حزب الله أولوية «مركزية»
مع تجدد التوتر على الحدود الجنوبية للبنان لايزال حزب الله هاجسا يشغل صناع القرار في اسرائيل كما وسائل الإعلام الإسرائيلية وعن هذا الهاجس وغيره من الهواجس الأمنية الإسرائيلية نقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «عرضا سريعا لخريطة التهديدات الأمنية حيال إسرائيل، يظهر مشهدا مهما وربما مفاجئا لقوس التهديدات، ففيما تستمر إيران في كونها العدو الأول للدولة العبرية، وهو واقع قائم لم يشهد تغييرا، يحتل حزب الله المرتبة الثانية في سلم التهديدات، وذلك على ضوء احتمال تجدد المواجهات العنيفة بينه وبين إسرائيل»، مشيرة إلى أن «إمكان المواجهة يأتي في أعقاب التصعيد الإعلامي الأخير، وتحفز مسؤولي حزب الله لتنفيذ عملية انتقام ردا على اغتيال المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية». وبحسب المصادر الإسرائيلية نفسها، «تحتل سورية المرتبة الثالثة في سلم التهديدات، تليها حركة حماس في قطاع غزة في المرتبة الرابعة، من دون أي ربط بين قدراتها وإرهاب الضفة الغربية. أما في المرتبة الخامسة، فيأتي الجهاد العالمي، الذي ضلل الاستخبارات الإسرائيلية طويلا.
بدورها كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل أوضحت للسوريين، من خلال وسطاء أميركيين، أن تزويد حزب الله بسلاح كاسر للتوازن، هو اجتياز للخط الأحمر، وخرق للتوازنات». وكتبت أنهم «في إسرائيل يوضحون أن إدخال صواريخ مضادة للطائرات والدروع، إضافة إلى أجهزة رادار، إلى لبنان، سيكون في الواقع تغييرا جوهريا في الوضع، ضد مصلحة إسرائيل».
وبحسب الصحيفة، فإن «حزب الله الذي يخرق دائما قرار مجلس الأمن 1701 وآخرها صواريخ القليلة قلق من رد إسرائيلي في حال إدخال منظومات سلاح أخرى، يمكن إسرائيل أن تعدها خرقا للتوازن، من بينها صواريخ إيرانية طورت في سورية، وتعد أكثر دقة وفتكا، ما يقلق إسرائيل بصورة خاصة، لكونها بالفعل أصبحت موجودة لدى حزب الله منذ زمن». وأشارت إلى أن «الحزب قلق من أن تقرر إسرائيل من طرف واحد، أن هذه الصواريخ أو تلك، هي هدف يمكن مهاجمته». وترى «يديعوت» ان حسن نصرالله لا ينوي ولا مصلحة له ولا رغبة في القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل. العكس هو الصحيح، فهو في الحقيقة خائف من قيام إسرائيل بمهاجمته. هذا ما تقوله «يديعوت أحرونوت». والأسباب الدالة على ذلك كثيرة.
لقد تخوفت اسرائيل كثيرا خلال الحرب على لبنان من انتقالها الى أراضيها، الأمر الذي يتعارض مع عقيدتها العسكرية. وتكررت هذه المخاوف خلال الحرب على غزة. لكن سرعان ما أدرك الاسرائيليون ان في امكانهم اللجوء الى الملاجئ في أثناء اطلاق الصواريخ، وحتى يتمكن الجيش من القضاء على الخطر. والصدمة النفسية التي شاهدناها قبل ثلاثة أعوام لن تتكرر.
وفي سياق المتابعة الإسرائيلية لتدريبات الجيش الإسرائيلي استعدادا لاحتمالات نشوب مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحقيقا عن نشاط فرقة عسكرية خاصة تحمل اسم «شاحاف»، وهي شعبة لجمع المعلومات القتالية عن العدو، تتدرب حاليا على جمع المعلومات عن حزب الله في إطار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي. إن فرقة جمع المعلومات تعمل بطرق عدة، فهي تستخدم العملاء، وتجمع المعلومات قرب الحدود، وتحضر البنية التحتية.ولم يستطع قائد الفرقة التنبؤ بموعد الحرب المقبلة مع «حزب الله»، لكنه يعتقد أنها ستنتهي بنتيجة مختلفة، وأن الجيش الإسرائيلي سينتصر في هذه الحرب.