علاقة المعارضة بسليمان: لا تخفي أوساط قيادة المعارضة أنه ليست لديها رؤية موحدة وواحدة في علاقتها الراهنة والمستقبلية مع الرئيس سليمان، وهذا الامر ليس بجديد، فالمعلوم ان ثمة ثلاث رؤى للعلاقة بين المعارضة وشاغل الرئاسة الاولى، وهي على النحو الآتي:
-
الرؤية الاولى رؤية رئيس مجلس النواب نبيه بري للعلاقة بسليمان، وهي علاقة، وفق مصادر، فيها الكثير من الود، ومبنية على تفاهمات ورهانات سياسية حاضرة ومستقبلية.
-
الرؤية الثانية علاقة «حزب الله» بالرئيس سليمان، ولا تخفي أوساط في الحزب أنها تعمل منذ فترة على خطين في ميدان علاقتها بالرئاسة الاولى، الاول: خط «امتصاص» و«استيعاب» تداعيات مرحلة الانتخابات النيابية وما شابها من «توترات» والتباسات، والثاني: التكيف مع مسألة أن الرئيس سليمان سيبقى بعد خمسة أعوام اخرى في قصر بعبدا، وهذا يعني ضرورة اجتراح صيغة سياسية للتعاطي والانفتاح.
-
الرؤية الثالثة هي العلاقة بين ركني المعارضة المسيحيين، أي النائب عون ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجيه، إذ تدخل في هذه العلاقة جملة عوامل ترتبط بالصراع في داخل الساحة المسيحية وقيادتها والصراع الخفي الدائر منذ زمن بين الرئاسة الاولى وزعامة المسيحيين السياسية وطموح الرئاسة الاولى دوما الى أن يكون لها حصة في القيادة السياسية للمسيحيين لكي تضطلع بدور فاعل.
تباين داخل الصف المسمى 14 آذار: لم تلق الخطوة التي قام بها النائب سامي الجميل مؤخرا في اتجاه النائب سليمان فرنجية وقبله مع النائب ميشال عون الأصداء الطيبة في صفوف بعض مسيحيي 14 آذار، حيث رأوا انها تمت في التوقيت الخاطئ وتحت عناوين لم تعد تشد العصب وتفتح الآفاق على المصالحات في الشارع المسيحي والتي لم يعد المواطن في المناطق المسيحية يراهن عليها، خصوصا بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، اضافة الى ان زيارة الجميل الى دارة فرنجية في بنشعي تمت في الوقت الذي تشن فيه المعارضة حملة على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وتدعوه لزيارة دمشق للحصول على تأشيرة العبور الى السرايا، كما رفعت سورية سقف مواقفها السياسية ومطالبها وشروطها عبر حلفائها في لبنان، في محاولة للافادة من اللحظة الدولية والاقليمية.
في المقابل، تقول أوساط كتائبية ان المستجدات المحلية والخارجية تحتم قيام وحدة الصف المسيحي في وجه المخططات التي تستهدف لبنان، ومنها مخطط التوطين، وتعتبر هذه الأوساط ان ما قام به النائب الجميل، وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرض لها من قبل مسيحيي 14 آذار، مبادرة شجاعة وخطوة لابد من ان يقدم عليها أحد لكسر الجليد في العلاقات بين القيادات المسيحية والدفع في اتجاه تحقيق المصالحة في الشارع المسيحي بمعزل عن التطورات، لأن الأوضاع القائمة تحتم قيام وحدة في الصف المسيحي لمواجهة الاستحقاقات الخطيرة في المنطقة لئلا تكون على حساب لبنان واستقراره والتوازن الدقيق الذي تقوم عليه المعادلة اللبنانية.
سجال هادئ: لبى مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس مع زميلين له، دعوة على العشاء من أحد القياديين في حزب الكتائب.
حديث وليد جنبلاط عن سامي الجميل وخطاباته «التي تعيدنا الى عام 1975» كان مدخل النقاش في العشاء، كل فريق شرح وجهة نظره، إذ جرى سجال هادئ في هذه النقطة، الكتائبيون أعادوا شرح مواقفهم من كل نقطة، وخصوصا ملف الفلسطينيين في لبنان، «مذكرين بأنهم عقدوا لقاء مصالحة ومصارحة مع منظمة التحرير الفلسطينية في العام الماضي، في بيت الكتائب بالصيفي»، وهي خطوة وجدها الاشتراكيون رائدة.
وخلال النقاش، تبين أن الطرفين متفقان على حماية الاستقرار الداخلي في لبنان، وعلى مجمل بنود البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وخصوصا النقطة المتعلقة بإحالة موضوع سلاح المقاومة على طاولة الحوار.
تجميد الاجتماعات: تساءل أحد أعضاء المنسقية العامة لقوى 14 آذار عن أسباب عدم عقد اجتماع موسع لقيادات 14 آذار بعد الانتخابات لتقويم النتائج ورسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.
ولم يجتمع أركان الغالبية في لقاء موسع كما توقع البعض ذلك، وكأن هناك اتجاها الى تجميد الاجتماعات في انتظار صيغ سياسية هي قيد الانشاء، وان لقاءات ثنائية تحل محل اللقاءات الموسعة في هذه المرحلة على ان تنجلي الصورة بعد تشكيل الحكومة وتتوضح التحالفات السياسية على قواعد جديدة.
عشاء بعيد عن الاضواء: شهدت دارة د.سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع في معراب عشاء سياسيا اجتماعيا بعيدا عن الأضواء، وضم اضافة الى نواب كتلة القوات، شخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية واقتصادية كان من بينها وأبرزها: الرئيس أمين الجميل «الذي شدد على ان اللقاء اجتماعي» ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والوزير محمد شطح، والنواب مروان حمادة ونديم الجميل وميشال المر وميشال فرعون وسامي الجميل وهنري حلو وميشال معوض.
ومن بين الديبلوماسيين كانت السفيرة الاميركية ميشيل سيسون.
انفتاح بريطاني على حزب الله: في إطار الانفتاح البريطاني (المتواصل الذي يلقى تشجيعا اميركيا ضمنيا) على حزب الله، التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وفدا من مجلس الشيوخ البريطاني برئاسة النائب أندي لوف عن حزب العمال، وضم النائبين مارك بريتشارد عن حزب المحافظين وجون باريت عن الحزب الليبرالي، وكان قد سبق الاجتماع لقاء بين النائب رعد وسفيرة بريطانيا ماري فرنسيس غاي تمهيدا لهذا الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين.
كارتر معجب بأداء بارود: بعد النجاح الذي حققه وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود خصوصا في انجاز الانتخابات النيابية بامتياز في يوم واحد عبر الرئيس جيمي كارتر الذي أشرفت مؤسسته على مراقبة الانتخابات عن إعجابه بما شاهد بالقول «انه شارك في مراقبة الانتخابات في 85 بلدا لم يشهد فيها إجماعا على أداء وزير الداخلية كما شاهد في لبنان». وقد تلقت دوائر بعبدا والسرايا سيلا من الرسائل المحلية والخارجية تطالب بعودة بارود الى الداخلية، وهناك إجماع على عودته الى هذا الموقع.
وتشير أوساط مطلعة الى ان الرئيس المكلف سيلبي النداء ويبقي على بارود في الداخلية على الرغم من رغبة الأخير ان يعطى حقيبة العدلية اذا كانت عودته الى الحكومة مضمونة.