بيروت ـ عمر حبنجر
توحد العالمان العربي والإسلامي على اعتبار أمس أول ايام عيد الفطر السعيد، وربما لأول مرة تتوحد المذاهب اللبنانية الإسلامية المتعددة حول أول أيام هذا العيد، ما ولد جوا من الالفة والارتياح افتقده اللبنانيون طويلا. والتلاقي لم يقتصر على شكلية التوحد حول أول أيام العيد إنما تناول خطب العيد ومضامينها التي اجمعت على الوحدة والتهدئة وضرورة تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، درءا للاخطار المحيطة بلبنان.
على ان ما عكر اجواء العيد، ورود معلومات لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني تؤكد احتمال استهداف مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بعملية تفجير انتحاري داخل مسجد محمد الأمين، اثناء صلاة العيد.
مصادر امنية لبنانية ابلغت «الأنباء» ان المعلومات التي توافرت اشارت الى ان التفجير المحتمل سيتم من خلال حزام ناسف، يحمله المندسين بين المصلين.
واستدراكا للأمر، تم عزل الطريق الممتد من منزل المفتي قباني في منطقة تلة الخياط، الى ساحة الشهداء، حيث مسجد محمد الأمين. ما اضطر المشاركين من وزراء ونواب وسفراء الى الترجل من سياراتهم في ساحة رياض الصلح والمتابعة الى المسجد الذي احيط بالدبابات وناقلات الجند التابعة للجيش والأمن الداخلي سيرا على الاقدام.
واستثني من هذا الاجراء رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني، فيما توصل بعض السفراء الى الوصول بسياراتهم للمسجد، من طريق آخر، وبينهم سفيرنا في بيروت عبدالعال القناعي.
وفي سياق أمني متصل حذر الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أحمد جبريل الحكومة اللبنانية من محاولة طرح سلاح منظمته على بساط البحث أو محاولة نزعه بالقوة. وقال في حديث لقناة العالم الإيرانية ان نزع سلاح الجبهة يشكل مطلبا اسرائيليا، زاعما ان هذا السلاح لا يشكل خطرا على لبنان ولا يستخدم في النزاعات الداخلية كما ان مواقع الجبهة لا تشكل منطلقا لأي عمليات ارهابية، نافيا أي علاقة للجبهة بالصواريخ التي اطلقت على شمالي إسرائيل. واتهم جهات خارجية بإثارة اشكالات داخل المخيمات.
في غضون ذلك برز تشاور لبناني فرنسي حول ملفات لبنان والمنطقة عبر الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس ميشال سليمان من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
كما ناقش سليمان هذه الملفات في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري حسني مبارك. رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة دعا من جهته الجميع إلى المساهمة في التهدئة الضرورية لإعادة انطلاق الاستشارات الحكومية.
وعلى صعيد التحرك الوساطي الموعود من جانب رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط على صعيد تشكيل الحكومة قال عضو اللقاء النائب نعمة طعمة ان جنبلاط سيبدأ تحركه بعد عطلة عيد الفطر، مشددا على ان جنبلاط لن يقبلها الا حكومة تضم كل اطياف المجتمع اللبناني.
وتوقع طعمة ان يكون افتتاح جامعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التقنية في 23 الجاري محطة لقمم عربية ثنائية او ثلاثية، وان لبنان سيكون حاضرا في هذا الحدث من خلال المودة التي تكنها المملكة للبنان، وايضا في سياق السعي السعودي والعربي لمساعدة لبنان واللبنانيين للخروج من ازمتهم.
ويذكر ان رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة سيمثل لبنان في حفل الافتتاح، بسبب ارتباط الرئيس ميشال سليمان بموعد افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في الوقت عينه.
وعليه فإن الأكثرية باتت تعتبر ان الازمة أبعد من مجرد أزمة حكومية وهي ستكون متواصلة على ايقاعات اقليمية وقد تنطوي على مخاطر اضطرابات.