- هيلاري تعول على الـ«لاتينو»: ترامب لن يفوز بالكذب
قبل ساعات قليلة من المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الاميركية السياسية المتمرسة الديموقراطية هيلاري كلينتون والقادم الجديد من عالم التسلية ومسابقات ملكات الجمال الجمهوري دونالد ترامب، أظهرت استطلاعات الرأي تنافسا حادا على المستوى الوطني وقالت شبكة «بلومبرغ» الأميركية ان كلا منهما حصل على 46% من أصوات الناخبين المحتملين.
وبالنظر الى استطلاع رويترز/إبسوس الذي أظهر أن نصف الناخبين الأمريكيين سيعتمدون على المناظرات لمساعدتهم في الاختيار.
وأن 61% يريدون مناظرات متحضرة ولا يهتمون بالحدة التي بدت أثناء الحملة الانتخابية، فإن ذلك يفسر ما ذهب اليه محللون بوصفها «مناظرة تاريخية»، لا بل اعتبروها «اهم مناظرة على وجه الارض».
وهي تتوج عاما ونصف العام من الحملات الانتخابية المحمومة للمرشحين ومن ورائهما الحزبان الديموقراطي بشعاره «الحمار الازرق» والجمهوري وشعاره «الفيل الاحمر»، رغم انها بين اثنين من اقل المرشحين الرئاسيين الاميركيين شعبية. وستشكل علامة فارقة في الاسابيع القليلة المتبقية من السباق نحو البيت الابيض.
وقبل دخولها الى المناظرة، غردت هيلاري على «تويتر» قائلة ان «ترامب لا يمكنه أن يفوز بالكذب» واطلقت حملتها شريطا مصورا يفند «أكاذيب» منافسها.
أما ترامب فقد رد مشيدا باستطلاع بلومبرغ الذي اشار الى تساوي المرشحين تقريبا على المستوى الوطني.
وبانتظار مآلات السباق الرئاسي ما بعد هذه المناظرة التاريخية، فقد توقعت دراسات أميركية، أن تلعب الأقلية المنحدرة من أصول أميركية لاتينية الـ«لاتينو»، دورا كبيرا في ترجيح كفة المرشحة الديموقراطية كلينتون، أمام منافسها ترامب.
وتشكل تلك الأقلية العنصر الأكبر بعد البيض (أكثر من 17%)، ويعد الـ«لاتينو» الأكثر شبابا بين شرائح المجتمع الأميركي، بنسبة تناهز 45%، بحسب دراسة نشرها مركز «بروكنغز» الأميركي منتصف سبتمبر الجاري، الأمر الذي دفع صحفا عالمية، أبرزها «الغارديان»، لوصف الأقلية الشابة بأنها تمثل مستقبل الولايات المتحدة.
في المقابل، تحدثت دراسة «بروكنغز»، عن انخفاض مستمر في نسبة الشباب لدى الأغلبية البيضاء، حيث لا تتعدى حاليا 27%، الأمر الذي سيحول تلك الأغلبية إلى أقلية، بحلول عام 2050، بينما يصبح مجموع الأقليات أغلبية، في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، فإنه من الممكن توقع أصوات الأميركيين البيض والسود بشكل كبير، حيث يميل السود والجيل الجديد من البيض إلى منح أصواتهم للديموقراطيين، أما الأجيال الأكبر من مواطني الولايات المتحدة البيض، فهم مخلصون للحزب الجمهوري.
ويثير انخفاض إقبال «اللاتينو» على التصويت في الاستحقاقات السابقة، تساؤلات حول إذا ما كانوا سيشاركون هذه المرة، متسببين بهزيمة المرشح الجمهوري، الذي لطالما أظهر عداء لهم ولغيرهم من الأقليات، أم أنهم سيحرجون «كلينتون» بعزوفهم عن التصويت من جديد.
يضاف إلى ذلك عاملان آخران مهمان، يزيدان من فرص لعب تلك الشريحة دورا مهما في الانتخبات المقبلة هما: الارتفاع الكبير في عدد الذين يحق لهم التصويت من «اللاتينو» منذ انتخابات عام 2012 مقارنة بالشرائح الأخرى، نظرا إلى ارتفاع نسبة الشباب لديها، ومنح الأصوات بشكل غير حاسم للحزب الديموقراطي، خلال الاستحقاقات الأخيرة، على العكس من السود الذين تتجاوز نسب أصواتهم الممنوحة للحزب الديموقراطي 90%.
وتنذر تلك العوامل بانقلاب في حسابات الحزب الجمهوري، فإذا تمكن الديموقراطيون من تحفيز «اللاتينو» على الإدلاء بأصواتهم، وتمكنوا من الاقتراب من فئة الشباب وتقديم وعود تتناسب واحتياجاتهم، فإن خطاب ترامب السلبي تجاه المهاجرين والاقليات كفيل بتوجيه كتلة كبيرة من الأصوات، غير المستقطبة، لصالح كلينتون، بحسب الدراسة.
فقد شكل «اللاتينو» عام 2004، ما نسبته 14% من الشعب الأميركي، أما البيض فشكلوا 68%، والسود 12%، ولكن نسبة البيض انخفضت إلى 63% في 2012، وحافظت الأقلية السمراء على نسبتها، 12%، أما «اللاتينو» فأصبحوا يشكلون 17%.
وبالمثل، فإن نسبة البيض الذين يحق لهم التصويت، انخفضت بين عامي 2004 و2012 من 75% إلى 71% من مجموع من يحق لهم التصويت في البلاد، بينما حافظ السود على نسبة 12% خلال الفترة ذاتها، أما «اللاتينو» فارتفعت نسبة من يحق لهم التصويت منهم من 8% إلى 11%، الأمر الذي يتوقع أن يرتفع بشكل أكبر بكثير في استحقاق 2016.
وعام 2012، كانت نسبة من لم يبلغوا الـ 18 من «اللاتينو» 34%، بحسب مركز الإحصاء الأميركي، إضافة إلى وجود 22% ممن لم يحصلوا في حينها على الجنسية الأميركية، الأمر الذي يعد بارتفاع كبير في نسبة من يحق لهم التصويت في انتخابات العام الحالي من «اللاتينو».
من جهة أخرى، لم تتجاوز معدلات مشاركة من يحق لهم التصويت من «اللاتينو» في الاستحقاقات السابقة 35%، في مقابل معدلات تفوق 60% لدى كل من السود والبيض.
ولم تكن أصوات «لاتينو» مستقطبة من قبل أي طرف كما في حالة أصوات السود، حيث شهدت تفرقا ملحوظا، مع ميول طفيفة لصالح الديموقراطيين، في انتخابات عامي 2000 و2004، إلا أنها أخذت تميل أكثر نحو الديموقراطيين في استحقاقي 2008 و2012، بواقع 68% و72% على الترتيب، الأمر الذي يعد بالمزيد في انتخابات 2016، بحسب دراسة مركز «بروكنغز».
وتبدي مراكز ومؤسسات بحثية أميركية اهتماما كبيرا في توقع نتائج الانتخابات الرئاسية، المزمع عقدها في 8 نوفمبر من العام الحالي، خصوصا مع اشتعال المنافسة.