واشنطن ـ أحمد عبدالله
للمرة الأولى منذ مغادرتها واشنطن دخلت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس الى الحلبة السياسية بتصريحات حادة اللهجة تحذر فيها من اتخاذ اي قرار بسحب القوات الاميركية من افغانستان.
وقالت رايس في تصريحات صحافية ان «المرة الاخيرة التي خرجنا فيها من افغانستان وتركنا باكستان تحولت تلك المنطقة الى الأرض التي انطلقت منها القاعدة لمهاجمتنا في 11 سبتمبر حيث دربت وسلحت عناصرها هناك كما وضعت الخطة واشرفت على تنفيذها هناك. ولذا فان مصلحتنا القومية ترتبط ارتباطا مباشرا بعدم ترك افغانستان مرة أخرى لتتحول الى ملاذ آمن للارهابيين».
واضافت «ان الامر بسيط. اذا كنا نريد هجوما آخر ضد الولايات المتحدة فان بوسعنا ان نترك افغانستان». وأقرت رايس بانها تعتبر الانتخابات الرئاسية الاخيرة في افغانستان «انتكاسة لاحتمالات تحسن الاوضاع هناك»، غير انها اضافت «ان الممارسات الديموقراطية الناشئة لا تكون كاملة ومثالية. في حالتنا مثلا لم تكن ديموقراطيتنا نموذجية ايضا في البداية». وضربت رايس مثلا على ذلك بتجربة اسرتها تحت قيود العبودية ثم التفرقة العنصرية قبل بدء حركة الحقوق المدنية.
وتأتي تصريحات رايس في وقت تم تعميم أوامر من وزارة الأمن الوطني الاميركية على سلطات الشرطة المحلية بتشديد اجراءات الامن في الملاعب الرياضية ودور السينما والملاهي والفنادق.
وقد جاء ذلك التعميم بعد نشر بيان لتنظيم القاعدة تحث فيه أعضاءها على توجيه «ضربات لأماكن الفساد» والمنشآت الاقتصادية الحيوية في الولايات المتحدة.
ومن شأن ذلك بالاضافة الى اعتقال حلقات ارهابية في مدينتي دينفر ونيويورك خلال الايام القليلة الماضية ان يمنح تصريحات رايس وقعا خاصا لدى الاميركيين.
وكان الرئيس باراك اوباما قد اعلن الاسبوع الماضي انه لن يوافق على ارسال المزيد من القوات الى افغانستان «في اللحظة الحالية» وقال انه يراجع جميع الخيارات المطروحة وان قرارا سيتخذ بهذا الشأن في الوقت المناسب. ودعت قيادة القوات الاميركية في افغانستان الى ارسال المزيد من القوات لوقف تدهور الموقف هناك. وذكرت تقارير اميركية ان القيادات العسكرية في افغانستان تطالب بارسال نحو 45 ألفا اضافيين ليتجاوز عدد القوات الاميركية هناك نحو 100 ألف جندي. غير ان الادارة تواجه معارضة قوية بداخلها وفي الكونغرس لأي توجه من شأنه ارسال المزيد من القوات.