Note: English translation is not 100% accurate
مريم البسام تروي قصة المقابلة مع السيد نصرالله
الخميس
2006/8/31
المصدر : الانباء
نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مديرة تحرير الأخبار في التلفزيون الجديد «ntv» مريم البسام تفاصيل لقائها مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
«كان حذاؤه أول ما نظرت إليه عندما رأيته»، تقول البسام، التي حظيت بالمقابلة الأولى للسيد حسن نصرالله بعد إعلان إسرائيل وقف أعمالها الحربية ضد لبنان.
حذاؤه، لأن معظم الكلام الذي نقلته المحطة عن أهل القرى والنساء بشكل خاص، كان: فدا غبرة «صبّاط» السيد. إلى هذا الصبّاط (الحذاء) تحديداً، نظرت.
وفي اليوم الذي سبق لقاءها بالسيد حسن، نشب بين مريم وبين أحد الاخوان في الحزب نقاش حاد حول عموميات العمل الإعلامي. في يوم تصوير المقابلة، اي السبت الماضي، اتصل بها الأخ ذاته وطلب استكمال النقاش.
قالت له: خرجت للتو من عملية جراحية في ضرسي، وانا متوجهة الى مبنى التلفزيون.
لاقيني هناك لنكمل الشجار، واطمئن: لن أتمكن من الصراخ.
وبالفعل، جاء الى مكتبها يرافقه شاب آخر، لكن حديثاً مختلفاً بدأ: كان عندكم حظ تاخدو مقابلة من السيد بالحرب.
قلت له: لا تذكرني، بركي بتظبط شي نهار.
فقال: شو رأيك اذا بتظبط هلق؟ ظننت انه يمزح، فأجبته: بلا سماجة! قال: الآن، إمشي معي.
في اللحظة ذاتها، سحب الشاب الآخر هاتف مريم الخلوي من فوق مكتبها. طالباً منها ألا تخبر أحداً: قلت له: أريد أن أمر بالبيت كي أحضر حجاباً: وأنا أرتدي تنورة، يجب ان أغير ملابسي. قال لي: آخذك الى البيت، لكن أرجوك، لا تخبري أحدا هناك بالمقابلة. شعرت حينها بأني وصية على أمانة.
وعدته بأني لن أتكلم. وبيتي ملآن بالأهل، وأمي واخوتي من النوع الذي يحب الكلام، يفتحون آذانهم ويبحثون عن تبرير لعودتي الى المنزل في مثل هذا الوقت.
تحججت بأني اتحضر لاستكمال عملية ضرسي: طب ليه عم تغيري تيابك؟ وليه بدك «إيشارب»؟ على فكرة، كان حجاب مريم مُحكماً حول الرأس، مع انه استثنائي، لأن: عندي عقدة من النسوان لما يعملوا مقابلات كيف بينزلوا إيشارباتهن هني وعم يحكوا، وبيتلبكوا فيهن. فسألت المحجبات في عائلتي عن أسلوب لف الحجاب الأمثل.
واكتشفت ان السر في الدبوس، يمكنه ان يشبكه مدى الحياة. جرى هذا كله في بحر سبع دقائق، إذ كان مندوبا الحزب بانتظارها في السيارة. نزلت لملاقتهما بسرعة، والحجاب بيدها، واتجهت بها السيارة الى جهة ما: نزلنا تحت الأرض، بدلنا السيارة، أصبح الزجاج مموهاً بالأسود، وفقدت حينها اتجاه السير. أصلاً، بهيداك الوقت، ما عدت فكر وين رايحة.
أنا رايحة قابل السيد، ضروري اعرف وين قاعد السيد يعني؟! شو خصني أعرف؟ وصلت مريم الى شقة مريحة، مكان وصفته بالمحترم، فيه من قدم لها الشاي والقهوة.
دخل رجل الى الغرفة، فنظرت إليه من اسفل الى اعلى، ثم اكتشفت هويته: لم أكن اتوقع رؤيته هنا، ظننت انهم أتوا بي الى هذه الشقة كي أحضر نفسي، قبل ان يأخذوني اليه عبر الدهاليز. خفت عليه.
قلت له متفاجئة: انت هنا؟ أجابني: إيه، وين بدي كون؟ قلت: مشغول بالي عليك! قال لي: سأسجل المقابلة هنا ولن أعود، لا تقلقي. ثم أكمل: اقعدي ارتاحي.
بسرعة، ومن دون تركيز، انصرفت لوضع مساحيق التجميل الخاصة بالتصوير التلفزيوني على وجهها. من السيد حسن، تناولت قلماً لتكتب. فلقد أتوا بها إليه مجرّدة من كامل عدّتها. رجال الحزب صوروا المقابلة، وأعطوها الشرائط قبل ان ترحل.
حان موعد إحكام الحجاب. قالت له: لا تؤاخذني، بس بدي ضبّط الإيشارب ومش عارفة كيف. فأجابني: إشبكي الدبوس من هنا.. دلّني. في حضوره، كادت مريم تفقد تركيزها.
كان المكيف مطفأ حتى لا يُسمع صوت هديره في التسجيل، وعندما كان السيد يرفع النظارة كي يمسح عرقه، كانت تتأمل عينيه.
بدتا لها أصغر من حجمهما من خلف النظارات: صرت مشدودة بين أن أنظر إليه وأتأمل تكاوينه، فهو السيد، محور العالم كله.. وبين اني اريد ان أحدثه، كيفك، كيف صحتك. ضاع مني الكلام، فحاول تشجيعي: شو محضّرة؟ قلت له: ولا شي، بتعرف الظروف اللي جيت فيها.
قال لي: ما يهمك، اسألي كل ما يخطر على بالك، ولن يُقتطع أي شيء من المقابلة، طلّعي كل الهواجس اللي عندك، وكل الهواجس اللي حاسة إنو اللبنانيين بدن يعرفوا عنها شي. كيفك، كيف الصحة، صحتك منيحة..
يتبع...
اقرأ أيضاً