بيروت ـ عمر حبنجر
تشكيل الحكومة اللبنانية، هو هدف المرحلة السياسية في لبنان، وعودة الحرارة الى قنوات التشكيل متروكة للرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يؤمل ان يعود من جنوب فرنسا الى بيروت اليوم الاثنين، او صباح غد الثلاثاء، استنادا الى مواعيد اعطيت لزواره في قريطم غدا بحسب المصادر المطلعة لـ «الأنباء».
ويفترض ان تكون اولى اولوياته في بيروت لقاء مصارحة مع النائب وليد جنبلاط، الذي استقبل وفودا شعبية في المختارة امس الاول مهنئة على موقفه، وفي عملية رد غير مباشرة على الانتقادات التي وجهت اليه اثر اعلانه الابتعاد الضمني عن 14 آذار.
وطمأن الرئيس نبيه بري مجالسيه الى ان ترك جنبلاط لقوى 14 آذار لن يغير في تركيبة الحكومة المقبلة وهي 15 للاكثرية و10 للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية، لكن الوزراء الثلاثة المحسوبين على جنبلاط لم يعودوا يمثلون الاكثرية وبالتالي التركيبة عمليا: 12 ـ 10 ـ 5 ـ 3.
واضاف زوار بري عن رئيس المجلس ان ما تغير هو ان الحكومة لم تعد حكومة وحدة وطنية بين فريقين اساسيين بل حكومة ائتلافية، حيث بات كل موضوع يحتاج الى اتفاق مسبق عليه، والى ما يشبه الاجماع قبل اقراره نظرا لتعدد الفرقاء وتوزع الاصوات.
موقف ملتبس
ولوحظ ان حزب الله يتصرف على اساس ان النائب وليد جنبلاط غادر 14 آذار وانه لا تغيير في تركيبة الحكومة، علما ان جنبلاط لم يعلن ذلك صراحة، انما اوحى به، وقد عزز الالتباس في موقفه اعلانه التمسك بالتحالف مع سعد الحريري داخل مجلس الوزراء، واعتماد موقف والده الراحل كمال جنبلاط في الانتخابات الرئاسية عام 1970 حيث قسم كتلته النيابية بين المرشحين سليمان فرنجية والياس سركيس وكان صوته المرجح لفوز فرنجية.
والآن سيقسم جنبلاط كتلته المؤلفة من 11 نائبا، بابقاء نواب الكتلة وعددهم ستة ضمن 14 آذار، لتستمر هذه اكثرية مجلس النواب 60 + 6 = 66 مقابل 57 للمعارضة، ويحتفظ جنبلاط الوسطي بنوابه الحزبيين الخمسة.
واضافت مصادر في الاكثرية ان جنبلاط تفاهم مع وسطاء اقليميين على التزام وزرائه الثلاثة صف رئيس الحكومة داخل مجلس الوزراء.
كما انه جمد تحركه التراجعي عند خطوط 14 آذار باعتذاره عن المأدبة التكريمية التي دعاه اليها السفير الايراني محمد رضا الشيباني في دار السفارة، على ان يرد له السفير الزيارة لاحقا ويسلمه الدعوة الرسمية الى طهران، وبافصاحه امام زواره عن ان زيارة طهران تتطلب مراجعات اقليمية وبالتحديد عربية، وبالذات سعودية، فجنبلاط رمى حصوته في الماء، وبات يرقب دوائر المناء.
الكتائب والقوات: لا مبرر لجنبلاط
رئيس حزب الكتائب امين الجميل اعتبر ان التهويل لا يبرر كل مواقف جنبلاط، وان البلد لا يتخلص من مصاعبه الا بايجاد قواسم مشتركة، في مواجهة التهديدات التي يتحدث عنها جنبلاط، وان يكون البيان الوزاري واضحا لجهة السيادة الوطنية، لافتا الى ان المسيحي لن يكون مكسر عصا في هذا البلد.
بدوره النائب جورج عدوان نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» قال: ان هذه اتخذت قرارا بعدم التعليق على تصريحات النائب وليد جنبلاط، مؤكدا حرص القوات على العلاقة الدرزية المسيحية، ومتحدثا عن واقع جديد لصيغة حكومة جديدة قد تكون من نوع تكنوقراط.
وكان النائب الاكثري بطرس حرب اعتبر موقف جنبلاط من الاكثرية، استجابة لرغبة ما قبل استقباله في سورية، وقال ان سعد الحريري شعر بطعنة من حلفائه.
في هذا الوقت سجلت امس مواقف تصعيدية من جانب كتلة التغيير والاصلاح طاولت البطريرك الماروني نصر الله صفير، وطالبت بسحب الوزارات السيادية من حصة الرئيس ميشال سليمان والاكتفاء له بوزراء الدولة.
وقال عون في قداس في بلدة كفر ذبيان (كسروان) ان لبنان مستهدف اليوم من جهات عدة ولاسيما لجهة توطين الفلسطينيين الذي تخطط له اسرائيل، مشددا على ان لبنان لا يتحمل هذا الأمر ولن يسمح بسلب حقوق الشعب الفلسطيني. وقال بعد التفاهم الداخلي يبقى التفاهم الخارجي محذرا من تعليم الحقد والكراهية للشباب في بعض الاماكن المنعزلة.
وافاد بأن المتخلفين الذين يفكرون تفكيرا هامشيا هم الى انقراض وفناء اذ لا يمكن ولا بأي شكل ان يكون الحقد هو العلاقة مع الآخر وحث على التعايش مع الآخر، لان المسيحية لا تخضع ولا تنساق امام الهزيمة.
الخازن: انتصرنا نحن وهم هزموا!
بدوره النائب فريد الياس الخازن اعتبر انه بعد الثامن من يونيو (الانتخابات) سقطت الاقنعة وتفرق الرفاق بالشكل والمضمون، وانكسرت الاوهام، نعم نقولها بالفم الملآن، انتصرنا نحن وهم هزموا.
الوزير في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون عزف على الايقاع المعارض نفسه حيث دعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للعودة فورا الى لبنان اما لتـــــأليف الحكومة او لمصارحة شعبه بالحقيقة وتحديد مكمن المشكلة نافيا ان يكون التيار الوطني الحر المعرقل، خصوصا بعد ان تنازل العماد عون عن النسبية في تشكيل الحكومة.
لغم مضاد للحلول!
نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رد بحملة عنيفة على العماد عون متهما اياه بالتهجم على رمزين سياديين كبيرين هما رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.
واعتبر مكاري ان عون يسهم عمليا في اضعاف موقع رئاسة الجمهورية من خلال سعيه الى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة واتهمه بانه اداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة ولغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية، واصفا تطاول عون او غيره على البطريرك صفير بالجريمة. وقال ان عون يطالب بالشيء وعكسه فهو دعا مرارا الى تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية ولكن هاهو اليوم يساهم عمليا في اضعاف هذا الموقع بالحد من فاعلية دوره كما فعل عندما شارك باندفاع في تعطيل الانتخابات الرئاسية والتسبب في الفراغ الرئاسي.
حزب الله لتسريع تشكيل الحكومة
النائب حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة شدد على ضرورة تشكيل الحكومة خصــــوصا ان الاتفاق على اطارها السياسي قد تم وكانت هناك نقاشات حول الاسماء والحقائب وتوقفت لاسباب سياسية.
وفي احتفال في طليا (البقاع) قال ان الاتصالات ستتكثف فور عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج ويمكن تسريع تشكيل الحكومة.
الاسراع في تشكيل الحكومة كان محط الكلام في تصريح لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان امس.
وبنفس المعنى كان كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي الذي استغرب التأخير في تشكيل الحكومة بعدما تم الاتفاق على اطارها السياسي، وفي اشارة الى مواقف جنبلاط قال الموسوي في احتفال في قانا ان اتخاذ طرف سياسي موقفا معينا الآن لا يمكن ان يعيد عجلة تشكيل الحكومة الى الخلف.