واشنطن – أحمد عبدالله
قال الباحث الأميركي في معهد اميركا الجديدة في واشنطن، دانييل ليفي، ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس «نجح في هز العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية، لكنه فشل في اقناع اي عاقل بإنه لا مبرر للتوصل الى اتفاق جيد مع الايرانيين».
وأوضح ليفي حديث لـ«الأنباء» ان كل ما قاله نتنياهو في خطابه قيل من قبل، مبينا انه هدف الى إبلاغ رسالة للايرانيين بأن من يتخذ القرار في واشنطن ليس الرئيس باراك اوباما وحده، متوقعا ألا يؤثر هذا الخطاب على مسار المفاوضات الحالية، لكنه سيفرض على البيت الابيض تغيير طريقة عرضه لأي اتفاق محتمل مع طهران، على نحو يفند فيه الانتقادات التي اوردها رئيس الوزراء الاسرائيلي في خطابه.
واعتبر أن نتنياهو «حقق انجازا شخصيا فحسب بهذا الخطاب، اذ ان استقبال الكونغرس الدافئ له سيساعده في الانتخابات العامة التي ستجري نهاية مارس الجاري والتي تشتعل حملاتها في اسرائيل الآن. ولكن عدا ذلك فإنني لا ارى اي انجازات حقيقية بل ارى العكس».
وقال ليفي ان خطاب نتنياهو يمكن في افضل الاحوال – من زاوية نظر اسرائيل - ان يضعف ثقة الايرانيين في احتمال استقرار اي اتفاق مستقبلا.
وتابع «لقد وجه نتنياهو خطابه ليس فقط الى الاميركيين والى المتعاطفين مع اسرائيل في الولايات المتحدة ولكن ايضا الى ايران. انه يسعى الى ابلاغ الايرانيين برسالة مختصرة هي ان من يتخذ القرار في واشنطن ليس هو الرئيس وحده لذا لا ينبغي التعويل كثيرا على اتفاق يوقع مع ادارته. الا انني لا اعتقد ان ذلك سيؤدي الى اي اثر حقيقي على مسار المفاوضات».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الادارة ستتأثر بخطاب نتنياهو او انها ستضع في حسبانها المعارضة الاسرائيلية للاتفاق قال ليفي، الذي سبق أن عمل مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق آيهود باراك «الخطاب لن يؤثر على اي قرار تتخذه الادارة الأميركية في سياق المفاوضات ولكن على طريقة عرضها للاتفاق اذا ما تم التوصل الى اتفاق محتمل. ان على ادارة اوباما الآن ان تفند في اتفاقها المحتمل العرض الذي قدمه نتنياهو» امام الكونغرس.
واوضح قائلا «لقد سمع الاميركيون حجج رئيس الوزراء الاسرائيلي. ومن الخطأ تصور انها لن تؤثر. ولكن المتطلبات التي ادرجها نتنياهو في اي اتفاق محتمل، مستحيلة التحقيق. لذا فان الاتفاق على نحو ما يريده نتنياهو لن يكون له وجود. ما يمكن ان يوقع هو اتفاق اقل مدى مما حدده. وسيتعين على ادارة اوباما ان تملأ المساحة الشاغرة بين الحد الذي وضعه نتنياهو والاتفاق على نحو ما سيوقع».