بيروت ـ زينة طبارة
رفض عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا ان يكون التيار الوطني الحر محط اتهام، في كل مرة تتعرض فيها التشكيلة الحكومية أو الاتفاقيات السياسية بين اللبنانيين للعرقلة، كما رفض ان يشار إليه بإصبع الاتهام وتصويره على شكل فزاعة سياسية وشعبية تريد اطاحة الدولة ومقوماتها، بهدف النيل منه ومن مبادئه التي لا تتوافق مع الكثيرين ممن يريدون كسب المغانم على حساب الدولة والمواطن، معتبرا ان ما يتعرض له التيار الوطني الحر من حملة إعلامية ضده وضد وزير الاتصالات جبران باسيل هو بمنزلة الجريمة ضد من تفانى ومازال في سبيل المصلحة الوطنية العليا.
وتساءل النائب نقولا عن سبب سكوت فريق المعارضة عما هو جائر في حق العماد عون والتيار الوطني الحر على حد سواء، وعما يطالهما من تجن إعلامي يصورهما وكأنهما رأس حربة في عرقلة التشكيلة الحكومية، متوجهــا باللــوم والعتــب علــى أطــراف المعارضة لعدم تحملهم المسؤوليــة كاملة حياــل التيــار، وذلــك بقولهــم الحــق وإعلانهــم صراحة ان العماد عون ليس هو من يعرقل التشكيلة الحكومية بــل ان هناك أمورا أخرى داخلية وخارجية تقف وراء إعاقة التشكيل، لافتا الى ان هدف القيمين على الحملة الإعلامية ضد العماد عون هو زرع الأوهام عنوة في أذهان الناس والمواطنين بأن عملية إعادة توزير جبران باسيل هي من تعرقل قيام الحكومة العتيــدة وحتــى من تقف حجر عثرة أمام انطلاق عجلة الدولة اللبنانية، كل ذلك من دون اعتراض أي أحد من فريق المعارضة لتصويب وجهة الاتهام والكشف عن حقيقة الأمور.
وأكد النائب نقولا بقاءه في المعارضة وعدم تخليه عنها بالرغم من سكوتها التام والكامل حيال ما يتعرض له التيار والوطني الحر، معربا، في المقبل، عن رغبة كانت لديه بروية الفرقاء في المعارضة وسماعهم يدافعون عن التيار بكلمة «لا» واظهار حجم التجني على العماد عون، بدلا من ان «يغني كل منهم على ليلاه» سواء حيال التشكيلة الوزارية وسواء حيال كل ما تعرض له سابقا من بعض الفرقاء اللبنانيين، علما، تابع نقولا، ان العماد عون ليس في حاجة كي يدافع عنه أحد لكونه صاحب حق سواء في طروحاته السياسية أو في علاقاته وتفاهماته المبرمة مع الأطراف اللبنانيين.
واعرب النائب نقولا عن عدم تفهمه امتناع المعارضة عن توضيح الالتباس بحق موقف العماد عون من التشكيلة الحكومية، معتبرا انه لا يكفي ان تقول المعارضة ما هو معسول من الكلام بأنها «لن تدخل الى الحكومة سوى مجتمعة قلبا وقالبا»، انما عليها أيضا نفي ما يتعرض له التيار زورا وبهتانا، في الوقت الذي يقف فيه العماد عون في طليعة المدافعين عن كل فرقاء المعارضة حيال ما يتعرضون له سواء لحملات إعلامية أو سياسية أو غيرهما مما يبيته لهم فريق الموالاة.
وأسف النائب نقولا ان يكون التيار الوطني خارج حسابات المعارضة بحيث يتم استبعاد ليس فقط من هو منتم الى التيار الوطني الحر عن الوظائف العامة، انما أيضا من هو مقرب منه، وتصبح المحاصصة بين فرقاء معينين من المعارضة والموالاة على حد سواء، من دون ان يكون للتيار رقم أو مكان فيها نسبة الى حجمه سواء السياسي أو الشعبي، تماما كما حصل في انتخاب أعضاء مكتب المجلس النيابي بالرغم من امتلاك التيار ثاني أكبر كتلة نيابية بين الكتل.
وتساءل أيضا نقولا عن سبب عدم خروج أحد من المعارضة للقول ان العماد عون كان على حق في التفاهم مع «حزب الله» بعدما رأينا اليوم ان الموالاة وعلى رأسها الرئيس المكلف سعد الحريري تسارع الى عقد لقاءات في سورية والى التقرب من الحزب، كما سبقه اليه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط.
وختم النائب نقولا واصفا ما يجري على خط التشكيلة الحكومية بعشية العام 2005 أي بأول حكومة ترأسها الرئيس فؤاد السنيورة حيث امتنع العماد عون عن الدخول فيها، معتبرا ان التاريخ يعيد نفسه بعدما حلم اللبنانيون بتغيير الذهنية السياسية التي كانت حاكمة فيما مضى، ومعتبرا أيضا ان بقاء الذهنية المشار إليها في الحكم وسيطرتها على الدولة ومفاصلها لن توصل الى بناء الوطن المرجو انما الى مزيد من الشرذمة بين أهله والى مزيد من هجرة الشباب والمواطنين.