بيروت ـ عمر حبنجر
مهد لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل «لبنان اولا» النائب سعد الحريري عشية بدء المشاورات الرئاسية لتسمية رئيس الحكومة المقبلة لاحتواء عقبات وضعها معارضون في طريق تكليف الحريري برئاسة الحكومة، اقله على مستوى عدد الاصوات النيابية التي سترشحه.
وتواكب اللقاء الذي انعقد في الضاحية الجنوبية مع تطور امني تمثل باستمرار تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية في سماء بيروت والضاحية، في مؤشر سلبي على ان النوايا الاسرائيلية لن تسمح باستمرار التهدئة في لبنان اذا تسنى لها ذلك، وتطور سياسي عبر عنه وصول موفد سعودي هو الوزير عبدالعزيز خوجه الى دمشق واجراؤه محادثات تتناول الملف الحكومي اللبناني.
اما في بيروت فقد انصرف الديبلوماسيون الاجانب الى استطلاع المستجدات بعد لقاء الحريري – نصر الله حيث استقبل الحريري ظهر امس في قريطم سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ميشال سيسون وتم عرض التطورات السياسية الراهنة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم استقبل السفير التركي سيردار كيليك وتناول البحث الاوضاع في لبنان والمنطقة كذلك استقبل السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي وجرى عرض للمستجدات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما استقبل اخيرا الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة مايكل ويليامز وجرى عرض لتطور الاوضاع في لبنان وتطبيق القرار 1701.
في غضون ذلك زار السفير السعودي علي العسيري رئيس كتلة المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي امس واستغرق اللقاء ساعتين وتناول موضوع الحكومة.
في هذا الوقت كان تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة العماد ميشال عون قد ابدى عزمه تسمية الرئيس عمر كرامي لرئاسة الحكومة لكن حزب الله الحليف الاساسي لعون تمنى عليه الا يسمي احدا، تاركا له في ذات الوقت حرية عدم تسمية الحريري ان اراد.
لقاء نصر الله – الحريري
وفي خطوة مرتقبة التقى السيد حسن نصر الله ليل امس الاول النائب الحريري في حضور المعاون السياسي للامين العام الحاج حسين خليل ومصطفى ناصر ونادر الحريري. ووفق بيان مشترك فقد جرى خلال اللقاء تدارس الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة واستعراض مختلف الاوضاع المحلية على ضوء نتائج الانتخابات النيابية. كما جرى بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة. كما تم الاتفاق على مواصلة النقاش مع الاشادة باجواء التهدئة الايجابية السائدة والتأكيد على تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاح. وطبقا لمعلومات «الأنباء» فقد ترتب على هذا الاجتماع امر لافت وهو فصل تسمية الرئيس الذي سيكلف بتشكيل الحكومة عن تشكيل هذه الحكومة، بمعنى ان نواب حزب الله وعددهم 22 نائبا يمكن ان يسموا سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو ما لم يحصل ابدا بالنسبة لوالده الشهيد لكن مسألة التشكيل الحكومي تبقى شأنا آخر، الأمر الذي يفسر تفويض الحزب لرئيس المجلس نبيه بري كي يفاوض الاكثرية.
الشيخ قاسم ربط التكليف بالتأليف
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ربط في تصريح لـ «فرانس برس» تكليف رئيس الحكومة العتيد بتشكيل الحكومة وقال ان صيغة حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تقنع الاطراف المشاركين فيها. وقال قاسم ان المعارضة اتفقت فيما بينها على ألا تعرض تصورها الخاص بالمشاركة في الحكومة بشكل حاسم ونهائي قبل الاطلاع على ما سيعرض عليها بالتشكيلة الحكومية.
استشارات التكليف
وكان الرئيس ميشال سليمان باشر استشاراته لتسمية رئيس الحكومة اعتبارا من الثالثة والنصف من بعد ظهر امس مبتدئا برئيس مجلس النواب نبيه بري ثم الرؤساء فؤاد السنيورة، ميشال عون، نجيب ميقاتي بصفتهم رؤساء حكومات سابقين ونائب رئيس المجلس فريد مكاري، فرؤساء الكتل النيابية وهم: كتلة التنمية والتحرير، المستقبل، الوطني الحر، الوفاء للمقاومة، اللقاء الديموقراطي، زحلة بالقلب، القوات اللبنانية واخيرا كتلة الكتائب على ان يستكمل استشاراته اليوم السبت لمعرفة من يسمون لرئاسة الحكومة المقبلة.
وقد ســـمت كتـــلة الـــتنمية والتـــحرير الحــــريري لرئاسة الحكومة، حيـــث قـــال رئيـــسها نبيـــه بري عقـــب ابلاغـــه الرئيـــس سلـــيمان بالتســـمية ان كتــلته لن تشارك في الحكومة المقبلة الا اذا كانت توافقية.
ولم تسم كتلتا الوطني الحر والوفاء للمقاومة اي شخصية لرئاسة الحكومة.
وفيما قال عون عقب لقائه بالرئيس سليمان، انه لايضع ڤيتو على احد، قال النائب محمد ان كتلة الوفاء للمقاومة ستتعاون مع الحريري في حال اسفرت النتائج والمشاورات عن تسميته رئيسا للحكومة.
الحريري يكتفي بـ 71 صوتاً
وفيما تردد ان المعارضة لن تمكن سعد الحريري من الحصول على اكثر من 90 صوتا ترشيحيا وهو العدد الذي حصل عليه الرئيس بري لرئاسة مجلس النواب نقلت مصادر عن النائب الحريري انه يكتفي باصوات الاكثرية وعددها 71 صوتا. وعلى هذا لاتزال تداعيات جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه واعضاء مكتبه تفرض نفسها على الساحة، من خلال جملة مواقف للمعارضة عبرت عن استغرابها لطريقة تعاطي الاكثرية و«نسفها» للتفاهمات التي قطعتها للمعارضة، حسب اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله التي وسمت الاكثرية بالنزعة الاستئثارية المتأصلة.
الجميل: «14 آذار» أعطى بري ما يكفي
لكن رئيس حزب الكتائب امين الجميل، قال ان نواب حزبه اتخذوا موقفا مبدئيا بالتصويت في انتخاب رئيس المجلس بورقة بيضاء. واضاف: ان تحالف 14 آذار كان له دور في تحقيق فوز الرئيس بري وقد اعطاه ما يكفي من الاصوات لتحقيق الانتصار الفعلي في الانتخابات، ولولا هذا لما وصل بري الى رئاسة المجلس.
النكايات السياسية
بدوره، النائب جان اوغاسبيان (لبنان اولا) قال عن «النكايات السياسية» التي ظهرت في انتخابات رئاسة مجلس النواب وهيئة مكتبها، انها مجرد «خروقات طفيفة» للتفاهمات، لن تؤثر على مجريات الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة، والواضح ان الاجواء التفاهمية ستستمر، وهناك مرحلة تستوجب الخروج من النمط القائم منذ 4 سنوات وان المرحلة المقبلة ستقوم على التفاهم، واملي كبير، ولمصلحة لبنان واللبنانيين، ان نأخذ المصلحة العامة في الاعتبار ونزيل الحواجز من طريق تشكيل الحكومة، متوقعا الاعلان عن تكليف الحريري اليوم السبت. في المقابل عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب غسان مخيبر رأى ان عملية انتخاب رئيس المجلس ونائبه كانت مخيبة للآمال، لأنها وللمرة الخامسة لم تشمل من يمثل تكتل التغيير والاصلاح، وقال ان دور مكتب المجلس هو تفعيل عمل اللجان النيابية.
الحريري لم يلتزم باسم الأكثرية
مصادر الاكثرية أوضحت ان الحريري لم يلتزم خلال لقائه بري عشية الانتخابات المجلسية، بشيء حيال عدد نواب الاكثرية الذين سيمنحونه اصواتهم، لكنه ألزم نواب تيار المستقبل بهذا الامر تاركا للآخرين من الحلفاء حرية الاختيار.
بري يستنكر رصاص الابتهاج
في غضون ذلك، استنكر بري بشدة اطلاق النار ابتهاجا بانتخابه والذي أفضى الى وفاة امرأة رعبا وجرح 11 شخصا في مختلف المناطق. وقال بري ان اطلاق النار في كل مناسبة يتسبب في الاذية والاضرار وربما الموت والاصابة للمواطنين، اضافة الى كونه مخالفا للقانون، بل اعتداء على القانون. واعلن بري ادانته الشديدة «لهذه التصرفات اللامسؤولة والمسيئة للاخلاق العامة». وشدد على القضاء والاجهزة الامنية لاتخاذ كل الاجراءات لتطبيق القانون عسى ان تكون هذه المناسبة فرصة لانهاء هذه العادات المسيئة والمستنكرة.