جاءت اعترافات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدعمها المعارضة لتصب مزيدا من الزيت على نار الازمة الايرانية حيث انتقد المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي الجهد الكبير الذي بذلته واشنطن في «الكواليس» لدعم المعارضين في ايران.
ونقلت وكالة «مهر» عن قشقاوي قوله «بالطبع لم تشر هذه المسؤولة الاميركية الى الجوانب المختلفة للعمليات الواسعة النطاق التي جرت في ايران».
ومضى موضحا «ان هذه العمليات جرت في البعدين الناعم واستخدام القوة واستنادا الى بعض اعترافات المتهمين التي تحدثت عن القيام بممارسات من استخدام القوة الى جانب العمليات الناعمة توجد لدينا اعترافات من رابطة الملكيين في ايران لمحاولة القيام بعمليات تفجير».
وردا على سؤال بشأن نبأ اعتقال ثلاثة مواطنين اميركيين على الحدود الغربية لإيران مع العراق قال قشقاوي «ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نقل يوم أمس كلاما عن السفير الايراني في بغداد وقد اتصلت مباشرة بسفارتنا في العراق وطلبنا منها تزويدنا بنسخة عن المحادثات الحاصلة في هذا الشأن».
وعن اعتقال مواطنة فرنسية خلال الاحداث الأخيرة ومحاكمتها أمام محكمة الثورة بطهران قال «ما هو المبرر لأن تقوم سيدة تدعي تدريس اللغة الفرنسية في مدينة أصفهان بإيران بالسفر الى طهران لأيام عدة خلال فترة أحداث الشغب وتقوم بإرسال الآلاف من الرسائل الالكترونية».
وقد أكدت الرئاسة الفرنسية أمس ان الرئيس نيكولا ساركوزي يعتبر الافراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس «هدفا اولويا» ويضاعف «وساطاته لدى كل الذين يمكن ان يمارسوا تأثيرا بهدف تسوية سريعة والافراج عنها».
المحادثات النووية
وردا على سؤال عن تحديد اميركا مهلة لإيران حتى شهر سبتمبر لاستئناف المفاوضات حول الموضوع النووي الإيراني قال قشقاوي «لقد أعلنا مرارا أن الشعب الإيراني أهل للحوار والتعامل في اطار المصالح الوطنية إلا انه حتى هذه اللحظة لم يتم تحديد شيء خاص في هذا الاطار».
في المقابل، أكد المرشح الاصلاحي في الانتخابات الرئاسية الايرانية مهدي كروبي أمس ان عددا من المعتقلين خلال تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد تعرضوا للاغتصاب في السجن، فيما واصلت السلطات الايرانية التنديد بالتدخل الغربي في شؤونها.
وكتب كروبي في رسالة وزعت على وسائل الاعلام ان «عددا من الاشخاص الموقوفين أكدوا ان بعض الشابات تعرضن للاغتصاب بشكل وحشي».
وتابع ان «شبانا ايضا تعرضوا للاغتصاب بشكل وحشي ويعانون منذ ذلك الحين من انهيار عصبي ومشكلات نفسية وجسدية خطيرة».
ووجه كروبي رسالته في 29 يوليو الماضي الى الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، الهيئتين الأساسيتين في السلطة الايرانية، مشيرا الى انه حدد مهلة عشرة ايام للحصول على رد قبل ان يكشف نص الرسالة للاعلام. وكانت الرسالة نشرت لمدة وجيزة على موقعه على الانترنت «اعتماد مللي» قبل سحبها مباشرة.
وبعد ساعات من اعلان كروبي، اعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني عن فتح تحقيق في مزاعم بجرائم اغتصاب في السجون بحق معتقلين ومعتقلات من الجنسين.
وقد أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني وقوع ممارسات مخالفة للقانون في إيران بعد الانتخابات الرئاسية. وأشار لاريجاني ـ في تصريحات أدلى بها أمس ـ إلى تخصيص الولايات المتحدة ميزانية قدرها 35 مليون دولار لممارسة ما وصفه بـ «الخبث الإعلامي» في إيران، وقال «يجب أن نولي اهتمامنا هذه القضايا وألا نفسح لهم المجال في ممارساتهم هذه».
وأكد أنه لا ينبغي لوسائل الإعلام إثارة الخلافات الداخلية «وأنه قد وقعت ممارسات مخالفة للقوانين في البلاد وأن وسائل الإعلام يجب أن تصب الماء على النار لا أن تصب الزيت على النار». ولفت لاريجاني إلى أن الظروف التي مرت بها البلاد خلال الأشهر الأخيرة أثبتت إثارة الفتن من جانب دول أخرى، وأضاف أنه قد حذر مرارا من وقوع هذه القضايا.
كما أشار إلى التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأوروبيون والأميركيون إزاء إيران، وقال إن هؤلاء يريدون إعطاء صورة متأزمة عن الأوضاع في البلاد لتحقيق نواياهم بهذا الأسلوب. وقد أقرت السلطات بوفاة عدد من المعتقلين لكنها أعلنت أمس الاول ان وفاة المتظاهرين سببها ڤيروس وليس تعرضهم للضرب.
وعلى جانب آخر، اصدر المرشح السابق مير حسين موسوي البيان الأول للجبهة السياسية العريضة التي اعلن انه بصدد تشكيلها لمواجهة الانقلاب على الدستورية، وقال مستشار لموسوي انه تأخر أسبوعا في اعلان البيان بسبب مشاورات مكثفة أجراها مع الأطراف الاجتماعية والسياسية.
صلاة الجمعة
الى ذلك اعلن حجة الاسلام رضا تقوي رئيس مجلس توجيه أئمة الجمعة ان الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني قرر عدم امامة صلاة الجمعة في طهران تفاديا «لأي تجاوز سياسي غير مقبول» قد يحصل حسب ما أفادت به وكالة فارس. وأضاف المتحدث «كان من المفترض مبدئيا ان يؤم هاشمي رفسنجاني الصلاة هذا الاسبوع لكن تفاديا لأي تجاوز سياسي غير مقبول، قرر افساح المجال امام شخصية اخرى لتؤم الصلاة».
في سياق آخر، أصدرت العلاقات العامة بحرس الثورة الاسلامية في إيران أمس بيانا نفت فيه ما نسبته بعض وسائل الاعلام الاجنبية إلى قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفرى حول محاكمة بعض مرشحي الانتخابات الرئاسية في إيران.