لم تكد دول «5 + 1» وطهران تنهي الاجتماع المخصص لتباحث البرنامج النووي الايراني في جنيڤ حتى انهالت التصريحات والمبادرات في خطوة من شأنها التماس ايجابية حدثت بعكس الاجواء التي سادت قبل الاجتماع.
فعلى الصعيد السياسي وبعد اعلان وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي امس في نيويورك ان محادثات جنيڤ جرت في اجواء «بناءة»، اكد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان ايران تعتزم التعاون بصورة كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش للمنشأة الجديدة.
وبين هذا التصريح وذاك اعلن التلفزيون الحكومي الايراني، نقلا عن مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات الجارية في جنيڤ، ان الجانبين اتفقا على اجراء مزيد من المحادثات قبل نهاية الشهر الجاري. وعلى صعيد المبادرات المتسارعة للسير مع الاجواء الايجابية السائدة وبعد تأكيد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان بلاده اقرب الى تأييد اقتراح ايران ان يخصب طرف آخر اليورانيوم لتغذية المفاعل النووي المخصص للابحاث في طهران، اعلنت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء نقلا عن مسؤول روسي طلب عدم كشف اسمه ان روسيا مستعدة لتخصيب اليورانيوم اللازم لتشغيل مفاعل نووي ايراني للابحاث لتفادي قيام ايران بذلك.
ونقلت الوكالة عن هذا المصدر القريب من الملف النووي الايراني قوله ان «روسيا تؤيد هذه الفكرة. وفي حال توجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الينا، فنحن مستعدون لتلقي هذا اليورانيوم لزيادة تخصيبه».
لكن الاجواء التفاؤلية التي سادت اللقاء وما بعده لم تمنع الاميركيين من الاشادة «بحذر»، فقد وصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ما جرى في جنيڤ بـ «اليوم البناء»، مضيفة في المقابل انها رغم ذلك لاتزال تنتظر «افعالا ملموسة». مؤكدة ان الولايات المتحدة حثت إيران خلال المحادثات في جنيڤ امس على اتخاذ «خطوات ملموسة وعملية» لتظهر أن برنامجها النووي ليس مخصصا لصناعة أسلحة نووية. بدوره، قال كبير المفاوضين النوويين في إيران سعيد جليلي امس إن بلاده لن تتخلى عن حقها في التكنولوجيا النووية حتى مع وفائها بالتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي. وأضاف جليلي في مؤتمر صحافي «نحن ملتزمون بتعهداتنا في إطار معاهدة منع الانتشار النووي، وفي الوقت نفسه سنمضي قدما ونتمسك بحقوقنا النووية في إطار المعاهدة». وذكرت وكالة الانباء الايرانية في وقت سابق امس ان وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي بحث امس الاول مسألة البرنامج النووي الايراني مع اثنين من البرلمانيين الاميركيين خلال زيارة لواشنطن، وقالت الوكالة ان الاجتماع مع عضوين في اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية تناول خصوصا «الموقع النووي الجديد قرب قم» في وسط طهران.
واكد متكي للبرلمانيين اللذين لم يكشف اسمهما ان طهران «لن تتخلى عن حقها» في امتلاك التكنولوجيا النووية مشددا على ان ايران «لا تنوي الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي»، مشيرا الى ان «ايران تعاونت على الدوام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انها مستعدة للسماح بدخول مفتشين» الموقع.