عائدون من واشنطن حملوا معهم ملاحظتين معبرتين استقوهما من أوساط الخارجية عن علاقتها بلبنان:
ـ أولاهما كلام تداوله بعض مسؤولي الوزارة عن المساعد السابق لوزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديڤيد وولش، وقوله إن تسميته السفيرة ميشال سيسون في بيروت كانت «أكبر خطأ» ارتكبه في الإدارة السابقة، في إشارة إلى تقويمه وشكوكه في فاعلية دورها الذي تضطلع به مذاك.
ـ ثانيتهما المكملة للملاحظة الأولى أن خلــفه، المساعد الحالي لوزيرة الخارجية، جيفري فيلتمان، على اتصال دائـــم ومباشر بسياسيين لبنانيين في قوى 14 آذار، ممن أرسى معهم علاقـــات وطيدة إبان وجوده سفيرا (2004/2007).
وتبعا لتقرير أرسلته سيسون إلى الخارجية، رغم أن فيلتمان في واقع الأمر هو رئيسها، اشتكت مما وصفته تدخلا في عملها، بمكالماته الهاتفية مع هؤلاء السياسيين تارة، وبرسائله الإلكترونية والهاتفية لهم طورا.
وفي مضمون تذمرها اكتشافها لدى زيارتها لهم للتداول وإياهم في الوضع اللبناني تبعا للتعليمات الموجهة إليها، معرفتهم المسبقة والمباشرة من خلال فيلتمان بوجهة النظر الأميركية وفحوى التساؤلات التي تطلبها واشنطن من السفيرة، أو الاستيضاحات المتصلة بمسار الأحداث في لبنان.