على الرغم من القلق الذي انتاب أوروبا إثر استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي غداة هزيمته في الاستفتاء على إصلاحات دستورية تقدم بها، ما يدشن مرحلة غموض في بلده في غياب بديل واضح، أبدت القارة العجوز ارتياحا كبيرا لفوز مرشح حزب الخضر بالانتخابات الرئاسية في النمسا وإقصائه مرشح اليمين المتطرف.
ففي إيطاليا، قال رئيس الوزراء ماتيو رينزي بعد رفض إصلاحاته في الاستفتاء بنسبة 59.11% ان «تجربتي كرئيس للحكومة تتوقف هنا»، مضيفا «خسرت وأتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك».
وبعد ترؤسه اجتماعا أخيرا لمجلس الوزراء، توجه رينزي الى القصر الرئاسي حيث قدم استقالته رسميا لرئيس الدولة سيرجيو ماتاريلا.
وقد طالبت حركة «رابطة الشمال» وحزب خمس نجوم الشعبويان، امس، بإجراء انتخابات «في اسرع وقت ممكن».
وعلى صعيد ردود الأفعال الأوروبية، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن قلقه إزاء نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في إيطاليا.
وقال شتاينماير خلال زيارته لليونان إنه على الرغم من أن نتائج هذا الاستفتاء ليست نهاية العالم إلا انها ليست تطورا إيجابيا على صعيد الأوضاع الحالية في أوروبا.
وأضاف «حكومة رينزي كانت تتحرك في الاتجاه الصحيح»، معربا عن أمل بلاده في أن تستمر الحكومة الإيطالية الجديدة في السير على نفس الطريق.
ومقابل هذا القلق الاوروبي على مستقبل ايطاليا، تلقت القارة العجوز بارتياح خبر فوز هزيمة مرشح اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية في النمسا لصالح فوز مرشح حزب الخضر.
وقال مرشح حزب «الخضر» ألكسندر فان دير بلن، إن فوزه بمنزلة «مؤشر إيجابي» للقارة الأوروبية.
وأكد دير بلن، خلال مؤتمر صحافي عقده بقصر هوفبورغ (مقر رئيس الجمهورية) بفيينا، أن مواقفه ستكون مؤيدة للاتحاد الأوروبي، وتعهد بأن يكون رئيسا لكل النمساويين، وسيحتضن الجميع دون تمييز.
وهنأ رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، دير بلن، بالفوز في رسالة تمنى له فيها النجاح بمنصبه الجديد.
وجاء في رسالة تاسك: «في الوقت الذي نواجه فيه اختبارا صعبا، فإن إيجاد النمسا الحلول المشتركة لأوروبا، واستمرارها في المساهمة البناءة الرامية لحماية الاتحاد يعد أمرا أساسيا».