما اذا كان هناك صفقة تم التوصل إليها بأن يكون نبيه بري في هذه الوسطية. وهل وافقت عليها سورية والسعودية؟».
المشكلة الحقيقية مع حكومة الوحدة الوطنية هذه، هي انها ليست حكومة وحدة أفكار، بل حكومة انقسام كامل ولا يتم التوصل الى قرارات أبدا، نريد ان نخرج البلد من ذلك، اذا كان كسر الكتل بتشكيل مجموعة في الوسط يحقق ذلك، فحسنا هذا امر جيد.
المعارضة والرئيس: يرى مصدر مقرب من الرئيس نبيه بري ان نظرة المعارضة لرئيس الجمهورية لم تتأثر بأداء الأخير في الانتخابات النيابية، وخاصة في دائرة جبيل، «فمن الغباء ان تقرر المعارضة معاداة رئيس الجمهورية، وعدم تفهم الحساسية الموجودة بين الرئيس المسيحي والزعيم المسيحي الأول في البلاد».
وأبعد من ذلك، يرى المصدر ان الرئيس ميشال سليمان لم يتخذ خلال العام الاول من ولايته أي موقف متناقض مع توجهات المعارضة، وخاصة لناحية تعامله مع القضايا الخلافية التي طرحت على مجلس الوزراء، كمذكرة التفاهم مع المحكمة الدولية والموازنة، واضافة الى ذلك، فإن موقف سليمان في السياسة الخارجية والاقليمية لم يحد عن ثوابت الأقلية، مع ان الموقع الرسمي يفرض على رئيس الجمهورية تظهيرا غير حاد لهذه الثوابت.
ضوابط لا شروط: بدت مناخات كتلة تيار المستقبل التي ستجتمع فور عودة النائب سعد الحريري من الرياض، متجهة نحو تسمية بري لرئاسة المجلس، ولكن مع ضوابط وليس وضع شروط، وأبرزها أن يعطي رئيس المجلس أولوية للملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وخاصة برنامج «باريس ـ 3».
تهدئة اعلامية: ذكرت معلومات ان النائب الحريري شدد خلال تواصله مع قيادة حزب الله على وجوب الحفاظ على مناخ التهدئة السياسية والاعلامية، وتردد انه أعطى تعليمات واضحة بهذا الاتجاه الى نواب كتلته ووسائل اعلام «المستقبل» من أجل عدم الاخلال بالتهدئة.
هجوم مركز على صفير: لوحظ هجوم مركز من نواب «تكتل التغيير والإصلاح» على البطريرك الماروني نصر الله صفير، وبعد موقف النائب سليمان فرنجية الذي حصر التعاطي مع بكركي في نطاق «بعض المطارنة الأوادم وكهنة الاكليروس، وقال: «لسنا مع بكركي في السياسة أو مع بكركي التي أصبحت منبرا لبعض السياسيين الذين يستعملونها لشتمنا، ولسنا أبدا ضد كيان هذا البلد ولا نعمل لكي نغير كيان هذا البلد ولا نعمل لتغليب فئة على فئة ولكننا نعمل ضمن قناعاتنا السياسية»، وقد اتهمه عضو التكتل النائب سليم عون أنه «لا يريد حكومة وحدة وطنية وإنما يريد عرقلة الوصول إلى التوافق»، في حين دعا النائب نعمة الله أبي نصر «الكنيسة المارونية إلى استخلاص العبر وممارسة دورها التاريخي الجامع»، فيما بلغ وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون حد القول إن «نصف رعية صفير لا يتفقون مع ما أعلنه، وهم سينظرون باشمئزاز لهذه التوجهات».
ارسلان ضمن التكتل: اعلن الوزير طلال ارسلان رسميا انضمامه مع عضو المكتب السياسي في حزبه فادي الاعور (الحزب اللبناني الديموقراطي) الى تكتل الاصلاح والتغيير الذي يرأسه العماد ميشال عون، ليرتفع بذلك عدد اعضاء التكتل الى 27 نائبا، ولاحظ مراقبون في عودة الى ارقام دائرة عاليه ان الدروز من انصار جنبلاط لم يصوتوا لارسلان خلافا للتوقعات والدليل ان اصوات ارسلان كانت متقاربة مع اصوات اعضاء لائحته بزيادة الفي صوت تقريبا في حين ان الفارق بين ارسلان واكرم شهيب كان اكثر من 12 ألف صوت لصالح المرشح الجنبلاطي طبعا.
التكتلات الطائفية: اللافت انه على الرغم من دخول 36 نائبا للمرة الأولى الى البرلمان واسترجاع 8 نواب مقاعدهم (اما بعد خروجهم في الدورة السابقة عام 2005 وابرزهم النائب سليمان فرنجية، او بعد غياب اكثر من دورتين مثل اسطفان الدويهي واحمد كرامي وخالد ضاهر)، الا ان تركيبة المجلس الجديد لا تختلف في الواقع عن المجلس السابق بسبب التكتلات الطائفية والسياسية التي تطبع تكوينه.
حكوميات لبنانية
صيغة تضمن المشاركة وتمنع التعطيل: يقول مصدر مقرب من النائب جنبلاط أن «أحد المخارج قد يكون إيجاد صيغة لرئيس الجمهورية فيها الصوت المرجح في مجلس الوزراء بحكم موقعه التوافقي، صيغة تضمن المشاركة وتمنع التعطيل، ومن دون ثلث معطل، ويتمكن رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبرها من حسم أي خلاف، ولا يكون مشرفا على ادارة الخلافات».
سلة أولويات: تقول مصادر معارضة إن المعارضة لديها سلة من الأولويات، وهي لا تتضارب ولا تتجزأ، وبالتالي هي لا تقبل بأي نوع من المقايضة التي يعمل بعض أقطاب 14 آذار على تسويقها، مثل القول بأن توفير ضمانات لسلاح المقاومة، من شأنه دفع المعارضة إلى التخلي عن مطالب أخرى بينها الثلث الضامن. وان المعارضة تبدي خشية من محاولة وضعها في مواجهة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهي بمعزل عن تقويمها لموقف الرئيس سليمان ودوره خلال الانتخابات، ترفض بالتالي أي محاولة لنقل جزء من حصة المعارضة أو تمثيلها إلى رئيس الجمهورية، ويبدأ الاعتراض من أن المعارضة لن تقبل بصيغة العشرات الثلاث.
الحريري ملتزم بالمقاومة: النائب سعد الحريري مستعد لأن يقدم كل الضمانات الخاصة بسلاح المقاومة. وهو طلب إلى أركانه والمقربين منه سياسيا وإعلاميا، وحتى أمنيا، تأكيد أن ملف المقاومة ليس على طاولة النقاش الآن، وأنه متروك لطاولة الحوار، وأن مشاركة المعارضة، وتحديدا الشيعة، في الحكومة تفترض توفير ضمانات لهذا العنوان، ثم بعث بطرق رسمية وغير رسمية من يقول انه مستعد لتثبيت ما ورد في البيانات الوزارية الأخيرة بشأن المقاومة، وأنه يتكفل بحلفائه المسيحيين.
شريكان: في تقدير محللين سياسيين ان النائب سعد الحريري ينظر إلى شريكين رئيسيين له في حكم المرحلة المقبلة هما حلفاؤه المسيحيون ورئيس الجمهورية. ولأنه جزم سابقا برفضه إعطاء الثلث زائد واحد إلى المعارضة في الحكومة المقبلة، من غير أن يمانع في انضمامها إليها بشروط قوى 14 آذار. فهو بذلك يستدرج هذه القوى، وتحديدا عون وحزب الله، إلى الرفض والبقاء خارج هذه الحكومة.