بيروت ـ اتحاد درويش
رفض مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس وصف المواقف الاخيرة لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط بالانقلاب على فريق 14 آذار، مؤكدا انها ليست مواقف جديدة بل هي تتمة لمواقف سياسية سابقة كان مهّد لها الحزب التقدمي الاشتراكي طوال الاشهر الماضية من خلال اطلاق مجموعة من الملاحظات السياسية والمنهجية على أداء تحالف قوى 14 اذار، لافتا الى عدم توافر المناسبة والظروف الملائمة لتتم مناقشة هذه الأمور ضمن الأطر المطلوبة.
واعلن الريس ان جنبلاط لم ينقلب على حلفائه في 14 آذار بل انه جدد موقف الحزب الذي يريد ان يستعيد موقعه التقليدي وان يكون على مسافة واحدة من باقي الاطراف وهذا حق مشروع لأي حزب سياسي ولأي طرف سياسي ان يأخذ لنفسه مسافة عن باقي القوى السياسية، واوضح أن الحزب لم يخرج من 14 آذار ليذهب الى فريق آخر بل لكي يساهم بشكل أو بآخر في كسر حدة الانقسام السياسي العامودي الحاد في البلد والذي اتخذ في الاشهر الاخيرة طابعا طائفيا ومذهبيا ولكي يبحث عن سبل تمتين الوضع الداخلي وحماية السلم الأهلي.
تاريخ مشترك مع «المستقبل»
واكد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ان خروج جنبلاط من فريق 14 آذار هو نهائي ولكن ليس للذهاب الى فريق آخر او جهة اخرى، لافتا الى ان الموقع الجديد هو الى جانب رئاسة الجمهورية لكي تكون في وضع يتيح لها ان تكون مرجعية سياسية كما حددها اتفاق الطائف وان يكون لدى رئاسة الجمهورية القدرة على حل الخلافات السياسية وليس ادارة الازمات.
وعما اذا كان يخشى من تصدع العلاقة بين جنبلاط والرئيس المكلف سعد الحريري لاسيما ان خطوة الزعيم الاشتراكية تزامنت مع تأليف الحكومة، قال: نحن اوضحنا موقفنا بأنه لا علاقة لخطوة جنبلاط بموضوع تأليفه الحكومة، لافتا الى ان مؤتمر الحزب مقرر منذ شهر ونصف وان الكلام الذي قيل في هذا الاتجاه لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة تأليف الحكومة.
وشدد على العلاقة مع تيار المستقبل التي لها ظروفها وحيثياتها، وقال: هناك تاريخ مشترك من النضال، ولفت الى الاستياء من التعابير التي استخدمت في البيان الذي اصدره تيار المستقبل مساء الاحد الماضي والذي طلب على اثره النائب جنبلاط توضيحا.
ورفض الريس الرد على اي سؤال يتصل بالتوضيحات التي صدرت عن اجتماع كتلة نواب «لبنان اولا»، ونفى ان يكون الموقف السياسي لجنبلاط قد انعكس على تأليف الحكومة او ارتبط بها، مؤكدا ان الاكثرية مازالت اكثرية وان الصيغة الحكومية لاتزال صالحة ويبقى هامش لوزراء الاكثرية واعلن ان من حق اعضاء اللقاء الديموقراطي «غير الحزبيين ان يختاروا الموقع الذي يريدونه».
السلم الأهلي
لكن لماذا تحول جنبلاط بهذه الحدة، ومم يخشى، وماذا ينتظر في مقابل خطوته؟ يجيب مفوض الاعلام بأن جنبلاط خائف على السلم الاهلي وعلى الاستقرار الداخلي وعلى الوحدة الوطنية لا اكثر ولا اقل، ولفت الى ان جنبلاط برهن في كل المحطات السابقة على ان لديه الحرص على السلم الاهلي من موضوع قتل الزيادين الى لطفي زين الدين الى تقرير دير شبيغل، واثبت انه حريص على السلم الاهلي الذي هو هاجسه الاساسي والموضوع الذي يصر على المحافظة عليه.
وكرر القول أن جنبلاط لم يقلب الطاولة على حلفائه وان من حق كل طرف سياسي ان يأخذ الموقف الذي يريد وان يكون في الموقع السياسي الذي يريد.
وشدد على ان من حق اي طرف ان يتخذ الموقف الذي يريد وهذا هو رأي الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرفض ان يسقط موقفه على اي طرف من الاطراف السياسية الاخرى وفي ذات الوقت لا يقبل ان تسقط الاطراف الاخرى موقفها السياسي عليه، ورأى انه مشكلة اذا كان حزب معين موجودا ضمن فريق قرر ان ينسحب منه.