استحكمت الأزمة السياسية في غامبيا أمس، على نحو دعا الولايات المتحدة إلى التحذير من انزلاق البلاد إلى الفوضى، وذلك بعدما صوت البرلمان على تمديد فترة ولاية الرئيس يحيى جامع لمدة 3 أشهر إضافية، والذي تنتهي ولايته اليوم.
ويأتي ذلك عقب يوم واحد من إعلان جامع حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوما، قبيل موعد تسليم السلطة إلى زعيم المعارضة أداما بارو، الذي فاز في الانتخابات الشهر الماضي.
وتحدثت تقارير اعلامية عن اصدار جامع اوامر باعتقال زعماء المعارضة في البلاد.
وقال تقرير للتلفزيون الرسمي، إن الفترة الإضافية تدخل حيز التنفيذ فورا.
واعرب جامع في كلمة ألقاها امس الاول عن الاسف «للاجواء العدائية غير المبررة التي تهدد السلام والاستقرار في البلاد»، وامر جامع قوات الامن الغامبية بالعمل على حفظ الامن في البلاد، متحدثا عن «مستوى كبير جدا من التدخل الخارجي لا سابق له» في العملية الانتخابية في غامبيا.
ويؤكد جامع انه سيبقى في منصبه حتى ينظر القضاء في نتيجة الانتخابات.
وبحسب الدستور يحق للرئيس اعلان حالة الطوارئ لمدة اقصاها سبعة ايام يمكن ان تمدد حتى تسعين يوما في حال وافقت عليها الجمعية الوطنية.
وكان زعيم المعارضة أداما بارو توعد، في وقت سابق، أن يؤدي اليمين الدستورية في 19 يناير الجاري، بدعم من المجتمع الدولي.
ويرفض جامع التنحي وتسليم السلطة لبارو رغم الضغوطات الدولية والتهديدات بالتدخل العسكري من قبل دول غرب أفريقيا.
وتصاعد التوتر السياسي في غامبيا بعد رفض الرئيس جامع الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية، التي أجريت الشهر الماضي، وفاز فيها زعيم المعارضة أداما بارو.
ويعارض المجتمع الدولي بشدة موقف الرئيس جامع، حيث اعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا انها قد تتدخل عسكريا لفرض تنصيب الرئيس المنتخب بارو.
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة من انزلاق غامبيا الى «الفوضى»، مطالبة الرئيس جامع المنتهية ولايته بتسليم السلطة لخلفه الرئيس المنتخب الموجود في السنغال.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ردا على سؤال عن موقف واشنطن من اعلان جامع حالة الطوارئ في البلاد: ان «الرئيس جامع يفوت فرصة احترام كلمة الشعب الغامبي وفرصة انتقال سلمي للسلطة يفترض ان يحصل الخميس مع الرئيس المنتخب». واضاف ان تسليم جامع السلطة الى الرئيس المنتخب «يتيح له ان يرحل مرفوع الرأس وان يحمي الشعب الغامبي من فوضى محتملة»، محذرا من انه اذا تمسك جامع بالسلطة فانه بذلك «سيعرض للخطر ارثه السياسي وغامبيا باسرها».
من جهتهما، دعت بريطانيا وهولندا رعاياهما الراغبين بالسفر الى غامبيا للامتناع عن ذلك الا في حال الضرورة القصوى، كما دعتا رعاياهما الموجودين في هذا البلد الى المغادرة، ويشكل السياح البريطانيون والهولنديون النسبة الاكبر من السياح الاجانب في غامبيا.