بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية النائب عبدالمجيد صالح ان ما تشهده الساحة السياسية اللبنانية من مواقف ايجابية لبعض قادة قوى 14 آذار، خصوصا تلك التي تميز بها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، قد تكون مقدمات تمهيدية لطي صفحة الاشتباك السياسي الذي ساد بين هذا الأخير وبين سورية خلال السنوات الأربع الأخيرة بعدما وصل الاشتباك المذكور الى حد انسداد الطريق بين الطرفين، معتبرا ان عدم تدخل سورية في الانتخابات النيابية السابقة وتصريحات النائب جنبلاط الأخيرة الايجابية عنها، ليست سوى دلالات واضحة المعالم والأبعاد على أن الأزمة بين الطرفين قد جرى تخطيها، وان عملية تبلورها تنتظر بعض الأمور التي علقت اجراءها عملية تشكيل الحكومة وزيارة الرئيس المكلف الى سورية بعد التأليف، لافتا - ردا على سؤال - الى ان النائب جنبلاط أعلم من غيره بموعد زيارته لسورية، انما على الأقل قد وضع الرأي العام اللبناني بكيفية وصوله اليها وذلك من خلال قوله انه «سيحل الأزمة مع سورية على طريقته وبوسائله الخاصة».
واعرب النائب صالح في تصريح لـ «الأنباء» عن أسفه لوجود بعض الأصوات في قوى 14 آذار المعترضة على مواقف النائب جنبلاط، والتي ترى في تحركه الجديد - على حد قوله - تخطي لروحية العناوين والشعارات التي قامت القوى المذكورة على أساسها، معتبرا ان القارئ السياسي الأساسي والمميز في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، لا يمكن له سوى العودة الى القراءة السياسية بلغة العقل والمنطق السليم، وبالتالي العودة الى الخطاب الوطني الذي يؤكد أنه لا عدو للبنان سوى الكيان الصهيوني المتربص شرا بالبلاد، معتقدا ان الموقع الطبيعي للنائب جنبلاط هو في النص السياسي الجديد له وفي الخطاب الوطني الذي يحاكي فيه اللبنانيين وفريق المعارضة على حد سواء، الأمر الذي يرى فيه النائب صالح ان النائب جنبلاط لم يغرد خارج سربه خلال السنوات الأخيرة المنصرمة من تاريخ لبنان، وانما ينطبق عليه ما قاله عنه الرئيس بري بأن «وليد بك لا يضيع البوصلة في الأزمات السياسية بين اللبنانيين».
وردا على سؤال عما اذا كان النائب جنبلاط مرحب به وسط المعارضة اللبنانية وفي سورية بعد كل ما ساقه من مواقف متطرفة ضدهما، أعرب النائب صالح عن اعتقاده بأنه لا يمكن للقادة اللبنانيين الذين تحالفوا في مرحلة من المراحل الصعبة السابقة، لاسيما في زمن المقاومة ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي والذين كانوا رأس حربة في مواجهة المشروع الاسرائيلي سوى العودة الى التلاقي في الخطاب السياسي مهما عصفت بينهم رياح الخلافات السياسية ومهما تناقضت رؤيتهم لمستقبل لبنان، وذلك لأن الوطنية المشتركة بينهم تنأى بهم عن تمسك كل منهم بمصالحه الآنية والذاتية. هذا من الناحية اللبنانية اما من الناحية السورية فيرى النائب صالح ان سورية لا تريد معاداة احد من اللبنانيين مهما كان موقعه في الساحة اللبنانية ومهما كان المحور السياسي الذي يدور في فلكه، وذلك لاعتبار القادة السوريين ان المصلحة اللبنانية ـ السورية المشتركة في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة العربية والشرق أوسطية على حد سواء أهم وأعمق بكثير من بعض المواقف المتشنجة والمتصلبة التي يتخذها البعض ضدها، الأمر الذي من اجله لن تمانع سورية في عودة ما انقطع بينها وبين البعض من اللبنانيين الى التواصل من جديد.
وعن مخاوف النائب جنبلاط من اندلاع فتنة سنية ـ شيعية على اثر القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ختم النائب صالح مشيرا الى انه وقبل الحديث عن القرار الظني المرتقب كان هناك في لبنان من يراهن على الفتنة المذكورة ويعمل جاهدا على اندلاعها، الا ان الوعي الكبير وحكمة العقلاء من قادة المذهبين المذكورين حالا دون تحقيقها، وهي (الحكمة) لن تمكن لاحقا لا قرارا ظنيا ولا أي أحد من تمرير مثل تلك الفتن الطائفية التي ان اندلعت فلن تبقى محصورة بين الشيعة والسنة وحسب، انما ستطول بنارها جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية وتعم جميع الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يعتبره النائب صالح لن يخدم مصلحة احد من اللبنانيين سوى مصلحة أعداء لبنان وعلى رأسهم العدو الإسرائيلي وكيانه الغاصب.