واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال القائد الأسبق للمنطقة العسكرية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف هور لـ «الانباء» انه لا يرى أي احتمال لبقاء قوات اميركية مقاتلة في العراق بعد الموعد الزمني الذي حدده الرئيس باراك اوباما للانسحاب طبقا للجدول الزمني الوارد في الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين.
وكان الجنرال قدم مداخلة عن التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وذلك في اليوم الثاني من جلسات مؤتمر صناع السياسات العرب والأميركيين الذي دعا المجلس القومي للعلاقات الأميركية ـ العربية الى عقده.
ووجهت «الأنباء» الى الجنرال عددا من الأسئلة عقب انتهاء مداخلته كان اولها حول احتمالات بقاء قوات اميركية في العراق. وقال الجنرال «ما نلاحظه هو ان الموقف الأمني في العراق تحسن كثيرا. ثمة اعمال عنف متفرقة بين حين وآخر ونحن لا نرى انها تمثل خطا متماسكا يهدد امن العراق. وفضلا عن انني لا أرى اي احتمال لبقاء قواتنا بعد الموعد المتفق عليه للانسحاب سوى وحدات المدربين فإنني بصراحة لا أرى احتياجا من الأصل لبقاء أي قوات مقاتلة».
مواجهة على جبهتين
وقال هور ان الولايات المتحدة قادرة على مواجهة أي أوضاع طارئة على جبهتين في وقت واحد رغم الإجهاد الذي تعرضت له القوات المسلحة في الآونة الأخيرة. وأضاف «المسألة الحقيقية هي القدرة على مواجهة اي خصم متماسك لفترة زمنية طويلة وبصورة شاملة. لقد كانت الفترة الماضية صعبة بالنسبة لقواتنا ولا اعتقد ان علينا ان نعرض تلك القوات لاجتهادات اضافية لا ضرورة قصوى لها».
وحول الآراء المعارضة لإرسال قوات اضافية الى افغانستان قال هور: «الحلفاء والشعب الأميركي يشعرون بالتعب من الحرب الافغانية. علي ان اعترف بأن الطريقة التي خضنا بها تلك الحرب كانت بدورها حافلة بالأخطاء مثلها مثل الحرب العراقية». وفسر ذلك بقوله «كان يتعين تطبيق منطق الاقتصاد في استعمال القوة. لقد كان هدفنا من البداية القاء القبض على (زعيم تنظيم القاعدة) اسامة بن لادن وأنصاره وهو امر يتطلب قدرات استخبارية استثنائية. الا اننا لم نوجه تلك القدرات الى هذه المهمة لاننا كنا نقوم بمهام اخرى اقل أهمية. بدلا من ذلك ارسلنا اعدادا غير كافية من القوات ووسعنا من حجم المهمة لتشمل تغيير النظم التعليمية وتحرير المرأة والقضاء على زراعة الافيون وقصصا اخرى كثيرة لا علاقة لها بما ذهبنا اصلا لانجازه اي القضاء على تنظيم القاعدة وقياداته».
ماكريستال أمام مهمة شبه مستحيلة
وردا على سؤال حول طلب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية الحالي في افغانستان زيادة اعداد القوات هناك قال «لقد اعطي الجنرال ماكريستال مهمة شبه مستحيلة من البداية. لقد طلبوا منه وضع تقييم للموقف على اساس خطة البيت الابيض التي وضعها في مارس الماضي. ولكن هذه الخطة لم تتضمن اي تعريف لاستراتيجيتنا في افغانستان رغم انها سميت خطة استراتيجية. كيف يمكنك وضع تقييم للموقف اذا لم يكن لديك المعيار الذي تقيس به الوضع القائم. فلو كان الهدف هو احلال السلام والاستقرار في افغانستان فانه بالتأكيد يختلف عن هدف مطاردة قيادات القاعدة مثلا. ان ماكريستال لا يعرف حتى الآن ما هو المطلوب بدقة».
وتابع يقول «ان افغانستان هي مكان بالغ القسوة. ان بها نحو 40 الف قرية وهي مقسمة تقسيمات قبلية متباعدة وتضم قوميات متعددة وسكانها في القرى لا يقرأون او يكتبون اما في القمة فانها غارقة في الفساد».
إشراك دول إقليمية في الحل
وبسؤال الجنرال عن الحل قال «توضع الآن ـ كما اعلم ـ استراتيجية حقيقية في افغانستان وهي خطوة بالغة الاهمية ولكن ان تأتي متأخرة خير من الا تأتي ابدا. ولكنني لا اعتقد ان أي استراتيجية حقيقية يمكن ان تنفذ دون تعاون الدول الاقليمية الأساسية. ان علينا ان نقنع الباكستانيين بأننا لن نهجرهم كما فعلنا من قبل حين غادر السوفييت افغانستان. فضلا عن ذلك فان علينا ان نوقع اتفاقا مع الهند وايران حول افغانستان. ويتعين اشراك الباكستانيين في ذلك لدحض شكوكهم التاريخية. ان باكستان مهمة جدا بالنسبة لنا. ودعني أسألك سؤالا: ماذا لو انسحب بن لادن ومساعدوه من افغانستان وذهبوا الى بلد آخر لنفترض مثلا انه اليمن او الصومال او اي بلد آخر؟. آنذاك سيتراجع اهتمامنا بافغانستان. ولكن اهتمامنا بباكستان لا يرتبط باي ظرف لحظي مؤقت». وكان الجنرال خلال كلمته في المؤتمر قد تعرض بالتفصيل للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة والدول الصديقة في منطقة الخليج مستعرضا المراحل التاريخية لذلك التعاون ومشيدا بنجاح الجانبين في جعله تعاونا مثمرا يساهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة بأكملها.