Note: English translation is not 100% accurate
الرئيس بوش يستجيب لرغبة المحافظين الجدد ويضرب عرض الحائط بتوصيات مجموعة دراسة العراق
السبت
2007/1/6
المصدر : الصحافة العالمية
باتريك سيل
يبحث الرئيس الأميركي جورج بوش عن مخرج يحفظ به ماء وجهه ويتمكن من خلاله من عدم الالتزام بتوصيات تقرير بيكر ـ هاميلتون في الشأن العراقي ومشاكل الشرق الأوسط، وبدلا من ان يسحب بوش القوات يتقدم الآن بخطى ثابتة نحو زيادة القوات الأميركية، استجابة لرغبات المحافظين الجدد بعد ان هاجمهم تقرير بيكر ـ هاميلتون، ذلك أن تقريرهما الذي تكون من 160 صفحة، والذي تم نشره في السادس من ديسمبر، يعد إدانة مدمرة لتك السياسة التي بلورها «المحافظون الجدد»، واضطلع بتطبيقها الرئيس بوش.
يذكر أن هذه السياسة قد أفضت إلى نتائج كارثية في العراق، اضافة إلى تشويهها لسمعة الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي. أما خطوط هذه الحرب، فقد ارتسمت الآن بين مؤسسة السياسات الخارجية الأميركية العتيقة التقليدية، وأولئك الأيديولوجيين الذين ساقوا بوش سوقا لتبني مواقفهم وأفكارهم، منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأميركية.
ولايزال الوقت مبكرا للتكهن بمن الذي ستكون له الغلبة والنصر في هذه الحرب، وما إذا كان بوش سيوافق على احداث تغيير جوهري على السياسات المطبقة حاليا. أما إسرائيل، فقد أعلنت من ناحيتها سلفا رفضها للنتائج النهائية التي خلص إليها التقرير، بينما تواصلت تعبئة حملة قوية ضده من قبل أصدقائها في واشنطن، سواء في الكونغرس أو داخل الإدارة نفسها، أو عبر وسائل الصحافة والإعلام، أو مختلف مؤسسات البحث العلمي اليمينية المؤيدة لإسرائيل في شتى المدن الأميركية.
ويعد الرئيس بوش، الحليف الرئيسي لـ«المحافظين الجدد»، ليس بسبب مشاطرته لهم كل ما تنضح به أفكارهم «اليمينية المحافظة»، وانما بسبب جمود شخصيته في الأساس. فهو ماض في عناده إلى حد لا يمكن تصوره، وفي تمنعه عن الاعتراف بأن سياسته الشرق أوسطية إنما بنيت على الخطأ وأضغاث الأحلام والمعلومات الاستخباراتية المخادعة. وفوق ذلك، فإن بوش ليس بالشخصية النظرية المجردة، غير أنه ليس ذاك القائد البراجماتي العملي، في المقابل فهو أكثر ميلا للتفكير بأسلوب «القوالب الجاهزة» من شاكلة «المسيرة الزاحفة نحو الحرية» و«محور الشر» و«الحرب الدولية على الإرهاب»، وهي جميعها تجريدات نظرية بحتة، لا تربطها بالواقع العملي أدنى صلة.
ومع ذلك فقد وفرت هذه التبسيطات النظرية الخطيرة للواقع، المظلة الفكرية والسياسية التي دفع من تحتها «المحافظون الجدد» باتجاه خدمة أجندتهم.
على أن تقرير «بيكرـ هاميلتون» يقف في تباين حاد وجد كبير مع السياسات التي دفع بها «المحافظون الجدد»، وتولى تطبيقها عنهم الرئيس بوش. وإليكم بعض الأمثلة على هذا التباين.
ففي سياق تقديمه لتقريره، قال جيمس بيكر: «يعد هذا التقرير استراتيجية شاملة، وضعت خصوصا لحل المعضلة التي نواجهها الآن في العراق.
غير أنها استراتيجية صممت كذلك للتصدي لمعضلات أخرى نواجهها في المنطقة، ولاستعادة سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها في ذلك الجزء من العالم».
والذي يقرأ من جملة بيكر هذه، أن قضايا المنطقة الشرق أوسطية وأزماتها، متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض، بمعنى أن حرب العراق، تتداخل وتتشابك مع المواجهة الجارية مع إيران بشأن برامجها النووية، وكذلك مع الصدامات التي يشهدها لبنان بين مؤيدي ومعارضي السياسة السورية، وفوق ذلك فهي تتداخل وتتشابك أشد ما يكون التشابك، مع النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني الذي لم تتم تسويته بعد.
ففي إصراره على منهج شامل لحل جميع تلك الأزمات، جاءت لغة التقرير صريحة وقاطعة كما يلي: إنه يطالب بتجديد أميركا ومواصلة التزامها بتحقيق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني شامل في جميع الجبهات، بما في ذلك قيام دولة فلسطينية مستقلة، وإعادة مرتفعات الجولان المحتلة إلى سورية.
ومما أكده التقرير صراحة، «انه لن يكون في وسع الولايات المتحدة الأميركية، تحقيق أهدافها الشرق أوسطية، دون تصديها المباشر للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني».
وفي هذا استطرد التقرير إلى القول: «فالولايات المتحدة الأميركية لن تسدي لحليفتها إسرائيل صنيعا ولا معروفا، بتجنبها للتصدي المباشر للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
ولجملة من الأسباب، فإن المطلوب منا أن نفعل ذلك بمنتهى الشجاعة».
يتبع...
اقرأ أيضاً