على وقع المحاكمات المستمرة التي تنطلق جلستها الثالثة اليوم لمحاكمة 25 من المشاركين في الاحتجاجات على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، توالت فصول الازمة الايرانية تعقيدا مع تحذير الرئيس السابق الاصلاحي محمد خاتمي من ان النظام في ايران يواجه اصعب مراحله بحسب قناة العربية الفضائية، التي اعلنت ايضا ان قوات من الباسيج حاصرت مكتب المرشح الاصلاحي والمنافس السابق لنجاد، مهدي كروبي في طهران امس وسط مخاوف من اعتقاله كما طالب العديد من المحافظين.
يأتي ذلك بموازاة اعلان برويز سروري رئيس لجنة التحقيق الخاصة في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني لمتابعة أوضاع المعتقلين في معتقل (كهريزك) امس أن القضاء سيحاسب 12 شرطيا وقاضيا ارتكبوا مخالفات في قضية المعتقل.
وأشار سروري ـ في تصريح لوكالة (مهر) الإيرانية للأنباء ـ إلى الجهود التي بذلتها لجنة التحقيق الخاصة في مجلس الشورى الإسلامي لمتابعة أوضاع المعتقلين بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلا: «إن لجنة التحقيق الخاصة أجرت لقاءات مع المعتقلين ومن أطلق سراحهم ومسؤولي المعتقلات بالإضافة إلى القضاة».
من جهة أخرى نقلت وكالة أنباء «إيرنا» الرسمية أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد تلقى رسالة من الاتحاد الأوروبي لبدء حوار استثنائي وكبير حول مختلف القضايا وقالت الوكالة إن الرسالة نقلت الى ايران عبر دولة عربية وتضمنت أيضا التهنئة بالفوز برئاسة ثانية.
وفي تطور آخر، أعلنت جماعة أنصار حزب الله إيران أنها ستهاجم مقر جريدة «اعتماد ملي» التابعة للاصلاحي مهدي كروبي بسبب نشر رسالة الانتهاكات الجنسية. فيما شن المحافظون حملة تبدو منظمة، عبر منابر صلاة الجمعة في طهران ومشهد وأصفهان، للحث على محاكمة الإصلاحيين مير حسين موسوي وكروبي. وركزت الحملة على الأخير كثيرا بسبب فضحه للانتهاكات. وقد طالب العضو المتشدد في مجلس الخبراء وإمام الجمعة المؤقت في طهران أحمد خاتمي بمحاكمة كروبي، ودعا أيضا الى أن تظهر السلطة القضائية مقاومة في وجه محاولات قوى أوروبية للضغط عليها للإفراج عن المعتقلين بسبب الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.
وفي سياق متصل نقل العضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد هاشمي عن شقيقه هاشمي رفسنجاني إنه يمر بأوقات صعبة بسبب الأزمة الراهنة قائلا إن إعادة الثقة بالنظام لا تتم عن طريق العنف والاعتقال.
من جهة اخرى، أعلن التلفزيون الإيراني أن المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي عين صادق لاريجاني رئيسا جديدا للسلطة القضائية في البلاد. ليحل لاريجاني وهو شقيق رئيس البرلمان علي لاريجاني وعضو مجلس صيانة الدستور محل محمود هاشمي شاهرودي بعد انتهاء فترة توليه المنصب لمدة عشرة أعوام. وقال خامنئي في رسالة إلى لاريجاني إنه يأمل أن تزدهر السلطة القضائية تحت قيادته. التي ستستمر لخمسة أعوام. وهو المولود في مدينة النجف العراقية. وكانت ذكرت بعض مواقع الاصلاحيين على الانترنت في الآونة الأخيرة أن لاريجاني متردد في قبول المنصب بسبب القبض على عدد من المحتجين المعتدلين من جراء الاضطرابات التي اندلعت في أعقاب انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها والتي جرت في 12 يونيو الماضي. وفي هذا الخصوص ذكرت وكالة الانباء الايرانية (ايسنا) امس ان 25 من المتظاهرين المحتجين على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد سيمثلون امام القضاء اليوم. وجاء في بيان للمحكمة ان «الجلسة الثالثة للاشخاص الذين شاركوا في احداث الشغب الاخيرة في طهران ستعقد اليوم (الاحد) في الغرفة الخامسة عشر للمحكمة الثورية» كما افادت الوكالة. واضاف البيان ان «قرارات اتهام ستقدم ضد 25 متهما»، وقد مثل بالفعل 110 من الذين شاركوا في تظاهرات الاحتجاج على اعادة انتخاب احمدي نجاد في 12 يونيو امام المحكمة في طهران منذ الاول من اغسطس.
ومن بين المتهمين سياسيون اصلاحيون وصحافيون وموظفان محليان في سفارتي فرنسا وبريطانيا، كما مثلت امام القضاء الجامعية الفرنسية الشابة كلوتيلد ريس، ولم تصدر اي احكام حتى يومنا هذا.