رغم هدوء الأزمة الإيرانية في الشارع ونجاح السلطات في قمع الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية، مازال السجال السياسي على وضعه المتوتر، رغم نجاح الرئيس المنتخب لدورة ثانية محمود احمدي نجاد في تصدير الازمة خارجيا وان بشكل محدود، مع تجديد اتهامه الرئيس الاميركي والغرب بالتدخل في شؤون ايران وتعهده باتباع نهج اكثر صرامة ازاء ذلك.
وفي احدث فصول الاتهامات المتبادلة بين السلطات والمعارضة الايرانية، قالت أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس إن إيران منعت أحد حلفاء زعيم المعارضة مير حسين موسوي من مغادرة البلاد.
وقال أبو الفضل فاتح مدير المكتب الاعلامي لموسوي إن هذا المنع لن يغير موقفه السياسي مضيفا انه منع من مغادرة إيران بسبب «دوره» في التطورات التي وقعت بعد الانتخابات.
وقد ذكرت صحيفة إيران الناطقة باسم الحكومة ان فاتح منع من مغادرة البلاد بسبب ضلوعه في التطورات التي اعقبت الانتخابات.
من جهة أخرى قالت صحيفة «اعتماد ملي» الاصلاحية ان قوات الامن الايرانية فتشت مقر حزب كارغوزاران (كوادر البناء) الذي كان يدعم مير حسين موسوي في انتخابات 12 يونيو الجاري.
وأوضحت الصحيفة ان «عناصر من قوات الأمن توجهوا الى مقر حزب كارغوزاران وصادروا وثائق وحواسيب»، دون تحديد تاريخ عملية التفتيش.
صفقة تسوية
وردا على عرض مجلس صيانة الدستور على زعيم المعارضة مير حسين لتسوية النزاع بشأن ادعاءات تزوير الانتخابات، حث مجلس تشخيص مصلحة النظام، اعلى هيئة تحكيم سياسي في ايران، جميع المرشحين على التعاون بشكل تام مع مجلس صيانة الدستور، حسب وكالة الأنباء الطلابية الايرانية (ايسنا).
وطلب المجلس، الذي يرأسه الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني، في بيان له طلب من المرشحين «اغتنام هذه الفرصة وتقديم جميع الوثائق والادلة لفحصها الشامل والدقيق».
في المقابل، رفض المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي امس اللجنة التي يفترض ان تعد تقريرا حول الانتخابات، معتبرا انها ليست مؤهلة لإصدار «حكم عادل»، بحسب موقع حملته الانتخابية على الانترنت.
وقال موسوي ان «مجلس صيانة الدستور، وعلى الاخص لجنة يسميها المجلس، لا يمكنها التوصل الى حكم منصف».
وأضاف «أُصرّ مجددا على ان إلغاء نتيجة الانتخابات هو الحل الأسلم للأزمة».
وقال موسوي «اقترح رفع القضية الى هيئة تعمل وفقا للشريعة، قانونية ومستقلة، يوافق عليها كل المرشحين وتنال دعم المسؤولين الدينيين الساعين الى حل المسألة».
وأضاف ان «حصر التحقيق في الشكاوى حول المخالفات بإعادة فرز 10% من الصناديق لا يمكن ان يعيد ثقة الشعب ويقنع الرأي العام بالنتائج المعلنة».
من جهته، تعهد نجاد امس، بأن حكومته الجديدة سوف تكون اكثر حسما في سياستها تجاه الغرب.
وقال نجاد في اجتماع لمسؤولين في السلطة القضائية في طهران «دون ادنى شك، سوف تسلك الحكومة في الفترة الرئاسية الجديدة نهجها اكثر حسما وأقوى تجاه الغرب وستجعلكم تندمون وتشعرون بالخجل».
كما انتقد نجاد بشدة مرة اخرى الرئيس الأميركي باراك اوباما وزعماء الدول الأوروبية لانهم «أهانوا» الأمة الإيرانية من خلال ما وصفه بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
وتابع دون تقديم أي ايضاحات «من الآن فصاعدا سندفع بكم إلى محكمة للعدل في كل اجتماع دولي».
تحمل العدالة
واتهم دول الغرب بأنها لا تتحمل العدالة وتعتبر من جهة اخرى مصدرا للظلم في العالم الامر الذي «يجعلنا نشهد الكثير من الظلم والجور» في الكثير من انحاء العالم.وقال ان شعوب العالم اليوم «وضعت أملها في الشعب الايراني فهي تعتبر شعب ايران شعبا نموذجا ومنقذا وقد سمعت هذا الموضوع شخصيا من كلام السياسيين والعلماء ومختلف شرائح الشعوب في انحاء العالم».
وعلى الصعيد الداخلي دعا نجاد الى بذل الجهود من اجل جعل الجهاز القضائي في ايران «نموذجا يحتذيه العالم»، وأعرب عن أمله في أن تصل السلطة القضائية الى «الهدف المطلوب للمجتمع الاسلامي».