فيما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الأدميرال مايكل مولن أمس ان الوقت ينفذ امام التعامل مع الملف النووي الايراني وجميع الخيارات باقية على الطاولة بما فيها الخيار العسكري، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى تشديد العقوبات على ايران، من اجل «حمل النظام على تغيير سلوكه».
واعربت كلينتون في مقابلة مع شبكة «غلوبوفيسيون» التلفزيونية الخاصة عن قلق واشنطن من «سعي ايران لامتلاك اسلحة نووية» الذي يمكن ان «يزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط».
وتابعت كلينتون في المقابلة التي عرضت في وقت متأخر امس الاول «سنطلب من الاسرة الدولية الانضمام الينا لفرض عقوبات اكثر صرامة على ايران من اجل حمل النظام على تغيير سلوكه».
واضافت «لاحظنا في الاسابيع الماضية ان ايران لا تحترم حتى ديموقراطيتها»، وقالت «لقد اتخذت اجراءات ضد مواطنيها لقيامهم بالتظاهر سلميا»، في اشارة الى الاحتجاجات على اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في 12 يونيو.
كما اعتبرت كلينتون انه «ليس من الحكمة التحالف مع نظام يرفضه عدد كبير من مواطنيه».
واضافت ان ادارة الرئيس باراك اوباما ترى «انه ليس من مصلحة العالم التعامل مع ايران مما يشكل دعما للنظام. لن تكون خطوة حكيمة».
من جانبه، اوضح مولن في حديثه بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان «قلقي ينبع من ان عقارب الساعة تسير وانا على يقين من ان ايران مركزة جدا على تطوير هذه القدرة واعتقد انه عندما يحصلون عليها او اذا حصلوا عليها ستكون الاوضاع مزعزعة» مضيفا ان الاحداث «ستكون مزعزعة جدا في حال الهجوم العسكري على ايران او حصول ايران على السلاح النووي».
وقال «كل تلك الاحتمالات تقدم نتائج غير مرجوة ويصعب للغاية التنبؤ بها في جزء شديد التقلب من العالم وانا قلق جدا ازاء ذلك» مشيرا الى انه «لهذا السبب اقوم بالحديث عن هذه المساحة الضيقة التي يتعين علينا العمل من اجل هدف وهو الا تتمكن ايران من تحقيق هذه القدرة».
وأكد مولن انه على اتصال مع نظرائه في العديد من البلدان التي تتقاسم هذه المخاوف مشيرا الى ان «هناك تعاونا وتبادلا على الصعيدين الثنائي والمتعدد بشأن هذه القضية طوال الوقت حيث اكرر مرة أخرى اني أشعر بالقلق بشأن تحرك عقارب الساعة».
الى ذلك التقى قادة الحركة الإصلاحية في إيران مير حسين موسوي ومحمد خاتمي ومهدي كروبي الاثنين الماضي لبحث تطورات الأزمة الرئاسية الإيرانية، حيث قال مصدر إيراني مطلع إن الاجتماع يأتي في إطار مساعي الاصلاحيين لايجاد اطر سياسية وقانونية تضم كل اطياف التيار الاصلاحي.
وفي حديث لصحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية امس، قال المصدر الإيراني حول ما أعلنه موسوي الاسبوع الماضي انه بصدد إنشاء تجمع سياسي شامل للمعارضة الاصلاحية، إن موسوي وكروبي وخاتمي يبحثون حاليا «إعلانا تأسيسيا» لذلك التنظيم السياسي وان إعلانا مهما يتضمن مبادئ تلك الحركة وأهدافها سيصدر قريبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقع موسوي على الإنترنت ذكر امس الاول أن زعماء الاصلاحيين حثوا السلطات الإيرانية في بيان مشترك على الافراج عن الذين تم احتجازهم خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات، كما انتقدوا «حالة الأمن» المفروضة في إيران، داعين إلى سحب القوات الأمنية من المواقع التي انتشرت فيها لقمع الاضطرابات.
من جانبه اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما امس انه «من المهم» اجراء حوار مع ايران وكوريا الشمالية لتشجيعهما على التخلي عن التسلح النووي وذلك خلال مؤتمر صحافي في روما قبل بدء قمة مجموعة الثماني.
وفي معرض حديثه عن زيارته الاخيرة الى موسكو، شدد الرئيس الاميركي على انه «حتى وان كان على الولايات المتحدة وروسيا تحملان مسؤولياتهما الخاصة، من المهم جدا للمجموعة الدولية اجراء حوار مع دول مثل ايران وكوريا الشمالية لتشجيعهما ايضا على اتخاذ خطوات في الاتجاه نفسه وليس في الاتجاه الذي يمكن ان يقود الى سباق تسلح».
بدوره أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عدم توافر شروط إدانة طهران في مجموعة الثماني.