سجال وراء الكواليس: نقل وزير سابق عن مسؤولين سوريين أن علاقتهم برئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون لا تتعدى الصداقة والاحترام المتبادل، ولكن دمشق لا تملك القدرة او الرغبة او الوسيلة في ممارسة أي نوع من انواع الضغط عليه لتليين مواقفه او تبديلها، وانها غير مطلعة على خلفيات هذه المواقف وأهدافها وأسبابها. وألمح المسؤولون السوريون الى ان كلاما ما قد وصل الى دمشق منسوبا الى الرئيس المكلف سعد الحريري مفاده ان ازمة تشكيل الحكومة في لبنان هي مسألة عض اصابع بينه وبين السوريين، مشيرين الى انه اذا صح مثل هذا الكلام يكون الحريري قد اضاع بوصلة التشكيل لأن مشكلته ليست في دمشق، وأن سورية غير معنية بتفاصيل المناورات الجارية بين الرئيس المكلف والقوى السياسية اللبنانية لتشكيل الحكومة.
الحقائب أولا: قيادة حزب الله تتجنب حتى الآن التقدم من الحريري بلائحة بأسماء ممثليها في الحكومة بذريعة انها تفضل الاتفاق أولا على توزيع الحقائب كمدخل للبحث في الأسماء مع ان الحزب لايزال ينظر في هذه الأسماء ولم يتوصل الى قرار نهائي في شأنها، فيما قالت مصادر في «امل» ان الرئيس المكلف يصر على التحدث بلغة يغلب عليها التهدئة والانفتاح والمرونة والاستعداد للتعاون ولم نصل الى مرحلة الدخول في الأسماء مع ان الجو العام ليس مشجعا لاتخاذ مبادرة من جانب واحد. ولفتت هذه المصادر الى انه يفهم من موقف حزب الله انه مصر على تضامنه الكامل مع حليفه «التيار الوطني الحر» فيما يتجنب أكثر من مسؤول في «امل» توضيح موقف الرئيس بري، علما انهم يكررون القول انهم أقل تأثيرا على عون وأن الأمر ليس بيدهم، مع ان الموقف الذي أعلنه اخيرا وزير الصحة محمد جواد خليفة وهو حليف لـ «أمل» يضعها في مرتبة التضامن الى جانب الحزب في موقفه من «التيار الوطني الحر».
باسيل والحريري والحرب الأهلية: نقل عن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل انه «مرة جديدة يمارس علينا سعد الحريري الضغوط لكي يفرض علينا شروط الاستسلام والخضوع بالسياسة والطائفية والشارع، وهذا يعني أنه يريد تأليف حكومة بالنار والضغط والابتزاز، حتى وصل بهم الأمر الى التهديد بالحرب الأهلية». وردا على ما يقصده بأن الحريري يهدد بالحرب الأهلية أجاب باسيل «ألم تقرأوا ما صدر عن المفتي الجوزو؟ اذا لم يتنصل منه الحريري، فمعنى ذلك أن رئيس الحكومة المكلف يريد تأزيم الأمور الى حد التهديد بالحرب الأهلية». وكان مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، الذي وصف عون بأنه «العدو الأبرز لأهل السنة في لبنان»، واتهمه بممارسة الابتزاز ومحاولة فرض الشروط على الرئيس المكلف، رأى ان «ظاهرة نجاح عون في كسروان تؤكد اننا لم نتحرر بعد من العقلية المتحجرة التي كانت تحكم لبنان طائفيا ومذهبيا وهذا أخطر ما يهدد مستقبل لبنان. أخشى ما أخشاه ان أصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك لتثير العصبيات «المارونية» من جديد، فيبدأ الحديث عن تعديل الطائف لاعادة صلاحيات رئيس الجمهورية التي تجعله حاكما مطلق اليد غير مسؤول الى جانب التركيز على قضية «التوطين» من وجهة نظر طائفية محضة، أخشى ما أخشاه ان نعود الى الوراء الى ما قبل الحرب الاهلية التي دفعنا فيها ثمنا غاليا حتى وصلنا الى الطائف، ويعود الحديث عن «الامتيازات» لنثير حربا جديدة تأكل الاخضر واليابس كما حدث في الماضي».
حكومة اقطاب: نفت أوساط متابعة لاتصالات الحريري نيته اقتراح حكومة أقطاب أو ان يكون طرح الفكرة، مشيرة الى ان الرئيس سليمان كان طرح الفكرة من باب السؤال خلال رعايته الاجتماع بين عون والحريري يوم الاثنين الماضي، وانه قال بعد ان عرض عون والحريري موقفيهما: «هل فكرتم مثلا بحكومة أقطاب؟»، وقد أجابه عون: «لا»، أما الحريري فرد قائلا: «هل تنجح؟ (الفكرة) اذا كانت تنجح لا أمانع»، واقتصر الأمر على هذا الحد من دون ان يجري أي تلميح الى امكان العمل على هذا المشروع.
تتالي الضربات: استبعد الوزير السابق وئام وهاب ان يلتقي جنبلاط بعون لأن هذا اللقاء سيعتبر ضربة جديدة للحريري، وجنبلاط لن يتبع سياسة الضربات المتتالية للرئيس المكلف لأنه يريد انجاح مهمته.
تكويعة ونصيحة: صحح نائب أكثري لزميل له كان يؤكد أن نصيحة رئيس الأركان السوري السابق العماد حكمت الشهابي هي التي حملت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على الخروج من قوى 14 آذار، بالقول «إنها نصيحة محمد حسنين هيكل يا صاحبي».
اجراءات أمنية: إجراءات أمنية استثنائية اتخذت لحماية سفير عربي «تتهم» بلاده بأنها تتبنى نظرة خاصة حيال تشكيل الحكومة، واستبعاد إحدى الجهات داخل الأقلية منها ومن هذه الإجراءات الحد من التنقل حتى داخل بيروت نفسها. « وحدة «شاحف»: أنهت وحدة «شاحف» الاستخباراتية الميدانية الاسرائيلية تدريبات استمرت اربعة أيام على كيفية الوصول الى العمق اللبناني وجمع معلومات عن قيادات رئيسية في حزب الله تمهيدا لاستهدافها بالخطف او الاغتيال. وللمرة الاولى، شملت التدريبات التي اجرتها وحدة «شاحف» تنفيذ مهمات معينة داخل لبنان «خلال فترة حرب قاسية»، قام عناصرها خلالها بالتوغل في «مناطق معادية» وجمعوا معلومات عن حزب الله ونشاط قياداته وعناصره وانتشاره في قرى لبنانية مختلفة، وبمحاكاة سيناريو تحديد موقع مجموعة من الحزب وخطف عناصرها او قتلهم بالتنسيق مع سلاح الجو الذي شاركت بعض طائراته في التدريبات.
وقال قائد الوحدة المعروف باسم «موتي» الذي لم يكشف عن رتبته العسكرية ان «الانتصار المؤكد في الحرب المقبلة على حزب الله يكون في الوصول الى قيادة التنظيم وناشطيه الرئيسيين»، واضاف: «في الحرب المقبلة يجب ان يكون الرد حاسما وقويا ومن دون تردد حتى نحصل على نتيجة مضمونة وحاسمة ايضا»، وتابع: «نحن اليوم على قناعة بأنه عند اندلاع الحرب سنرد بشكل فوري وقوي، من دون شك سيقع قتلى ومصابون وسيتعرض السكان لقصف مكثف بالصواريخ، ولكن من جهتنا سنكون متأكدين من أننا نحقق إنجازا على ارض المعركة»، وتساءل: «كيف يكون هذا الإنجاز؟ أساسا عبر وصولنا الى قيادة حزب الله والمس بها، هذه هي الطريقة الأفضل لمواجهة الحزب والقضاء عليه».