نقلت وكالة أنباء إيرانية عن «مصدر مطلع» تأكيده امس تقارير أفادت بوجود محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم في الجمهورية الاسلامية وقال إنها تشبه المحطة الايرانية في نطنز.
ونقلت وكالة الطلبة للانباء عن مصدرها القول «التقارير التي ذكرتها بعض وكالات الانباء الاجنبية وأفادت بأن إيران أطلقت منشأتها الثانية للتخصيب صحيحة وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بهذا الامر»، وقال المصدر «مركز التخصيب الثاني يشبه المنشآت النووية في نطنز».
بدورها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ان ايران أبلغتها في رسالة انها تبني محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم وان عمليات التخصيب ستتم فقط للمستوى المطلوب لتوليد الكهرباء.
وقال مارك فدريكير المتحدث باسم الوكالة «فهمت الوكالة ايضا من ايران انها لم تدخل اي مواد نووية الى المنشأة»، واضاف «ردا على ذلك طلبت الوكالة من ايران تزويدها بمعلومات فورية والسماح لها بدخول المنشأة في أقرب وقت ممكن» حتى يتأكد المفتشون من استخدام المحطة لاغراض سلمية، وحتى الان لم تكن ايران تمتلك سوى منشأة واحدة عاملة لتخصيب اليورانيوم هي منشأة نطنز.
وقال فدريكير ان «الرسالة قالت ان مستوى التخصيب سيكون 5%» وهو مستوى منخفض للتخصيب وليس كافيا لدرجة تكفي لانتاج مواد انشطارية تستخدم في صنع قنبلة ذرية، ويستخدم اليورانيوم المنخفض التخصيب لانتاج وقود نووي.
أوباما
وجاء الرد الغربي فوريا ومشتركا اذ اتهم الرئيس الاميركي باراك أوباما إيران ببناء محطة وقود نووي سرية منذ سنوات وطالب بامتثال طهران للاحكام الدولية الخاصة بحظر الانتشار النووي.
وأعلن أوباما اتهامه لايران في ظهور مشترك له مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة لمجموعة العشرين في بيتسبرغ الامر الذي يضيف إلى حدة المواجهة مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
ووصف أوباما نشاطات إيران بأنها «تحد مباشر» لنظام حظر الانتشار النووي وقال إن الوقت قد حان لان تعمل إيران وفورا لاستعادة ثقة المجتمع الدولي.
وقال ان فرنسا والولايات المتحدة والمانيا تطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في موقع التخصيب الايراني الثاني، واضاف اوباما ان الموقع النووي الايراني الثاني الذي اخفته ايران سنوات «لا يتناسب» مع برنامج مدني في حين قال مسؤول كبير في الادارة الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته ان المنشأة النووية الايرانية السرية «حجمها مناسب» لانتاج كمية من اليورانيوم تكفي لصنع سلاح نووي.
براون
بدوره اتهم براون ايران بالخداع في برنامجها النووي وقال إن المجتمع الدولي مستعد لفرض المزيد من العقوبات المشددة عليها.واضاف ان المجتمع الدولي يجب أن يتخذ موقفا ضد ايران.
ساركوزي
كذلك اتهم ساركوزي ايران بدفع المجتمع الدولي إلى مسار خطير وتوعد بتشديد العقوبات ما لم يحدث الزعماء الايرانيون تغييرا جوهريا في السياسات بحلول ديسمبر.
الى ذلك رفضت ايران مزاعم لمسؤولين غربيين اكدوا فيها ان المنشأة النووية الايرانية الجديدة سرية اذ قال مسؤول ايراني رفيع لرويترز في الامم المتحدة ان اتهام بلاده ببناء محطة تخصيب ثانية لليورانيوم بشكل سري «غير صحيح».
وأضاف «لو كانت محطة سرية لما أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في غضون ذلك قال مسؤول أميركي كبير إن المحطة النووية الايرانية الجديدة ليس امامها سوى شهور قليلة لتركيب كل أجهزة الطرد المركزي وبدء التشغيل.
وقال مسؤول في البيت الابيض انه يعتقد ان المحطة الايرانية تحت الانشاء صممت ليكون بها 3000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.
سولانا
وكان الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا انتقد بتحفظ امس الاول عرض الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عقد اجتماع للخبراء النوويين الايرانيين والاجانب لازالة اي شكوك متصلة ببرنامج بلاده النووي.
وقال سولانا على هامش اجتماع للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط في الامم المتحدة »لا اعتبر ذلك عرضا».
واضاف ردا على اسئلة وكالة فرانس برس «نحن مستعدون للتحدث في كل شيء، على ان تتوافر لنا الضمانة بأن ليس لدى ايران برنامج (نووي) يؤدي الى شيء لا يتناسب مع معاهدة الحد من الانتشار النووي».
وقال الرئيس الايراني الاربعاء لوسائل اعلام اميركية انه يأمل في ان يلتقي خبراء نوويون ايرانيون مع نظرائهم من الاجانب ولاسيما الاميركيون منهم لازالة اي شكوك حول البرنامج النووي الايراني.
واضاف «انه اقتراح صلب جدا يشكل مناسبة جيدة للبدء» باقامة علاقات الثقة بين الولايات المتحدة وايران، موضحا ان الموضوع سيطرح للنقاش خلال استئناف المفاوضات مع القوى العظمى في الاول من اكتوبر في جنيڤ، وتشتبه القوى العظمى الغربية في ان ايران تسعى الى حيازة القنبلة الذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني، الا ان ايران تنفي هذه الشبهات.
نتنياهو
هذا ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الاول المجتمع الدولي الى منع «طغاة طهران» من امتلاك السلاح النووي، وذلك في كلمة القاها امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وقال نتنياهو ان «التهديد الاكبر الذي يواجهه العالم هو التحالف بين الاصولية الدينية واسلحة الدمار الشامل».
واضاف ان «التحدي الاكثر الحاحا امام هذه المنظمة (الامم المتحدة) هو منع طغاة طهران من امتلاك اسلحة نووية».