مرحلة انتقالية أم انتقال؟: لم يتوصل أركان قوى 14 آذار الى تفسير موحد لحركة جنبلاط والمدى الذي سيصل اليه، وتتوزع الآراء بين اتجاهين:
الأول: ان جنبلاط مازال في مرحلة انتقالية ولم يبلور خياره الجديد بشكل نهائي، وهو في منزلة بين المنزلتين بخروجه من 14 آذار دون الانضمام الى 8 آذار. وهذا ما يفسر الاشارات المتناقضة التي يرسلها والتي تفيد من جهة بأنه بات حليفا لحزب الله، وتوحي من جهة ثانية بأنه باق على المبادئ التي اجتمعت عليها قوى 14 آذار.
الثاني: ان جنبلاط أصبح فعليا في «المقلب الآخر» وبات يقف على الضفة السياسية المقابلة، ولكنه بحاجة الى وقت لتظهير الصورة كاملة وواضحة، وهو اذا تراجع خطوة فلكي يتقدم خطوتين في مسار بات محددا ونهائيا لديه ولسنوات مقبلة. وبالتالي لم يعد بالإمكان الاعتماد أو التعويل على جنبلاط ولا الرهان على عودته الى 14 آذار، بقدر ما يجب التنبه والتحوط الى خطواته المقبلة وأولها ما يتعلق باجتذابه الحريري الى الموقع الذي يقف فيه، فهو حريص على الحريري والعلاقة معه، ولكن على ان يأتي الحريري إليه ويلاقيه لا ان يعود هو الى حيث كان.
تعهدات جنبلاطية: يقال ان النائب وليد جنبلاط أعطى تعهدا لجهات عربية بأنه سيبقى على تحالفه مع الحريري (مقابل فك ارتباطه مع مسيحيي 14 آذار) في عملية تأليف الحكومة، وبأنه ليس في وارد الدخول مع المعارضة في فكرة تشكيل ائتلاف جديد لتسمية رئيس آخر لتأليف الحكومة.
انقطاع الكتائب: انقطاع الحزب الاشتراكي عن اجتماعات الأمانة العامة بات ثابتا ونهائيا لأسباب سياسية، أما انقطاع حزب الكتائب (منذ نحو شهر) عن هذه الاجتماعات، فإنه غير نهائي ولأسباب تنظيمية غير سياسية وتتعلق بملاحظات كتائبية على المساواة بين الأحزاب والشخصيات السياسية في الأمانة العامة وعلى انضمام شخصيات غير حزبية بطريقة فوضوية ودون الاستناد الى آلية محددة وقرار مشترك.
أين المشكلة؟: يقول مصدر مسيحي في قوى 14 آذار ان المشكلة تكمن في النائب ميشال عون وعدم اعترافه بنتائج الانتخابات النيابية والانقلاب عليها من خلال المطالبة بمقاعد وزارية تفوق حجمه وحقه. ويقول مصدر في تكتل الإصلاح والتغيير ان المشكلة تكمن في الرئيس المكلف سعد الحريري وعدم اعترافه بالواقع المستجد بعد الانتخابات، الذي أنهى مشروع قوى 14 آذار وسحب الأكثرية من يدها.