ردا على الاتهامات بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية والتظاهرات الاحتجاجية التي تضرب الشارع الايراني منذ اسبوعين بزعامة انصار المرشح الخاسر مير حسين موسوي، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي امس أنه لم يحصل أي تزوير في الانتخابات، مؤكدا أنه تمت دراسة جميع شكاوى وتقارير المرشحين المعترضين موسوي وكروبي «بدقة بالغة»، واصفــــا هذه الانتخابات بـ «الأكثر نزاهة».
ونسبت وكالة «مهر» الايرانية شبه الرسمية للأنباء الى كدخدائي قوله «يمكننا القول بشكل مؤكد انه لم يحصل أي تزوير في الانتخابات الرئاسية العاشرة».
وقال كدخدائي ان التدقيق الذي حصل خلال الأيام الـ 10 الأخيرة «أثبت أنه بمعزل عن المخالفات الصغرى الملازمة لأي عملية انتخابية فإنه لم تشاهد أي مخالفات كبرى في هذه الانتخابات ولم نتوصل الى وقوع أي مخالفة كبرى».
وأضاف «لم يحصل حتى الآن أي تزوير أو مخالفة كبرى في انتخابات رئاسة الجمهورية في الماضي وبالاخص الانتخابات الاخيرة فإنها تعتبر الأكثر نزاهة».
وردا على إعلان بعض المرشحين المعترضين بأن عدد المقترعين في صناديق الاقتراع في 170 مركزا انتخابيا فاق عدد من يحق لهم التصويت في تلك المراكز، قال كدخدائي انه بعد التحقيق تبين أن عدد تلك المراكز «أقل بكثير من العدد المذكور».
وأضاف كدخدائي أن «لا مانع قانونيا من أن يكون عدد المقترعين في مركز انتخابي أكثر من عدد من يحق لهم التصويت وخاصة في الانتخابات الرئاسية اذ ان الأشخاص أحرار في الإدلاء بأصواتهم في أي مركز انتخابي يرغبون».
وأشار الى ان المجلس بحث بالتفصيل جميع التقارير والشكاوى التي تقدم بها المرشحون المعترضون، مضيفا أن المجلس سيعلن عن نتائج تحقيقاته مع محاور اعتراضات المرشحين في نهاية المهلة المحددة لدراسة الشكاوى.
قتلها الباسيج
الى ذلك أعلن طبيب إيراني ان أحد عناصر «الباسيج» الاسلامية هو الذي قتل الشابة ندا آغا سلطان بالرصاص اثناء تظاهرة في طهران، موضحا انه حاول انقاذها.
وقال اراش حجازي متحدثا لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه بعد قليل على اصابة الشابة برصاصة في صدرها رصد المتظاهرون مطلق النار وهو من عناصر ميليشيا الباسيج.
واثار شريط احتضار ندا، وقد صوره احد المتظاهرين على هاتفه النقال ونشره على الانترنت، موجة حزن وغضب في إيران والعالم، واصبحت هذه الشابة رمزا لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة في تاريخ الجمهورية الاسلامية على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
وقال حجازي لـ «بي بي سي» انه قرر مع اصدقاء له كان يزورهم في طهران ان يحضروا احدى التظاهرات، مضيفا: «كانت شرطة مكافحة الشغب تطلق قنابل مسيلة للدموع على الناس وبدأت الدراجات النارية تهاجم الحشود». وروى «سمعنا طلقة رصاص. كانت ندا واقفة على مسافة متر مني، كنا هناك وفجأة استدرت ورأيت الدم يسيل من صدر ندا».
وقال «كانت تنظر مصدومة الى صدرها والدم الذي يسيل منه، هرعنا اليها ومددناها على الطريق»، وتابع «انحنيت فوقها ورأيت الاصابة بالرصاصة تحت العنق مباشرة والدم يسيل. فهمت انها اصيبت في الشريان الاورطي والرئة». وقال «كان الدم يسيل من جسدها. ضغطت على الجروح لمحاولة وقف النزيف لكنني لم انجح لسوء الحظ وفارقت الحياة في اقل من دقيقة». وبحسب حجازي، فقد ظن المتظاهرون في بادئ الامر ان الرصاصة انطلقت من سطح قريب، لكنهم رصدوا بعدها احد عناصر الباسيج على دراجة نارية فاوقفوه وجردوه من سلاحه».
وتابع «كان يصرخ لم أكن أريد قتلها، سمعته»، وقال ان الناس لم يدروا ماذا يفعلون به فتركوه يغادر بعدما أخذوا منه أوراق هويته وصوروه. ونقلت صحف عدة عن وكالة انباء فارس المحافظة المتشددة ان «التحقيق اظهر ان شخصا أطلق النار على عدد من الاشخاص في شارع كاريغار من سلاح مهرب واحدى الرصاصات اصابت ندا صالحي (آغا سلطان) في الظهر». كذلك اتهم خطيب ندا كاسبيان ماكان الباسيج بقتلها.
مساعدة «الشيوخ»
من جانب أخر، اعلن اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي امس الاول ان نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية مزورة، واعدين بمساعدة الايرانيين الرافضين لنتائج هذه الانتخابات على التعبير عن آرائهم بحرية. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام انه «في الحقيقة هذه الانتخابات تم التلاعب بها والشعب الايراني يحاول اسماع صوته وعلينا ان نساعده».
من جهته قال السيناتور الجمهوري جون ماكين ردا على الاتهامات الايرانية الموجهة الى البيت الابيض بالتدخل في الشؤون الداخلية الايرانية «نحن لا ننحاز الى اي مرشح. يبدو ان لغطا حصل في هذا الموضوع».
على صعيد متصل، حث رجل دين ايراني السلطة القضائية امس على معاقبة «مثيري الشغب» البارزين في أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية دون اي رحمة.
وقال احمد خاتمي في جامعة طهران «أريد من القضاء أن يعاقب مثيري الشغب البارزين بحزم ودون اي رحمة ليلقن الجميع درسا».
وقال خاتمي عضو مجلس الخبراء إن على القضاة أن يحكموا على «مثيري الشغب» بحد «المحارب» وهو من يحارب الله.
وأضاف في خطبة بثتها وسائل الاعلام الحكومية على الهواء مباشرة «يجب معاقبتهم بلا رحمة وبضراوة وقال «بموجب الشريعة الاسلامية المطبقة في ايران عقاب من يدان بأنه محارب هو الاعدام».