واشنطن - أحمد عبدالله ووكالات
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن وكالة المخابرات المركزية (سي آي ايه)، كشفت عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية، لصالح المرشح الجمهوري الفائز «دونالد ترامب».
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، استنادا إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الأميركية، فإن نتائج تحقيقات المخابرات المركزية كشفت تدخلا روسيا في انتخابات 8 نوفمبر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن عددا من مسؤولي الحكومة الروسية حصلوا على معلومات سرية للحزب الديموقراطي الأميركي عبر هجوم إلكتروني، وسلموها لموقع «ويكيليكس».
وأكد تقرير الصحيفة أن الاستخبارات الأميركية تمكنت فيما بعد من خلال تحقيقاتها، من التعرف على هوية المسؤولين الروس، الذين حصلوا على المعلومات السرية.
وأوضح أن 17 مؤسسة استخباراتية في الولايات المتحدة، ساهمت في التحقيقات المذكورة، وأن وكالة المخابرات المركزية قدمت تقريرا عن نتائجها لأعضاء مجلس الشيوخ.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن التقرير لم يتضمن معلومات عما إذا كان أحد المسؤولين في الكرملين الروسي قد أعطى تعليمات مباشرة لتنفيذ العملية المذكورة.
ووفقا لتقرير الصحيفة الأميركية، فإن خبراء وكالة المخابرات يعتقدون أن مسؤولي الحكومة الروسية وقفوا على بعد خطوة من العملية.
من جهة أخرى، ادعت تقارير إعلامية أميركية أن قراصنة حواسيب روس اخترقوا قاعدة بيانات الحزب الجمهوري الأميركي، لكنهم لم يستخدموا المعلومات التي حصلوا عليها.
من جانبه، طالب الرئيس الأميركي «باراك أوباما»، أجهزة بلاده الاستخبارية بإجراء «مراجعة شاملة لقرصنة روسيا» الإلكترونية على الانتخابات التي شهدتها الولايات المتحدة في 8 نوفمبر المنصرم.
وقالت مستشارة أوباما للأمن القومي ليزا موناكو في حفل فطور نظمته مجموعة «ذا كريستيان ساينس مونيتور» ان من الضروري «فهم معنى (تلك الاختراقات) وتفاصيلها واستخلاص العبر وتعميمها»، مشيرة الى أن اوباما ينتظر تقريرا بهذا الشأن قبل مغادرة منصبه في 20 يناير وتولي دونالد ترامب الرئاسة.
إلى ذلك، سحب عمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني اسمه من قائمة الراغبين في تولي موقع وزير الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة وسط تكهنات متضاربة حول من يمكن ان يشغل ذلك الموقع الحساس في مجال صياغة مقاربات الولايات المتحدة للقضايا الدولية الملحة؟ وتسرب عن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب نبأ سحب جولياني لاسمه «بناء على طلبه» دون اعلان ذلك منذ 29 نوفمبر الماضي.
الا ان الأرجح هو ان ترامب ابلغ جولياني انه لن يختاره للموقع وان من الأفضل للعمدة الأسبق ان يسحب اسمه طوعا.
ورافق ذلك اصدار مكتب ترامب لبيان أشاد فيه بدور جولياني في توجيه النصح لترامب اثناء الحملة واعلن رغبة الرئيس المقبل في ان يظل معتمدا على نصائح العمدة الأسبق في المستقبل.
وتتضمن قائمة المرشحين للموقع الآن كلا من ميت رومني المرشح الرئاسي الأسبق في سباق 2012 ومدير شركة اكسون موبيل البترولية ريكس تيلرسون والجنرال المتقاعد جيمس ستافريدس وعضو مجلس الشيوخ بوب كوركر ومدير شركة فورد آلان مولالي.
ولوحظ استبعاد اسم الجنرال ديفيد بيتريوس من القائمة.
وترجح الاقوال الرائجة في العاصمة الأميركية ان بيتريوس اسقط من القائمة بعد ان اعلن مرارا رغبته في شغل الموقع وذلك لسببين.
السبب الأول هو ما سيقدم لأجهزة الاعلام باعتباره حجة قوية تبرر استبعاد بيتريوس وهو كونه اتهم وادين في واقعة الاستهانة بوثائق سرية وتسريب اسرار لسيدة ربطته بها علاقة غير شرعية.
وسيقدم ذلك كدليل على ان ترامب لا يتسامح في الجرائم المتعلقة بالتفريط في امن البلاد.
ام السبب الثاني هو السبب الحقيقي للاستبعاد فيرجع الى ان كلا من الجنرال مايك فلين المستشار العسكري الأقرب لترامب والمعين مستشارا مقبلا للامن القومي والجنرال جيمس ماتيس المختار كوزير مقبل للدفاع لا يكنان احتراما كبيرا لبيتريوس اذ ان ينظران اليه باعتباره مستعدا لتقديم تنازلات للسلطة السياسية بصرف النظر عن سياساتها كما فعل مع الرئيس باراك أوباما.
وكان أوباما قد اختار بيتريوس مديرا للمخابرات المركزية فيما انهى خدمة كل من فيلن وماتيس قبل انتهاء فترتيهما الرسمية بالبزة العسكرية.
وكان توقع اختيار رومني قد اثار غضب الجناح اليميني في معسكر ترامب الا ان ترامب يبدو متمسكا بعد استبعاد المرشح الرئاسي الأسبق الذي يمكن حقا ان يظفر بالموقع.
وفي كل الأحوال فان الثلاثة الذين تنحصر فيهم خيارات وزير الخارجية المقبل هما رومني وتيلرسون وكوركر.