- مفتي المملكة: عمل إجرامي.. ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عدوان آثم وجرم عظيم
صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية بأن الجهات الأمنية باشرت امس بعد صلاة الجمعة بلاغا عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديح بمحافظة القطيف، وقد اتضح أنه أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه مما نتج عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين، وقد باشرت الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية.
واضاف المتحدث: وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد بأن الجهات الأمنية لن تألو جهدا في ملاحقة كل من تورط في هذه الجريمة الإرهابية الآثمة من عملاء أرباب الفتن الذين يسعون للنيل من وحدة النسيج الوطني بالمملكة، والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء الشرعي لنيل جزائهم العادل.
ولاحقا أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن التفجر في بيان على موقع تويتر.
وفي وقت لاحق، ذكر وزير الصحة السعودي م. خالد الفالح أن عدد ضحايا التفجير الإرهابي بلغ 21 مواطنا فيما بلغ عدد المصابين 102.
من جانبه، اعتبر مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما حدث في أحد المساجد ببلدة القديح في القطيف، جريمة خطيرة الهدف منها محاولة إثارة الفتنة، وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن، داعيا السعوديين الى ان يكونوا «يدا واحدة».
وقال آل الشيخ، في تصريح خاص للتلفزيون الرسمي السعودي: «ان هذا الحادث حادث مؤثم إجرامي تعمدي، حادث خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب»، مؤكدا «ان هذا الحادث يأتي في وقت المملكة تدافع فيه عن حدودها الجنوبية، فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، الذي يهدف القائمون به من وراءه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا».
تابع «ولكن ولله الحمد الأمة متماسكة مجتمعه متآلفة تحت دين الله جل وعلا ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا».
وأكد مفتي عام المملكة أنه يجب أن نعلم الأعداء أن الهدف من هذا العمل ما هو إلا إجرام وفساد وتفريق الأمة واختراق صفوفها ونحذر من هذا الإجرام، عادا ومعتبرا ذلك جرما وعارا وإثما عظيما، لعن الله من خطط له ودبر له وأعان عليه.
من جهته، استنكر الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالله السند، التفجير الإرهابي الذي وقع امس في أحد مساجد القديح بمحافظة القطيف، ونتج عنه قتل وإصابة العديد من المصلين، وعده عدوانا آثما وجرما عظيما وقتلا للأنفس المعصومة التي حرم الله قتلها، بل وجعله من كبائر الذنوب.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن السند قوله «ان هذا الحادث الإجرامي لا يخدم إلا أعداء الإسلام ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم الشنيعة وجرائمهم النكراء»، مشيرا إلى أن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء، وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام تأباه الشريعة الإسلامية المطهرة وتنكره الفطر السوية وترده العقول السليمة.
وأضاف ان هذا التفجير الآثم علاوة على كونه قتلا للأنفس المعصومة إلا أنه جمع بين ذلك وبين قتل المصلين الذين جاء تحريم الاعتداء عليهم في كل دين، مما يغلظ الإثم ويعظم الجريمة.
وأكد د.السند «أن هذه البلاد ستظل ـ بإذن الله ـ صامدة وقوية بالله أولا، ثم بولاة أمرها الذين يحكمون الشريعة ويحققون العدل، ويقيمون شعائر الإسلام، وبإخلاص المواطنين والتفافهم حول ولاة أمرهم، وسعيهم إلى الوحدة ونبذ الفرقة، وكل ما يخل بأمن هذا الوطن واستقراره».
وحذر المجتمع عموما والشباب خصوصا من الاغترار بدعاة الفتنة والضلال، الذين يبثون أفكارهم المنحرفة، دون مراعاة ولا رجوع لدين ولا خلق ولا فضيلة، بل تجردوا من كل معاني الإنسانية والقيم السوية، داعيا إلى الرجوع إلى العلماء الراسخين الذين نهلوا العلم من مصادره واعتمدوا الكتاب والسنة مصدرا وشريعة، وسلمت نفوسهم من الأهواء والانحرافات الفكرية.
ودعا الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الله عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان، وأن يحفظها من كل سوء ومكروه، ومن كل حاقد وحاسد، وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وأن يديمهم ذخرا لهذه البلاد.
البيت الأبيض يدين التفجير الإرهابي في «القديح» بالسعودية
واشنطن ـ أ.ف.پ: دان البيت الأبيض الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا خلال صلاة الجمعة في القطيف شرق المملكة العربية السعودية أمس.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست: «نعرب عن حزننا لفقدان الأرواح وندين هذا العنف (...) وجميع الضحايا كانوا من المسلمين».