- الرئيس المنتخب اعتبر أن الناتو عفا عليه الزمن
في كل مرة يلقي فيها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خطابا أو يصرح أو يغرد على «تويتر»، يثير موجة عارمة من الانتقادات المترافقة مع قلق غير مسبوق على مستقبل العلاقات الدولية في عهده.
وقبل ايام قليلة من توليه منصبه، أطلق ترامب سهامه في كل اتجاه، وضد الحلفاء التقليديين لأميركا قبل اعدائها.
فقد أعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن «قلق» حلف شمال الاطلسي «الناتو» حيال تصريحات الرئيس الاميركي الجديد التي اعتبر فيها أن الحلف «تخطاه الزمن».
وقال شتاينماير عقب لقاء مع الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ وقبل اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل ان الناتو «تلقى بقلق تصريحات الرئيس المنتخب ترامب الذي يرى أن الحلف الأطلسي تخطاه الزمن».
وتابع «سنرى ما سيكون تأثير (التصريحات) على السياسة الأميركية» مع تنصيب ترامب رسميا الجمعة.
تصريحات ترامب التي اثارت الذعر في اكثر من مكان، ادلى بها في مقابلتين مع صحيفتي «بيلد» الألمانية و«تايمز» البريطانية نشرتا أمس.
وتخطى ترامب الخلاف مع خصومه، ليخالف بتصريحاته حتى فريقه الرئاسي حيث، قال شتاينماير ان هذا الموقف يتعارض مع ما قاله جيمس ماتيس وزير الدفاع الذي اختاره ترامب بنفسه قبل ايام قليلة فقط، حيث اعتبر أن الحلف يعد «حيويا» لأميركا.
وحتى الاتحاد الاوروبي لم ينج من هجوم ترامب، حيث اشاد بقرار بريطانيا الخروج منه مؤكدا ان دولا اخرى ستحذو حذوها.
وردا على ذلك اعتبر نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابريال أن على أوروبا ابداء «الثقة» في مواجهة هذه الانتقادات الشديدة.
واضاف غبريال، وهو ايضا وزير الاقتصاد لنفس الصحيفة الالمانية «اعتقد أن علينا نحن الأوروبيين ألا نستسلم لاحباط شديد»، مضيفا «لا أقلل من أهمية ما يقوله ترامب، ولاسيما بشان الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن إبداء القليل من الثقة سيعود علينا بالفائدة في مثل هذا الوضع».
كما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان «أفضل رد» من الأوروبيين على تصريحات ترامب هو إظهار «وحدتهم».
وبخصوص الاتفاق النووي مع ايران والذي اعتبره ترامب، من أسوأ الاتفاقات التي يمكن التوصل اليها و«من أكثرها حماقة»، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بروكسل ان الاتحاد سيلتزم بالاتفاق معتبرة أنه «في غاية الأهمية» وخصوصا لامن القارة.
وكما في معسكر الأصدقاء، اثارت تصريحات ترامب الجديدة بلبلة في صفوف الخصوم، اذ اعتبر الكرملين انه من السابق لأوانه الرد على عرضه بإبرام اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخفض الأسلحة النووية مقابل إنهاء العقوبات الأميركية المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن موسكو ستنتظر حتى يبدأ ترامب ولايته قبل أن تعلق على أي اتفاقيات مقترحة.
كذلك، أبدى برلمانيون روس ردود فعل متباينة على الاقتراح.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الأعلى بالبرلمان قوله إن إلغاء العقوبات ليس هدفا في حد ذاته ولا يستحق تقديم تنازلات أمنية.
لكن الوكالة نقلت عن عضو آخر بالمجلس الأعلى بالبرلمان هو أولج موروزوف قوله إن موسكو ستكون مستعدة لبحث مسألة خفض السلاح النووي وهو ما قال إنه أمر تريده روسيا نفسها.