- رؤساء بلديات لوس أنجيليس وشيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا يرفضون خطط ترامب بشأن الهجرة
واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
نفى الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب معلومات نشرها عدد من وسائل الاعلام مفادها ان مشاوراته الجارية بسرية تامة لرسم معالم ادارته تدور «وسط الفوضى» وتشهد «مواجهات حادة».
وغرد ترامب مساء امس الاول قائلا «اختيار حكومتي ومناصب اخرى يتم بتنظيم كبير. انا وحدي اعرف من يشارك في النهائي!».
واختار ترامب التواصل عبر الشبكات الاجتماعية لنفي معلومات نشرتها شبكة «سي ان ان» ومفادها ان المشاورات «تشهد مواجهات حادة»، بينما ذهبت صحيفة «نيويورك تايمز» الى حد التأكيد على انها تجري «وسط الفوضى» نقلا عن مصادر رفضت الكشف عن اسمها.
وفي مؤشر الى صعوبة المشاورات، غادر نائب الرئيس المنتخب مايك بنس برج ترامب في مانهاتن من دون الاعلان عن اي قرار يتعلق بمناصب استراتيجية، فيما عاد تداول اسم رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني لمنصب الخارجية هذه المرة.
ويبدو ترامب في حيرة بين الوفاء بالوعد الذي قطعه اثناء الحملة بشأن زعزعة الطبقة التقليدية في واشنطن والحاجة الى الاستناد الى فريق محترفين يتمتعون بشبكة علاقات في الكونغرس.
ينعكس ذلك في اعلان خياره تعيين رئيس الحزب الجمهوري راينس بريبوس في كبير موظفي البيت الابيض والاعلامي اليميني المتشدد ستيف بانون مستشارا كبيرا.
وأثار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موجة من القلق في صفوف المعنيين بشؤون الامن القومي للولايات المتحدة، باستبعاد المرشح لادارة وكالة المخابرات المركزية «سي.آي.أيه»عضو الكونغرس مايك رودجرز من الموقع لاسباب غير مفهومة بعد ان رشحه عدد من قيادات الحزب الجمهوري بسبب اتزانه في تناول قضايا الامن القومي.
واعلن رودجر رحيله من فريق ترامب الانتقالي، مؤكدا ان عمله ارسى «اسسا متينة» لمواجهة «التحديات المعقدة» امام الولايات المتحدة.
وترأس رودجرز من قبل لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وتمكن من ادخال تعديلات مهمة خلال عمله في ذلك الموقع على طريقة أداء الأجهزة الأميركية مما اكسبه أيضا احترام قياداتها.
كما تسرب القلق إلى الاوساط الأميركية، بعدما قصقص الرئيس المنتخب اجنحة حاكم ولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي قدم دعما مبكرا له حين ابعده عن موقع صياغة الإدارة الجديدة ووضع في موقعه نائب الرئيس المنتخب مايك بنس.
والفارق بين كريستي وبنس ان الأول براغماتي وواقعي من حيث نظرته السياسية اما نائب الرئيس فإنه يتسم بميول أيديولوجية جامدة.
كما توالت الاتهامات ضد فريق ترامب المكلف باختيار الأسماء الأساسية في مواقع الامن القومي بان أعضاء الفريق يتعالون على من عملوا طويلا في تلك المؤسسات بصرف النظر عن تاريخهم وانهم يعاملونهم باعتبارهم طالبي وظائف ثانوية وليس من منظور الامن القومي للولايات المتحدة.
واظهرت قيادات جمهورية تململها من خيارات ترامب المبكرة بصورة علنية.
فقد شن السيناتور جون ماكين حملة شعواء على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهما إياه بالعدوانية واستفزاز العالم.
ورفض السيناتور الجمهوري دعوة ترامب لإعادة بناء العلاقات الروسية ـ الأميركية.
وجاءت تصريحات ماكين في اعقاب اتصال هاتفي بين ترامب وبوتين وصفه مساعدة الرئيس الأميركي المنتخب بانه كان اتصالا وديا وبناء.
وقال المعلقون الاميركيون ان التوقعات بان يتبع ترامب سياسة عملية معتدلة نسبيا فور فوزه وان يتخلى عن اللهجة الشعبوية التي وصمت خطابه الانتخابي ليتبنى سياسات واقعية قد تبددت تماما وانه يبدو الآن وقد سقط اسير نائبه بنس اليميني الأيديولوجي وانه سيختار اركان ادارته عبر بنس وطبقا لميول الاخير وليس وفقا لأي روح عملية مفترضة.
وفي سياق متصل، قال كريس كوباش الذي تشير تقارير إعلامية إلى أنه عضو رئيسي في إدارة ترامب الانتقالية حيث يقود جهودا مناهضة للمهاجرين، إن الإدارة الأميركية الجديدة بإمكانها السير على عجل في بناء جدار فاصل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دون الحصول على موافقة مباشرة من الكونغرس.
وأضاف كوباش في مقابلة ان المستشارين السياسيين لترامب ناقشوا صياغة مقترح يقدم إلى الرئيس المنتخب بشأن إعادة العمل بقواعد تسجيل بيانات للمهاجرين القادمين من دول إسلامية.
وأشار إلى أن مستشاري شؤون الهجرة يبحثون كذلك في كيفية تحرك وزارة الأمن الداخلي بسرعة فيما يتعلق ببناء الجدار الحدودي دون موافقة الكونغرس وذلك من خلال إعادة تخصيص موارد مالية موجودة بالفعل في الموازنة الحالية.
من جهة اخرى، اعلن رؤساء بلديات 4 مدن أميركية مهمة، هي: لوس أنجليس وشيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا، العصيان على ترامب، وعدم التعاون معه بمخططه المستهدف المهاجرين غير الشرعيين بطرد جماعي بدءا من أول يوم له في البيت الأبيض، وانضم إلى هؤلاء قائد شرطة لوس أنجيليس شارلي بيك بإعلانه الوقوف مع رفضهم بأن تفرض عليهم سياسات «اتحادية» بشأن الهجرة.
كما تظاهر مئات التلامذة الثانويين في نيويورك وواشنطن احتجاجا على انتخاب ترامب رئيسا امام البرج الذي يحمل اسمه في مانهاتن.
واطلق التلامذة تحت المطر في نيويورك هتافات من نوع «لا للعنصريين، لا للفاشيين» و«اصرخوا بقوة نحن نرحب باللاجئين».