- %47 من الأميركيين يفضلون هيلاري على المرشح الجمهوري «المتناقض» و«قليل الخبرة»
واشنطن - أحمد عبدالله ووكالات
ترجح معالم معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في نوفمبر المقبل أن تكون المواجهة، اذا لم تحصل مفاجآت، بين وزيرة الخارجية الأميركية المرشحة الديموقراطية الأوفر حظا هيلاري كلينتون ورجل الأعمال المفتقر للخبرة السياسية الجمهوري دونالد ترامب، اللذين يتجهان للفوز بالانتخابات التمهيدية لحزبيهما. فقد باتت كلينتون الاقرب للفوز ببطاقة الترشح الرسمي عن الحزب الديموقراطي على الرغم من الانتصار الرمزي لمنافسها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية بولاية انديانا.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أنه في حال كانت المنافسة النهائية على منصب الرئاسة بين ترامب وكلينتون في الانتخابات الرئاسية، فان السيدة الاولى السابقة (68 عاما) ستكون الأوفر حظا بالفوز.
وبحسب معدل آخر ستة استطلاعات رأي، نالت كلينتون 47% من نوايا تصويت الأميركيين مقابل 40.5% لترامب.
وألمحت كلينتون نفسها إلى هذا المعنى في مقابلة مع شبكة «ام اس ان بي سي» الإخبارية، قائلة «اريد التركيز على الانتقال نحو الانتخابات الرئاسية»، مضيفة «الحملة ستكون قاسية جدا ضد مرشح يقول الشيء ونقيضه»، في إشارة إلى ترامب. فيما نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن كلينتون ردها على هجوم ترامب المتواصل عليها وبذاءاته تجاهها بالقول إنه مدفع متداع، مؤكدة أنها تشعر بالثقة في خيار الشعب الأميركي في المواجهة معه.
وأعطى مدير حملة وزيرة الخارجية السابقة، جون بوديستا لمحة عن المعركة المقبلة للديموقراطيين، وقال «لقد اثبت دونالد ترامب انه ليس شخصية يمكن ان يلتف الأطراف حولها، وليس لديه الطبع المناسب لإدارة بلادنا والعالم الحر»، مشيرا إلى أن «ترامب يشكل رهانا محفوفا بالمخاطر الشديدة» بالنسبة للأمن الوطني الأميركي.
وبرغم فوزه في انديانا، لم يتمكن ساندرز من الحصول على اصوات المندوبين اللازمة من اجل مواجهة منافسته القوية كلينتون التي حصدت حتى الآن اصوات 2215 مندوبا للحزب الديموقراطي مقابل 1442 لمنافسها، في حين أن الغالبية المطلوبة هي 2383.
وتقوم استراتيجية كلينتون في مواجهة تحدي استقطاب شريحة الأميركيين الذين تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما خلال الانتخابات التمهيدية المتبقية، على توحيد اليسار حول برنامج تقدمي ورسالة تعاطف.
وكانت كلينتون قد حققت اكبر نجاحاتها، حتى الآن، لدى شريحة السود والنساء والمسنين.
وعلى صعيد المعسكر الجمهوري، تمكن رجل الأعمال المفتقر للخبرة السياسية دونالد ترامب من استبعاد تيد كروز، آخر منافس جدي له في الحزب الجمهوري.
وفاز ترامب في ولاية انديانا امس الأول بـ 53% من اصوات الجمهوريين مقابل 37% لكروز الذي اعلن انسحابه من السباق الانتخابي، معتبرا ان ترشيحه غير قابل للاستمرار او تحقيق تقدم.
من جانب آخر، ذكرت شبكة «ان بي سي» ان جون كاسيك، المنافس الأخير لترامب قد ينسحب من السباق، بعد ان الغى مؤتمر له في اللحظة الاخيرة في واشنطن، ذلك بعد الانسحاب المفاجئ لتيد كروز .
وأبدت بعض الأوساط الأميركية استياء واضحا واستهزاء بقرار تيد كروز بالانسحاب من السباق الانتخابي، تاركا المجال لمرشح «شعبوي متهور» و«عنصري» و«مهرج»، لا يملك أقل المهارات اللازمة لإدارة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، تسلط المجموعات المناهضة لترامب، الضوء على تصريحاته العنصرية التي وصف فيها النساء بأنهن «مدللات» و«كلاب» و«خنازير بدينة» إلى جانب تصريحاته التي يؤيد فيها رفع الضرائب.
وينتقد هؤلاء اقدام ترامب على قول كل شيء، واحيانا أي شيء دون مراعاة للأخلاق واللياقة السياسية، فضلا عن اسرافه في الاعتداد بنفسه إلى حد وصل لصفة الغرور.
ولم يتردد هذا الـ «ترامب»في كيل السباب والشتائم لمنافسيه، واصفا تيد كروز بـ «الكاذب»، وجب بوش بـ «السخيف» و«المثير للشفقة»، ونعت المرشح الديموقراطي بيرني ساندرز بأنها «كارثة».
ورغم أن رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس، دعا الجمهوريين الى ان يتوحدوا حول ترامب، فإن اليمين الأميركي لم يسلم بعد بترشيحه.
وهدد جمهوريون بالتصويت لصالح هيلاري كلينتون، فيما يرغب آخرون في ان يصبح مؤتمر الحزب مفتوحا ويحظى المندوبون بحرية التصويت، اذا لم يحصل ترامب على الأصوات اللازمة من الدورة الأولى.
وقال لاري ساباتو من جامعة فرجينيا لوكالة فرانس برس «ترامب بدأ الحملة العامة من موقع ضعيف. فكيف سيتمكن من مصالحة بقية الحزب؟ المؤشرات الأولى سيئة. ان النواة الثقافية للحزب الجمهوري لاتزال معارضة له بشدة».