بيروت ـ عمر حبنجر
خفت حدة السجالات السياسية، اقله من جانب قوى 14 آذار، نزولا عند توصية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، العائد الى بيروت بين لحظة وأخرى تمهيدا لاستئناف حركة التواصل على مضمار تأليف الحكومة.
ويعتقد اكثريون ان التهدئة التي دعا اليها الحريري، مدعومة بمواقف الحلفاء من أمين الجميل الى سمير جعجع العائد من الولايات المتحدة بأجواء مفعمة بالغموض، خصوصا، حيال الوضع في ايران المرتبط بمهلة اميركية حتى نهاية سبتمبر، والذين التزموا «هدنة الكلام» تعزيزا لفرص الحل الحكومي، لكن الذي بدا ان هذه الهدنة قامت من طرف واحد، بدليل استمرار الحملة من جانب نواب التيار الوطني الحر على الرئيس المكلف، كما على البطريرك صفير، رغم ان التهدئة كانت شرط العماد ميشال عون لتناول الغداء على مائدة الرئيس المكلف سعد الحريري.
حملة على الحريري وصفير
فقد وسّع التيار الوطني الحر من حملته على رئيس الحكومة المكلف وعلى البطريرك الماروني نصرالله صفير بمواكبة انتقاد الصحف السورية لتدخلات الروحيين في السياسة في لبنان.
فقد تساءل الوزير جبران باسيل عن المنطق والحكمة في تصرف المعني الأول بالحكومة، وكأنه في اجازة بانتظار شيء ما، وقال: المعني الأول يجب ان يكون المستعجل الأول.
باسيل كان يعلق في قوله هذا على سفر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى تلفزيون المنار الناطق بلسان حزب الله. واضاف ان العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليست علاقة ضغوط، والعونيون متمسكون بمطالبهم لأنهم يمثلون اكثر من نصف المسيحيين. وأشار الى انه لم تحصل مشاورات لبنانية حول الحكومة الا لفترات ضيقة منذ تكليف الحريري حتى الآن، مشددا على ان لبنان لا يقوم الا بالتوافق الديموقراطي بين الجميع. وفي رد ضمني على البطريريك الماروني نصرالله صفير قال ان من يقول فلتحكم الأكثرية يريد الاضرار بالمسيحيين.
وقال: نحن المستعجلون والمضغوطون والذين نتعرض، والمعني الأول يتصرف وكأنه في اجازة.
نقولا: صفير يرى بعين واحدة
النائب نبيل نقولا عضو كتلة التغيير والاصلاح العونية كان اكثر صراحة حينما قال ان البطريرك صفير يرى الأمور بعين واحدة وباتجاه واحد، مذكرا اياه بأن زمن العجائب ولّى.
نقولا استنكر في ذات الوقت الحملات التي تشن على العماد ميشال عون والتي تتهمه بعرقلة تشكيل الحكومة ودعا الرئيس المكلف سعد الحريري الى ايضاح الأمور حيث ان المشكلة داخل الاكثرية وفي ارتباطاتها الخارجية كما يقول. وعن لقاء الرئيس المكلف العماد عون قال نقولا: لا مشكلة في ذلك، شرط ان توقف «حاشية الحريري حملتها المسعورة على العماد عون والتيار الوطني الحر، وإلا ما الفائدة من لقاء كهذا؟».
بيد ان المرحلة السياسية الفائتة حسمت نقطتين جدليتين، خارج إطار التشكيل الحكومي:
ـ عدم إمكانية جمع مجلس الوزراء المستقيل، في ضوء إجماع الخبراء الدستوريين على القول انه لا جلسات لمجلس الوزراء في مرحلة تصريف الأعمال، إلا في الظروف الاستثنائية التي لا تبدو قائمة الآن. والنقطة الثانية تتعلق بأبعاد استدارة النائب وليد جنبلاط عبر مزيد من التوضيحات، وآخرها ما ورد بالأمس على لسان الوزير وائل ابوفاعور الذي قال: لا تعديل في مواقف جنبلاط ولن يكون مسموحا استغلالها، وهو كان وسيبقى في الأكثرية.
وفي رد على موضوع انعقاد جلسات مجلس الوزراء ودور حكومة تصريف الاعمال، اكد وزير الدولة خالد قباني بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان على ان اجتماع مجلس الوزراء المستقيل لن يحصل الا في الظروف الاستثنائية وعندها يعتبر مجلس الوزراء حكومة دستورية تمارس كل الصلاحيات. اما عن النقطة الاشكالية الثانية والمتعلقة بابتعاد جنبلاط عن 14 آذار، فقد ذكرت مصادر الامانة العامة لهذه القوى ان جنبلاط سيشارك في الاجتماع الموسع لنواب 14 آذار تحت مسمى الاكثرية النيابية وليس 14 آذار بناء لرغبته، وهو الذي اعلن مؤخرا انه من هذه الاكثرية. وعلمت «الأنباء» انه اتفق على تشكيل لجنة مشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وامانة 14 آذار لمتابعة البحث في القضايا الخلافية. وتجري ترتيبات لعقد الاجتماع الموسع لنواب الاكثرية من اجل تجديد دعم الرئيس المكلف سعد الحريري والتأكيد على ان قوته لا تستند الى العوامل الخارجية وحدها، انما ايضا الى الالتفاف الداخلي حوله كحائل دون استفراده من اي طرف، الامر الذي يعزز ويقوي موقفه في المفاوضات الصعبة لتشكيل الحكومة. وفي معلومات «الأنباء» ايضا ان النائب جنبلاط سيحضر هذا الاجتماع الاكثري شخصيا بعد اعادة تسميته بما هو عليه، اي الاكثرية النيابية.