- سليمان يطلق الدعوة لتعديل ما يجب من اتفاق الطائف ويحث على وضع تصور منهجي لإلغاء الطائفية السياسية
بيروت ـ عمر حبنجر ـ داود رمال
مضى الاسبوع الاول من الشهر الثاني على تكليف زعيم الاكثرية النائب سعد الحريري بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما تصفها الاكثرية، او حكومة الشراكة، كما تسميها المعارضة، دون ان نتلمس هلالها.
وفي عيد الجيش الذي احتفل به لبنان امس، كان يفترض ـ بحسب تقديرات الرئيس نبيه بري ـ ان يكون الرئيس المكلف الى جانب رئيس الجمهورية بصفته رئيسا للوزراء، لكن بسبب عدم نضوج طبخة الحكومة وبالتالي عدم صدور مراسيمها احتفظ رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس فؤاد السنيورة بمقعد رئيس مجلس الوزراء على المنصة الرئيسية، والرئيس المكلف سعد الحريري الى يمين الرئيس بري الجالس على يمين الرئيس ميشال سليمان.
الرئيس المكلف استُقبل بالموسيقى لكن لم تقرع الطبول لدى توجهه الى المنصة كما حصل بالنسبة للرؤساء الثلاثة الآخرين، لأن مراسيم تشكيل الحكومة لم تصدر بعد.
الرؤساء الاربعة لم يضيعوا الوقت اثناء وجودهم على المنصة، او في حفل الكوكتيل الذي اقامه قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد تقليد السيوف للضباط الجدد والعرض الرمزي لقوى الجيش في ملعب المدرسة الحربية الاخضر، حيث راحوا يتشاورون بالاوضاع العامة مع الاعراب عن الاعجاب بحسن تنظيم الاحتفال في المدرسة العربية الى جانب دقة تحرك الضباط المتخرجين وادائهم السليم.
وصفق الحضور لدى وصول كل من الرؤساء الاربعة، وقد زغردت احدى النسوة لدى وصول سعد الحريري، وحصل تصفيق لدى وصول الرئيس السنيورة، ثم لدى وصول الرئيس نبيه بري، لكن حرارة الاكف كانت اعلى لدى وجود الرئيس ميشال سليمان الذي جال على الطلاب المتخرجين ثم على منصات الضيف واهالي المتخرجين يرافقه وزير الدفاع الياس المر سعيا على الاقدام.
الرئيس الضامن للشراكة
الى ذلك جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التأكيد على دور رئيس الجمهورية الضامن للمشاركة ودوره الحامي للديموقراطية، رافضا خشية البعض من مقاربة المفارقات الدستورية التي ظهرت في الآونة الأخير خصوصا تلك المتعلقة بدور وصلاحيات رئيس الجمهورية داعيا صراحة لتعديل الدستور إذا كانت العلة فيه ووضع قانون يفضي الى الغاء الطائفية السياسية.
وأشار إلى أن التأخر في تشكيل الحكومة يدعونا الى التفكير في الثغرات الدستورية «وعلينا معا ان نبتدع لها المخارج».
ولفت إلى أن «امام حكومتنا مهمات كثيرة فهي تضم كل الأطياف وينتظر اللبنانيون منها أن تباشر عملية اصلاح واسعة في القطاعات الادارية والاقتصادية والمالية والخدماتية والاجتماعية بحيث تنقل البلاد لعتبة الحداثة والتطور والى مرحلة جيدة للخروج من الهدر والفساد والدين العام».
التنازل لصالح الخير العام
ورأى انه «لا يقوم وطن إلا بمقدار ما يتنازل كل منا لصالح الخير العام، ولا يجوز ان نقف مكاننا بل نسعى لحل مشاكلنا فالشعب تواق الى الاصلاح وتطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف الذي هو ضمانة للجميع» داعيا الجميع لقراءة هذا الاتفاق بتمعن.
الرئيس سليمان، الذي استهل كلمته بتسمية دورة الضباط المتخرجين بـ «العميد الشهيد عماد واكيم» مشيرا الى أن «العميد واكيم قدم دمه فداء للبنان»، توجه إلى الضباط المتخرجين قائلا لهم «أنتم حماة الوطن وعنوان بقائه، تاريخ جيشكم يدعوكم للالتزام بقسمكم وأنتم الذين عصيتم على العدو وانتصرتم عليه».
وتوقف الرئيس سليمان مليا في كلمته عند التهديدات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان فلفت إلى أن اسرائيل ما تزال تخرق القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701 بحرا وجوا وبرا، مشددا على «ضرورة تنفيذ هذا القرار وعدم تغيير اي شيء فيه وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة» مشيرا في الوقت عينه إلى أن «القرار 1701 ليس السلاح الوحيد لتحرير الأرض» مؤكدا الحرص على القوات الدولية العاملة في الجنوب بذات مقدار الحرص على الجنود اللبنانيين.
وأوضح ان «المؤسسة العسكرية تقدم المثال بصون الحريات ونبذ التعصب وقد شهدنا استحقاقات كبرى واكبت عودة الدولة الى أماكنها الطبيعية فكانت العلاقات الديبلوماسية مع سورية وجنبنا الوطن الصراعات العالمية وعاد للوطن صوته».
وتوجه الرئيس سليمان للضباط المتخرجين قائلا «انجزتم بامتياز الاستحقاق الانتخابي والسياحي وهو دليل على دوركم بالحفاظ على الأمن. ولابد اليوم ان نقف وقفة مساءلة عما قدمناه كسياسييين».
تحقيق حلم كل شهيد
وتساءل «ترى ما الذي يمنعنا من تحقيق حلم كل شهيد بوطن حر وديموقراطي وقيام دولة بعيدة عن الفساد؟»، داعيا «لوقفة ضمير الى جانب شهدائنا وشهداء المقاومة الذين وقفوا بوجه اسرائيل».
وأشار الرئيس سليمان الى ان «التاريخ لن يرحم وان الشباب الذين شاركونا في الانتخابات والذين سيبلغون سن الـ 18 والمغتربين الذين سيمارسون حقهم كلهم سيحاسبوننا اذا خذلناهم، فحرام ان نسجن الوطن بأرقام وصراعات ولنخرج الوطن من هذا الصراع».
مشكلة الطائفية
وإذ لاحظ أن «العالم يثق بقدراتنا وما من زائر الا ويعرب عن اعجابه بحيوية الشعب اللبناني»، تساءل «ما العلة اذن؟». واستطرد قائلا «اذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنرحل واذا كانت في الدستور فلنعدله واذا كانت في الطائفية فلنعالجها ولنضع قانونا يفضــي الــى الغــاء الطائفيــة السياسية»، موضحا ان «ذلك لا يعني عدم احترام مشاركة كــل الطوائــف فلا مبرر ان يتملكنا خوف في مقاربــة هذا الموضوع كما لا يجب ان تكون لدينــا خشية في مقاربــة المفارقــات الدستوريــة، التي ظهرت وخصوصا المتعلقة بدور رئيس الجمهورية».
وتوجه سليمان في ختام كلمته للعسكريين قائلا لهم «أيها العسكريون لكم ان تكونوا مثالا للوطنية وبكم يطمئن الوطن الى غده ومستقبله».
الموقف الحكومي
على الصعيد الحكومي، استمر النقاش حول المتسبب في عرقلة تشكيل الحكومة، حيث الموالاة تتهم المعارضة وبالذات العماد عون المطالب بتوزير مرشحين للنيابة لم يحالفهم الفوز اضافة الى الخلاف على اعداد الوزراء والحقائب.
الوزير طلال ارسلان اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط شكر له موقفه الداعم لتوزيره، وهو ما رفضه المعارضون الدروز الآخرون، واكد له المضي في التعاون المشترك في سبيل المصالحة.
النائب بزي (امل) قال ان انجاز تشكيل الحكومة بات قريبا، بزي وفي احتفال في صور قال نحن جادون في كسر الانقسامات.
سقوط القناع
النائب علاء الدين ترو اكد ان القناع بدأ بالسقوط عن وجوه من يعرقلون تشكيل الحكومة ويضعون العصي بالدواليب.
رئيــس حــزب الكتائــب اميــن الجميل قال امس: لو لم يكن هناك سلاح خارج الشرعيــة لما كانت الحكومة تتشكل على هذا المنوال، انما كانت نتائج الانتخابات حققت اهدافها السياسية، مشيرا الى ان سلاح حزب الله هو سلاح سياسي وانتخابي ايضا.
الجميل وصف كلام د.سمير جعجع عن احداث اهدن التي ذهب ضحيتها الوزير طوني سليمان فرنجية وعائلته بأنه غير دقيق وفيه مغالطات.