يواجه اليمن أزمة خطيرة تنذر بتحوله الى «دولة فاشلة» يمكن ان تجعله «أفغانستان التالية»، على ما افاد تقرير نشرته مؤسسة ابحاث ومجلة «فورين بوليسي» التي تصدر في واشنطن.
وقال التقرير «ان عاصفة هوجاء حصادها الفشل تلوح الآن في أفق اليمن، وينسب التقرير أسباب الأزمة الى «اختفاء احتياطات النفط والماء ورهط من المهاجرين الذين يشتبه في أن لبعضهم ارتباطات بتنظيم «القاعدة»، يتدفقون على البلد من الصومال، الدولة الفاشلة على اعتابه، وحكومة ضعيفة تزداد عجزا عن تسيير الأمور».
وتنشر مؤسسة السلام ومجلة «فورين بوليسي» كل عام على امتداد الأعوام الخمسة الماضية، «مؤشر الدول الفاشلة» الذي يصنف سائر بلدان العالم من الأشد تعرضا الى خطر الفشل الى أبعدها عن هذا الخطر. وكثيرا ما تشكل الدولة الفاشلة والآيلة الى الفشل خطرا على السلام العالمي لأنها تصبح ملاذا لنشاطات محظورة تمتد من الجريمة الى انتاج المخدرات والإرهاب، بحسب ما يقول علماء سياسيون.
كما انها تشكل، بالطبع، مخاطر كبيرة على السكان في هذه الدول مؤدية الى هجرة واسعة وأزمات نزوح. وأُولي اليمن اهتماما مضافا في التقرير لأن مؤلفيه يلاحظون ان اليمن اصبح ملاذا لتنظيم «القاعدة» وان نضوب احتياطاته من النفط والماء مقترنا بتدفق المهاجرين من الصومال، يمارس ضغطه على حكومة الرئيس علي عبدالله صالح. ولاحظ التقرير ان الصومال اصبحت ملاذا لتنظيم «القاعدة» لكن عناصر التنظيم وجدوا صعوبة بالغة في العمل هناك لغياب البنية التحتية وتفشي الجريمة.
وقال التقرير في معرض تناوله اليمن «ان اللاجئين والمتطرفين ربما كانوا أهم ما استورده اليمن في عام 2008. ويعتقد ان ما يربو على 50 ألف مهاجر من الصومال عبروا خليج عدن بالزوارق الى اليمن العام الماضي. ورغم ان كثيرين غادروا للعمل في بلدان الخليج فان الوافدين يرزحون في اليمن حيث يتمتعون بالقليل من الحقوق أو الحماية».