شن 100 مقاتل من حركة طالبان هجوما مسلحا امس على قاعدة عسكرية اميركية شرق افغانستان في اكبر تحد لعملية عسكرية كبرى (الخنجر) تقودها قوات المارينز بمشاركة القوات الافغانية منذ 3 ايام ضد معقل الحركة في اقليم هلمند جنوب البلاد.
واعلن الجيش الاميركي ان 2 من جنوده قتلا وأصيب 4 آخرون في الهجوم الذي تخلله تفجير انتحاري في ولاية باكتيكا الشرقية المحاذية لباكستان.
وقال السرجنت تشارلز مارش المتحدث باسم الجيش «لقد وقع انفجار ربما يكون ناجما عن عبوة ناسفة في ولاية باكتيكا هذا الصباح (امس) وقتل عنصران من الجيش الاميركي».
واضاف «وبعد ذلك تعرضت القاعدة لهجوم بنيران عشوائية اطلقها المسلحون. وقتل اثنان من عناصر القوات الاميركية واصيب اربعة آخرون».
واشار الى انه تم استدعاء الدعم الجوي بعد ذلك.
بدوره ذكر حميدالله زهواك الناطق باسم الادارة المحلية ان الجنديين قتلا حين فجر متمردون شاحنة صهريج لنقل النفط امام مبنى حكومي.
واضاف زهواك «بعد الانفجار وصلت مروحيات اميركية وهاجمت عناصر طالبان الذين كانوا يحضرون لمهاجمة مقر الاقليم» في اشارة الى اقليم زيروك حيث وقع الحادث.
وزعم ان 32 عنصرا من طالبان قتلوا، مضيفا انه تم العثور على جثثهم بعد معركة استمرت ساعتين بين المسلحين والمروحيات الاميركية في اعقاب التفجير. واكد ان القوات الاميركية جرحت واسرت 8 مسلحين.
الا ان الجيش الاميركي لم يستطع ان يؤكد لوكالة فرانس برس عدد قتلى المسلحين.
في المقابل اعلن مسلحو طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم الذي قالوا انه جرى على جبهتين معترفين بمقتل 5 منهم اضافة الى الانتحاري.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لفرانس برس ان الهجوم الانتحاري نفذه حافظ عمر باستخدام 8000 كلغ من المتفجرات في صهريج وقود ضد قاعدة اميركية في زيروك.
واضاف «في الوقت ذاته نفذ 100 مجاهد هجوما على القاعدة عقب الانفجار.. ومني الاميركيون بخسائر جسيمة في الارواح وفقدنا 5 من مسلحينا».
وتعد باكتيكا واحدة من اكثر المناطق اضطرابا في شمال البلاد حيث يقاتل الاف من عناصر القوات الاجنبية ومعظمهم من القوات الاميركية مسلحي حركة طالبان التي اطيح بها من السلطة في افغانستان بنهاية 2001.
ويهدف التمرد الى الاطاحة بالحكومة الافغانية برئاسة حميد كرزاي ووصل هذا العام الى اعلى مستويات العنف.
وتقوم قوات المارينز البالغ عددها 4000 عنصر اضافة الى نحو 600 من القوات الافغانية، بالهجوم في اطار خطة الرئيس باراك اوباما الجديدة للحرب في البلد المضطرب الذي يشهد تمردا دمويا لطالبان، مع التركيز في الوقت ذاته على حماية السكان قبل الانتخابات التي ستجري في 20 اغسطس.
وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية في بيان مقتضب «لم يقع في صفوفنا اي ضحايا. بينما وقعت اصابات في صفوف العدو، ولكن ليس لدينا عدد».
من جهتها، اكدت طالبان على لسان المتحدث باسمها يوسف احمدي انها لم تبدأ بعد معركتها الفعلية ضد المارينز، ولفت احمدي الى ان المتمردين يستعدون لحرب عصابات ستؤدي الى الحاق هزيمة بالاميركيين، خصوصا في ناوا وغارمسير.
هذا وافاد الجنرال محيي الدين غوري قائد الجيش الافغاني في الجنوب وكالة فرانس برس بأن قواته صادفت العديد من الالغام وعملت «بنجاح» على تفجيرها بالتعاون مع سكان محليين.
في غضون ذلك اعلنت وزارة الداخلية الافغانية ان قنبلة زرعها متمردون على قارعة الطريق في جنوب البلاد انفجرت امس اثناء مرور آلية للشرطة ما اسفر عن مقتل سبعة من عناصر الدورية.
كما قتل جندي كندي من القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي في انفجار قنبلة امس الاول في جنوب افغانستان، بناء على ما اعلنت ايساف امس مؤكدة بذلك ما اعلنته السلطات الكندية.
وجاء في بيان لايساف «قتل عضو في ايساف في هجوم بقنبلة يدوية الصنع الجمعة الماضي في جنوب افغانستان».
وقال متحدث باسم ايساف في كابول اثر ذلك لوكالة فرانس برس ان الجندي القتيل كندي.