بيروت ـ عمر حبنجر
تدخل اليوم الاثنين عملية تشكيل الحكومة اللبنانية اسبوعها الرابع، وسط انطباعات ترجح مواصلة العد لأسابيع أخرى غير قليلة في ظل معطيات اقليمية متباطئة، ودون مستوى انضاج الطبخة الحكومية المنتظرة، وفي ضوء سلسلة احداث مرتبطة بالمنحى الدولي، كان آخرها الصدام بين قوات فرنسية تابعة لليونيفيل مع انصار ومؤيدي حزب الله في بلدة «خربة سلم» الجنوبية في قضاء بنت جبيل والتي اوقعت 14 جريحا من الدوليين اصاباتهم طفيفة.
وخطف هذا الحادث الأضواء من الملف الحكومي، خصوصا انه جاء في اعقاب حملة متصاعدة من جانب حزب الله على القرار 1701، منذ تقرير الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ساوى فيه بين حزب الله واسرائيل على مستوى عدم احترام القرار 1701 ناسبا الى الحزب مواصلة تعزيز وجوده المسلح في نطاق هذا القرار.
ورد ممثل حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق بالقول ان القرار 1701 لن يحرر الارض ولن يوقف الخروقات، ثم تطرق نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم الى الموضوع بالقول ان اليونيفيل لا يفعل شيئا، حتى ما ان انفجر مستودع الذخيرة التابع للمقاومة في اراضي بلدة خربة سلم الواقعة ضمن بقعة عمليات القوات الدولية والمحظرة على حزب الله، حتى بدأ القصف السياسي على هذا القرار الدولي يتحول الى انتفاضة حجارة ضد القوات الدولية، كما حصل بعد ظهر السبت عندما حاولت قوة فرنسية تابعة لليونيفيل مداهمة احد المنازل في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل، للاشتباه بوجود اسلحة وذخائر لحزب الله فتصدى لها بعض الأهالي من انصار الحزب واشتبكوا معها بالأيدي والحجارة ومنعوها من هتك حرمات المنازل، كما قالت مصادر حزب الله.
وبعد انسحاب القوة الدولية من البلدة القائمة على عدة تلال حاولت قوة اخرى الدخول اليها من بلدة بئر السلاسل فبادر الاهالي الى اغلاق هذا الطريق بإطارات المطاط المشتعلة ورد الجنود الدوليون بإطلاق نيران مسدساتهم في الهواء بعدها تدخلت قوة من الجيش اللبناني وفتحت الطرق.
الدوليون خرقوا القرار 1701
وقالت مصادر الحزب ان تصرف القوات الدولية شكل خرقا للقرار 1701 الذي يشترط مرافقة الجيش اللبناني للقوات الدولية اثناء تنفيذ هذه القوات لمهمات ميدانية على الارض، الامر الذي لم يحصل. المتحدثة باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان تحدثت عن اصابة 14 عنصرا دوليا بجروح طفيفة نتيجة الرشق بالحجارة كما تضررت سيارة اسعاف تابعة لها. لكن لقاء علماء صور انتقد في اجتماع موسع برئاسة الشيخ علي ياسين القوات الدولية المعززة في الجنوب التي لا ترى الا بعين واحدة، وانها تصمت تماماً حيال الخروقات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية للبنان.
بري: المقاومة حاجة وطنية
رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال الايطالي غراتسيانو بلجم الخروقات الاسرائيلية مؤكدا ان المقاومة لاتزال تشكل حاجة وطنية لبنانية للدفاع عن الارض والانسان.
وحتى تنتفي هذه الحاجة قال بري: المفروض اولا واخيرا انسحاب اسرائيل الكامل من آخر شبر من ارض لبنان انفاذا للقرار 1701 مؤكدا ان دور القوات الدولية ومهمتها حفظ السلام ومنع الاستفزازات والتحرشات من الجانب الاسرائيلي وعدم الاقدام على احداث او خلق اي واقع جديد في الاراضي اللبنانية التي لاتزال في قبضة الاحتلال.
تحريض داخلي على المقاومة
وبالعودة الى سياق تشكيل الحكومة قال الوزير محمد فنيش، ان مشاركة حزب الله في الحكومة مرهونة بتفاهمات مسبقة، وحزب الله يكتفي بالشراكة الحقيقية، مؤكدا حرص الحزب على عدم وضعه في خانة تعطيل الحكومة وانه لايزال ينتظر اقتراحات الرئيس المكلف.
فنيش تحدث عن تحريض داخلي على المقاومة، لافتا الى ان بعض الخطاب السياسي يناقض الحوار الوطني، واذ أكد استعداد حزب الله للتعامل بايجابية وانفتاح مع تيار المستقبل لوأد الفتنة بين اللبنانيين، اشار فنيش الى ان ازمة الثقة لاتزال موجودة بين القوى السياسية المختلفة، مشددا على ان سلاح حزب الله هو خارج التداول.
أرسلان: إما مشاركة فعلية أو لا
الوزير طلال أرسلان عضو قوى 8 آذار أكد في تصريح له امس ان موقف المعارضة موحد من مسألة المشاركة في الحكومة المقبلة، وقال إما مشاركة فعلية او لا مشاركة.
وقال في تصريح لقناة «المنار»: لا يراهن احد على ادخال المعارضة – شكليا - الى الحكومة كزيادة عدد وتمنى الا يدخل احد رئيس الجمهورية في سياسة المحاصصة، وان يرعى حكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية، معتبرا ان كل المعارضة تثق بالرئيس ميشال سليمان، وهو ليس موضع خلاف.
واضاف: اننا نريد مشاركة فعلية في السلطة من خلال وزير ملك او نسبية او ثلث ضامن او وزيرين «ملك»، نرفض ان نكون شهود زور وليحكموا بأنفسهم.
باسيل: نطحن الأفكار لتنتج حكومة
وزير الاتصالات جبران باسيل قال ردا على سؤال حول نتائج لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري: لانزال نطحن الأفكار علها تنتج حكومة.
وأضاف: ان سياسة التيار الوطني الحر كانت ولاتزال ترتكز على التعايش والانفتاح على الجميع، وقد دفعنا ثمن هذا الانفتاح مع قسم مع اللبنانيين، ومازلنا مستعدين، كوننا مقتنعين بهذه الثوابت، ونحن ندرك ايضا ان لا تفاهم من دوننا ومرحلة بناء الثقة تتطلب وقتا وجهدا.