دعي اكثر من 100 مليون ناخب ياباني الى صناديق الاقتراع أمس لاختيار نوابهم في انتخابات تشريعية يتوقع أن تشهد تحولا تاريخيا في ثاني اكبر اقتصاد في العالم.
ووسط اقبال كثيف من الناخبين أمس، تنبأت استطلاعات الرأي الأخيرة بأن يحقق الحزب الديموقراطي الياباني الذي يشكل القوة الرئيسية في المعارضة الوسطية انتصارا كبيرا، في حين يتوقع ان يمنى الحزب الليبرالي الديموقراطي بهزيمة نكراء وهو حزب يميني كبير يحكم البلاد دون توقف عمليا منذ 1955 باستثناء فترة عشرة اشهر في التسعينيات. غير ان استطلاعات الرأي الأخيرة اكدت ايضا ان نحو ثلث الناخبين لايزالون مترددين خاصة بسبب الشكوك التي تساورهم حيال قدرة الحزب الديموقراطي على قيادة البلاد.
وفي يوم الانتخابات كتب الحزب الديموقراطي على صفحات اعلانات الدعاية في الصحف الكبرى امس «اليوم تغيير الحكومة».
كما دعا الحزب المعارض في بيان له «الشعب لاتخاذ قرار شجاع يفتح الباب امام حدث تاريخي عظيم. انضموا الينا في المهمة الكبرى لتغيير اليابان وحماية حياة الناس».
ورد عليه الحزب الليبرالي على صفحات الاعلانات الدعائية ايضا في الصحف «لا تدمروا اليابان» محذرا من «ان امل الغد لا يمكن ان يأتي الا من استقرار اليوم». وجرت الانتخابات التشريعية وفق نظام انتخابي مختلط بين نظام الاقتراع لمرشح واحد والنظام النسبي. وينتخب 300 من النواب على اساس قاعدة الاقتراع لمرشح واحد في 300 دائرة محلية فيما تخضع المقاعد الـ 180 الباقية لنظام الاقتراع النسبي في 11 منطقة كبرى. حيث يتوقع ان تعلن النتائج الرسمية اليوم.
من جهتها قالت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» ان 51 ألف مركز اقتراع فتحت أبوابها في اليابان عند الساعة السابعة صباح أمس وأقفلت عند الساعة الثامنة مساء. وتنافس في هذه الانتخابات 1371 مرشحا على 480 مقعدا في مجلس النواب ومن بين المرشحين 229 امرأة وهو رقم قياسي في تاريخ اليابان.
وشارك في الاقتراع الغيابي خلال فترة عشرة أيام حتى يوم الجمعة الماضي 10.94 ملايين ناخب ياباني ويمثل هذا الرقم نسبة 10.49% من مجمل من يحق لهم التصويت. وسيلتئم مجلس النواب بعد تجديده في موعد لم يحدد لانتخاب رئيس للوزراء.
وسيتم اختيار رئيس الوزراء المقبل في اليابان في الوقت المناسب للمشاركة في سبتمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وفي قمة مجموعة العشرين في بيتسبيرغ بالولايات المتحدة حيث سيتعرف خلالهما على كبار قادة العالم.
وقد تضررت صورة الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم كثيرا جراء الازمة الاقتصادية والهفوات والأخطاء المتكررة التي ارتكبها قادته فضلا عن الانشقاقات والانقسامات التي حصلت في داخله.
وبعد الانتخابات سيلتئم مجلس النواب الجديد، في موعد لم يحدد بعد، لانتخاب رئيس للوزراء، والمرشح الاوفر حظا لتسلم هذا المنصب هو رئيس الحزب الديموقراطي يوكيو هاتوياما (62 عاما). وفي حال صحت التوقعات سيخلف يوكيو هاتوياما رئيس الوزراء الحالي تارو آسو (68 عاما) الذي وصل الى السلطة في سبتمبر 2008 ولم تنفك شعبيته في التراجع مذاك.