بيروت ـ عمر حبنجر
شحنة من التفاؤل حملها الإعلان من دمشق عن استقبال الرئيس بشار الأسد للأمير عبدالعزيز بن عبدالله، مستشار خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث استعرضا التطورات في لبنان، بحضور وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة ووزير الخارجية السورية وليد المعلم.
وكان اللافت الإعلان عن هذا اللقاء وللمرة الأولى، علما ان لقاءات مماثلة عقدت قبلا وظلت طي الكتمان، ما يعني ان ثمة تفاهما حصل على المواضيع المطروحة، والا لما كان اعلن عن هذا اللقاء اسوة بسواه.
وربطت أوساط لبنانية مسؤولة لـ «الأنباء» زيارة الوفد السعودي الى دمشق بالقمة السعودية ـ المصرية التي انعقدت في الرياض والتي تناولت الى جانب الموضوع الفلسطيني القضايا اللبنانية ايضا.
وقالت إذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله ان موفدا سعوديا كان حمل الى دمشق جملة مطالب تتعلق بالوضع اللبناني رفضتها سورية، معتبرة ذلك شأنا لبنانيا.
زيارة ولقاءات
وذكرت صحيفة «السفير» ان الوزير خوجة الذي كان سفيرا لبلاده في لبنان، زار بيروت ليل الجمعة ـ السبت وعقد لقاءات بعيدا عن الإعلام.
مصادر إعلام حزب الله نقلت عن مصادر في دمشق ان زيارة الوفد السعودي تعد زيارة تحضيرية لانطلاقة جديدة في ملف العلاقة السعودية ـ السورية، وهي العلاقة التي بدأت مع المصالحة التي شهدتها قمة الكويت الاقتصادية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأسد.
وأعربت المصادر عن اعتقادها ان الحركة على خط دمشق ـ الرياض تصب في خانة التحضير لزيارة الملك عبدالله الى العاصمة السورية.
وواضح ان هذه التحضيرات تمر خصوصا في بيروت، حيث المعارضة المدعومة من دمشق، مطالبة بتسهيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري، بعيدا عن التشنجات السياسية والتوترات الأمنية التي أخذت طابعا مذهبيا في بيروت امس الاول.
من جهته، الرئيس ميشال سليمان رفض الموقف الأخير لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو حول مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، معتبرا ذلك بمنزلة «تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية واعتداء جديدا على السيادة الوطنية».
وأمام زواره امس، قال الرئيس سليمان ان المرحلة السابقة التي يتابعها نتنياهو أثبتت ان إسرائيل هي التي تعتدي على لبنان، ومن أبرز الاعتداءات:عدم الالتزام بالقرار 1701، وشبكات التجسس والخروقات الجوية المستمرة والتهديدات فضلا عن عدم التجاوب مع المبادرة العربية.
مشاورات علنية
هذه التطورات الايجابية انعكست على الاستشارات النيابية التي اجراها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري حيث انحصرت مواقف الكتل في تناول الخطوط العامة من دون الدخول في التفاصيل حول المطالب لجهة الحصص والحقائب المتروكة للاستشارات التي يبدؤها الرئيس الحريري اليوم بعيدا عن الأضواء مع الكتل والمسؤولين، حيث تعد النفق التأليفي الاصعب لضرورة مراعاة مطالب جميع الفرقاء.
وقد تجنب كل من الأكثرية والأقلية اثارة موضوع الثلث المعطل او الثلثين علنا على اعتبار انها تشكل عقبات امام ولادة الحكومة مع التركيز على حكومة وحدة وطنية تستطيع القيام بالاعباء الوطنية في هذه المرحلة، وأعطت مصادر حكومية مهلة أسبوع أمام عملية التشكيل لتجنيب الدخول في أزمة.
الرئيس الحريري الذي وضع برنامجا ماراثونيا بحيث حصر الاستشارات في يوم واحد لأول مرة اعتبرها البعض اشارة على النية في الاسراع بتشكيل الحكومة، وقد استهل لقاءات الاستشارات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي اعتبر ان وجود الحريري في رئاسة الحكومة يشكل قيمة اضافية على المستوى الوطني، داعيا الى تشكيل حكومة منسجمة يتمثل فيها الشباب، أملا في تشكيل حكومة تتعاون مع رئيسي الجمهورية والمجلس لحل مشاكل الناس وتحقيق طموحاتهم.
ثم التقى كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري وتحدث باسمها النائب أنور الخليل فقال ان الكتلة طالبت بحكومة وحدة وطنية وتقوية الجيش واحتضان المقاومة، ووضع قانون انتخاب عادل، واستكمال التعويضات عن حرب يوليو 2006، ومواصلة الاهتمام بقضية الامام موسى الصدر والاهتمام بالشأن الانمائي.
كتلة نواب المستقبل التي يرأسها الحريري تحدث باسمها النائب سمير الجسر، فأبدى استعداد الكتلة لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، وتمثيل صحيح لتيار المستقبل في الحكومة.
وطالب عضو الكتلة النائب العلوي بدر ونوس بتمثيل الطائفة في الحكومة اذا أمكن.
كتلة الاصلاح والتغيير برئاسة النائب العماد ميشال عون تحدث رئيسها، فطالب بحكومة وحدة وطنية آخذين بعين الاعتبار الوضع العام، ووصف اللقاء بأنه ايجابي وطالب بتحقيق الشراكة وتمثيل الكتل حسب حجمها.
كتلة حزب الله تحدث باسمها النائب محمد رعد فقال ان البلاد بحاجة الى حكومة وفاق وطني وشراكة، عادلة في رعايتها لمصالح اللبنانيين.
أجواء ايجابية
واضاف اعتبرنا ان اولوية الحكومة هي رفع مستوى اليقظة لمواجهة التهديدات الاسرائيلية ومشاريع اخضاع لبنان والمنطقة، وأكدنا ضرورة معالجة الازمات المتفاقمة حياتيا وضرورة انماء المناطق المحرومة.
وقال ردا على سؤال طرحنا تفصيلا للشأن الحكومي وتركناه بعهدة الرئيس المكلف.
وكان لافتا كلام قياديين في حزب الله والوطني الحر عن ارتياحهم للاجواء الايجابية التي سادت المشاورات.