أكدت وزارة الداخلية الألمانية أنها تأخذ على محمل الجد شرائط الڤيديو التي تحمل تهديدات من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية بشن هجمات ضد ألمانيا.
وجاءت التهديدات قبيل الانتخابات البرلمانية الالمانية المقرر اجراؤها اليوم.وذكرت الوزارة أنه يتم حاليا تقييم شريط الڤيديو الذي ظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن منذرا الغرب بالهزيمة في أفغانستان.
وقال متحدث باسم الوزارة أمس الاول: «نقوم بعملنا بشكل دقيق وهادئ ، ولن ندع أنفسنا ننساق إلى حالة من التوتر».
كما أكدت الوزارة أن هناك شريط ڤيديو جديدا لحركة طالبان الأفغانية يحمل تهديدات لبرلين.
وقال المتحدث إن هناك محاولة من أجل «تجنيد أنصار جدد وتعميق الفكر المتطرف لدى أعضاء الحركة من خلال الشريط».
وأضاف أن هذا الشريط السابع من نوعه منذ الحادي عشر من الشهر الجاري سيؤخذ هو الآخر على محمل الجدي.وقال أحد رجال الأمن الألمان للموقع الإلكتروني «شبيجل أون لاين» إن الدوائر الأمنية الألمانية تعتبر هذا الشريط، الذي بثته طالبان أمس الاول ووفق تقييم أولي، أكثر التهديدات التي وجهت لألمانيا خلال هذه الفترة تحديدا ووضوحا».
وفي الوقت نفسه ذكر مركز «إنتل سنتر» الأميركي لتحليل رسائل الإنترنت أن بن لادن دعا الأوروبيين في الشريط إلى سحب القوات الأوروبية من أفغانستان. وأضاف المركز أن بن لادن خاطب الأوروبيين قائلا «إن عليهم أن يتعلموا من أخطاء الآخرين».
في غضون ذلك، دعا الرئيس الألماني هورست كولر مواطنيه إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وقال في تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية تنشر اليوم: «أعلم أن البعض غير راض عن الساسة والقرارات السياسية، فالساسة بشر مثل كل واحد منكم، لديهم نقاط قوة وضعف، لكن هذا ليس سببا لعدم الذهاب إلى الانتخابات».
وتحتدم المنافسة بين الأحزاب الألمانية، حيث أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب نسب الأصوات المتوقع أن تحصل عليها الائتلافات المحتملة.
وتأتي نتائج الاستطلاع مخالفة لتوقعات الأسابيع الماضية التي أظهرت تقدم المستشارة أنجيلا ميركل زعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي ومعها الحزب الديموقراطي الحر الذي تسعى المستشارة إلى تشكيل ائتلاف حكومي معه، ليصبح بحسب الاستطلاعات المعسكر الثاني الذي يضم الحزب الاشتراكي الديموقراطي (برئاسة وزير الخارجية شتاينماير) وحزب اليسار وحزب الخضر قريبا من تعديل كفة الميزان بالنظر إلى أن نسب الخطأ المسموح بها في استطلاعات الرأي تصل إلى 3%، بالزيادة أو النقصان.
وأظهر أحدث استطلاع لمعهد «فورسا» لقياس الرأي حصول تحالف ميركل المسيحي مع الحزب الديموقراطي الحر على نسبة 48% من أصوات الناخبين الألمان مقابل نسبة 47% لمعسكر الحزب الاشتراكي واليسار والخضر.في الوقت نفسه، أشار استطلاع للرأي أعدته القناة الثانية بالتلفزيون الألماني إلى تقدم تحالف ميركل المسيحي مع الحزب الديموقراطي الحر وحصولهما على نسبة 49% مقابل 46% للمعسكر الثاني الذي يضم الحزب الاشتراكي واليسار والخضر، فيما أظهر استطلاع معهد «ديماب» لقياس الرأي تفوق تحالف ميركل مع الحزب الديموقراطي الحر بنسبة 49% مقابل نسبة 47% للمعسكر الثاني.من المعروف أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم في الوقت الحالي التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، لكن تكرار هذا الائتلاف صار أمرا بعيد المنال بسبب الخلافات بين طرفي الائتلاف حول العديد من القضايا المهمة وفي مقدمتها سبل مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية وتمديد عمل مفاعلات الطاقة النووية.