طالب زعيم «التيار الصدري» في العراق، مقتدى الصدر، امس باستبعاد ميليشيات «الحشد الشعبي» من العملية العسكرية المرتقبة لتحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي، مطالبا بقصر المشاركة في العملية على القوات الرسمية.
وقال الصدر، في بيان صادر عن مكتبه، إن «قوات الحشد الشعبي غير رسمية، وأجد من الضرورة أن يكون المحرر للموصل هو الجيش والقوات الأمنية الرسمية فقط، إلا إذا صار الحشد ضمن مسمى رسمي».
وتعليقا على بيان الصدر، قال المتحدث باسم هيئة «الحشد الشعبي»، أحمد الأسدي، في تصريح لـ«الأناضول»، إن «الحشد اكتسب الصفة الرسمية عبر أمر أصدرته الحكومة خلال فبراير 2016 يؤكد على أنه قوة عسكرية مستقلة على غرار قوات مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «الحشد مضى على تأسيسه 3 أعوام، وتصدر باستمرار أوامر من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بهدف تطوير العمل المؤسساتي فيه».
وفيما يتعلق بدعوة بعض الأطراف العراقية إلى تقسيم محافظة نينوى إلى عدة محافظات لمنح الأقليات فيها حقوقهم، أضاف «الصدر» في بيانه: «هذا وإن كان راجعا لأهل المحافظة، إلا أني لا أنصح به».
وتعيش في نينوى، ومركزها الموصل (خاضعة لسيطرة «داعش» منذ 10 يونيو 2014)، مجموعات بشرية مختلفة الأعراق والديانات والمذاهب، منهم العرب والأكراد والسنة والشيعة والصابئة والإيزيديون والشبك والمسيحيون.
واشترط «الصدر»، لمشاركة «سرايا السلام» (ميليشيات تابعة للتيار الصدري) في معركة تحرير الموصل من «داعش»، طلب أهالي المدينة ذلك، وعدم تدخل القوات الأميركية في عملية التحرير، والتنسيق التام مع القوات الأمنية.
وذكر أنه «من الممكن أن تتولى سرايا السلام حفظ الأمن في محافظة الأنبار، لتذهب من فيها من القوات الرسمية للمشاركة في استعادة الموصل».
إلى ذلك، انسحبت وحدات من الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، امس من قرية «الزوية» بعد يومين من استعادة السيطرة عليها من «داعش» جنوب الشرقاط، شمال محافظة صلاح الدين، وسط تضارب الأنباء عن دوافع الانسحاب.
وقال القيادي في الحشد الشعبي، يزن مشعان الجبوري، إن «اشتباكات اندلعت امس مع داعش داخل القرية»، مبينا أن «الاشتباكات استمرت لوقت طويل، ولكن الجيش انسحب في نهاية المطاف».
وأضاف الجبوري أن عددا كبيرا من عناصر التنظيم الإرهابي سقطوا بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات، مبينا أن الأخير هاجم منطقة الزوية عبر نهر دجلة والجبل المحيطين بها، وحاول استهداف الطيران المحلق في المنطقة (لم يحدد تبعيته).
وتضاربت الأنباء حول دوافع انسحاب القوات الحكومية والميليشيا الموالية لها، إذ اعتبرت مصادر ميدانية (لم ترغب في الكشف عن هويتها) «أن الانسحاب وقع تحت وطأة الاشتباكات»، بينما اعتبرته مصادر أخرى «انسحابا تكتيكيا»، بينما لم يصدر عن الجهات الرسمية بيانات رسمية بهذا الخصوص.