ردا على المقترحات التي قدمتها ايران لاجراء محادثات على مستوى عال مع القوى الكبرى، اعلنت الولايات المتحدة انها ستقبل هذا العرض على الرغم من الرفض الذي اعلنته طهران لمناقشة برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بي.جيه كراولي «سنسعى الى عقد اجتماع مبكر على مستوى عال وسنسعى الى اختبار استعداد ايران للتواصل»، وقال فيليب كراولي ان الوثيقة التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الاربعاء الماضي، لا تتضمن تقدما ملموسا لكنها «تقول فقط ان الحكومة الايرانية ترغب في بدء حوار وتفاوض».
واضاف «سنسعى الى عقد اجتماع بسرعة وسنسعى الى اختبار الرغبة الايرانية»، واكد كراولي انه «اذا كان لدى ايران الرغبة في المشاركة في مفاوضات جادة، فانها ستجد في الولايات المتحدة والبلدان الاخرى لمجموعة الست (المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) محاورين حقيقيين».
وعبر عن امله في عقد اجتماع بين مسؤولين كبار من ايران والدول الست. وقال «من وجهة نظر الاسرة الدولية، القضية المركزية هي المسألة النووية. اذا كنا سنتحدث فسنعمل على مناقشة القضية النووية». وتابع «نأمل كما قلنا مطلع الاسبوع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان تختار ايران مشاركة الاسرة الدولية (العمل) ومعالجة مخاوفنا من البرنامج النووي».
من جانبها أعربت روسيا عن خيبة أملها إزاء المقترحات الايرانية، ونقلت وكالة الانباء الروسية «إنترفاكس» عن مسؤول في الحكومة الروسية لم تذكر الوكالة اسمه القول إن المقترحات الايرانية «لم تعط إجابات شافية للسؤال الاساسي للأسف».
في المقابل، قال وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي امس انه يعتقد ان المقترحات التي قدمتها ايران للقوى العالمية قد تمهد الطريق امام المفاوضات لكنه اوضح ان طهران لن تتنازل في نزاعها النووي مع الغرب.
وقال متكي في تصريحات بمؤتمر صحافي «لا يمكننا تقديم اي تنازل فيما يتعلق بالحق الاصيل للامة الايرانية».
على صعيد متصل أعلنت إيران امس ان رزمة المقترحات التي سلمتها الى سفراء دول مجموعة 5+1 حول ملفها النووي تأتي في إطار قبول طهران للدخول في الحوار وإقامة علاقات التعاون.
وقالت وكالة «مهر» للأنباء شبه الرسمية ان المقترحات استندت إلى ثلاثة محاور وهي: القضايا السياسية والأمنية والقضايا الدولية والقضايا الاقتصادية.
وتضمن محور القضايا الأمنية والسياسية «احترام الكرامة الإنسانية وثقافة الشعوب وحقوقها وتعزيز الاستقرار وإقامة السلام العادل وإشاعة الديموقراطية ودعم ازدهار الشعوب في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار والعسكرة والعنف والإرهاب»، ودعت إيران في مقترحاتها «الى منح الأولوية لمناطق في العالم هي بحاجة الى ذلك بما فيها الشرق الأوسط والبلقان وافريقيا وأميركا الجنوبية وشرق آسيا مؤكدة ان توفير الجهود والاتصالات لمساعدة الشعب الفلسطيني على تنفيذ خطة عادلة ومتوازنة تحقق له السلام الشامل والأمن الدائم وتمنحه حقوقه الأساسية سيكون مثالا جيدا على علاقات التعاون».
ودعت طهران ضمن المحور الثاني وهو محور القضايا الدولية الى إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وفعاليتهما «على أساس مبادئ الديموقراطية والعدالة» أما بنود المحور الثالث والمرتبط بالقضايا الاقتصادية فتمثلت الاقتراحات الإيرانية في «الطاقة وأمنها إنتاجا وتوريدا ونقلا واستهلاكا والاستثمار التجاري وبناء القدرات لتعزيز وتطوير رفاهية الشعوب والحد من الفقر وتضييق الفوارق الاجتماعية وجسر الهوة بين الشمال والجنوب وتحديد الأسباب الرئيسية وجذور الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ومنع وقوع أشكال أخرى من هذه الأزمة في الاقتصاد العالمي وتصميم آليات جديدة وعادلة ومحاربة الاقتصاد غير الشرعي والفساد الاقتصادي والاختلاس المالي والأنشطة الإجرامية المنظمة التي تضر بالأمن الاقتصادي».
الى ذلك يتوجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد غد المقبل إلى نيويورك، للمشاركة في الاجتماع الرابع والستين للجمعية العامة للامم المتحدة.