أسفر انفجار سيارتين ملغومتين في شمال غرب باكستان امس عن قتل 16 شخصا على الاقل واصابة 101 اخرين بجروح وهو دليل على أن المتشددين مازالوا يتمتعون بالقوة اللازمة لشن هجمات بالرغم من مقتل قائد كبير بحركة طالبان الشهر الماضي.
وألقى مهاجم انتحاري كان يجلس في سيارة ملغومة قنبلة يدوية على حشد من الناس في مدينة بيشاور المدينة الرئيسية في شمال غرب باكستان قبل أن يفجر حوالي 100 كيلوغرام من المتفجرات في السيارة.
وقال صاحب زادة أنيس وهو أكبر مسؤول باكستاني في المدينة لرويترز «قتل عشرة أشخاص وأصيب 71 شخصا بينهم 5 في حالة حرجة»، ووقع الانفجار في مكان لانتظار السيارات تابع لمبنى تجاري قريب من مستشفى عسكري.
وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون أجزاء من السيارة وحطام من المباني القريبة متناثرة على الطريق، وشوهد رجل كبير في السن يرتدي قميصا ملطخا بالدماء يساعد شابة جريحة على السير بعيدا عن موقع الانفجار، وذكرت الشرطة أنها احتجزت اثنين يشتبه فيهما في موقع الانفجار.
وجاء هجوم بيشاور بعد ساعات من قيام مهاجم انتحاري من حركة طالبان بصدم مركز للشرطة بشاحنته الملغومة في بلدة بانو بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وأصابة 30 شخصا معظمهم من رجال الشرطة.
وبانو بوابة لإقليم وزيرستان الشمالية وهي منطقة قبلية مضطربة على الحدود الأفغانية وملاذ رئيسي لمقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
واتصل قاري حسين أحد قادة حركة طالبان الذي يدرب المهاجمين الانتحاريين بـ«رويترز» هاتفيا لاعلان مسؤولية الحركة عن هجوم بانو.
وقال حسين بعد أن عرف نفسه بأنه كبير المتحدثين باسم حكيم الله محسود قائد حركة طالبان الباكستانية «تستغل الحكومة صمتنا، سنشن مزيدا من مثل هذه الهجمات وستكون أشد قوة بكثير».
وخفت هجمات المتشددين بعد مقتل القائد السابق لحركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود في هجوم صاروخي شنته طائرة أميركية بلا طيار في وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية في أغسطس الماضي.
وحققت القوات الباكستانية مكاسب كبيرة ضد المتشددين بعد أن أطلقت هجوما في وادي سوات بشمال غرب البلاد في أواخر إبريل والذي ساعد على تهدئة مخاوف دولية بشأن استقرار باكستان التي تتمتع بقدرة نووية بعد أن حقق المتشددون تقدما في اتجاه العاصمة إسلام أباد.
ولكن الحكومة ومسؤولين أمنيين يقولون إن المتشددين الموالين لتنظيم القاعدة ما زالوا يمثلون تهديدا خطيرا.
وقال ميان افتخار حسين وزير الإعلام في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي إن الهجومين استهدفا الثأر من الهجوم الذي تشنه الحكومة على المتشددين في سوات، وقال للصحافيين «لا يروعنا هؤلاء الناس وسنوسع عملياتنا حيثما يعمل هؤلاء الإرهابيون»
وندد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الموجود في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالهجومين، وقال «سيتم اجتثاث الإرهاب والتطرف من البلاد بمنتهى القوة».
من جهة اخرى، اجلت محكمة باكستانية امس لمدة اسبوع جلسة كان يتوقع ان يتم اثناءها توجيه الاتهام الى 7 اشخاص مشتبه في مشاركتهم في التحضير لاعتداءات مومباي في الهند في نوفمبر 2008 والتي اوقعت 166 قتيلا.
وبين هؤلاء السبعة العقل المدبر المفترض للاعتداءات زاكيور رحمن لاكفي وضرار شاه القيادي الكبير في مجموعة عسكر طيبة الاسلامية المحظورة في باكستان التي تنفذ بانتظام هجمات في كشمير الهندية.
وتتهم واشنطن ونيودلهي عسكر طيبة بانها خططت ونفذت تلك الهجمات المنسقة في مومباي بين 26 و29 نوفمبر 2008 التي زرع خلالها كومندوس من 10 مسلحين الموت في العاصمة الاقتصادية للهند مما اوقع 166 قتيلا واكثر من 300 جريح.
وكادت تلك الهجمات ان تؤدي الى اندلاع حرب رابعة بين الدولتين الجارتين والمتنازعتين في جنوب آسيا.
وكانت اسلام اباد اكدت قبل اسبوع توقيف سبعة اشخاص ووعدت باحالتهم امام محكمة متخصصة في قضايا الارهاب في روالبندي بضواحي اسلام اباد.
وقال شهباز رجبوت محامي اثنين من المشتبه بهم لوكالة فرانس برس «ان القاضي في عطلة اليوم وتم بالتالي تأجيل الجلسة الى الثالث من اكتوبر»، ولاتزال تجري في الهند محاكمة الناجي الوحيد من افراد الكومندوس العشرة الباكستاني اجمل كساب.