بيروت ـ محمد حرفوش
حرم العلامة السيد محمد حسين فضل الله أمس التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. وقال السيد فضل الله في خطبة الجمعة «اننا في يوم القدس وبموازاة الفتوى التي اطلقناها بتحريم التطبيع بكل أشكاله وأحواله مع العدو الصهيوني وبحرمة التفريط في أي شبر من فلسطين المحتلة نحرم شرعيا مطلقا التنازل عن حق العودة تحت أي ظرف من الظروف وأي اعتبار من الاعتبارات».
وأضاف ان حق العودة هو «الحق الإنساني والتاريخي والاسلامي والمسيحي والعربي الذي لا يمكن ان يسقط بتقدم الزمن أو ببلوغ اللعبة الدولية أقصى مجالاتها في المكر والخداع ودعم الاغتصاب».
كما لاحظ العلامة السيد محمد حسين فضل الله «ان الخارج عاد ليمسك بخيوط اللعبة الداخلية، وليدخل البلد في مسار الاصطفافات السياسية مجددا، ولتبدأ بعض رموز المشكلة بحياكة طائفية ومذهبية للأزمة السياسية، بما يعيدنا لخطوط التوتر السياسي المطلة على التوتر المذهبي الذي يُراد للبلد ان يسلك خطوطه الموازية للخطة المرسومة على مستوى المنطقة كلها.
وتابع «اننا نخشى من ان أصوات الانفعال الداخلية بالحدث السياسي المتواصل، والمتمثل بالأزمة الحكومية ومفاعيلها ليست أصواتا لبنانية خالصة، ويخشى ان تكون جولاتها جزءا من اللعبة الدولية والاقليمية التي لم تنته فصولا، والتي تتحرك فيها الأوراق المحلية لتنفيذ أو محاكاة بعض التطلعات الخارجية مع ما يحمله ذلك من رهانات قد تطل على مرحلة جديدة من مراحل التفتيت الداخلي الذي لن يكون لمصلحة فريق معين، ولن تنأى مشاكله ونتائجه السلبية عن الجميع.
وختم فضل الله بالقول اننا نقول للمتخاصمين بالعناوين المحلية الذين يحملون عبء النصائح الدولية والاقليمية واذا لم يكن لكم شغل إلا بمصالحكم وطموحاتكم الشخصية ومواقعكم الحزبية والسياسية والمذهبية اتقوا الله في الناس الذين اكتووا بنيران ازماتكم السياسية قبل ان تأكلكم نيران المصالح الدولية والاقليمية، وتأكل معكم البقية الباقية من استقرار داخلي اردتموه مؤقتا وقلقا وحصدتم نتائجه بمزيد من الاحتزازات وخيبات الأمل المتوالية.