بيروت ـ عمر حبنجر
انعش اللقاء الليلي بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون في بيت الوسط امس الاول التفاؤل الذي كان خبا قليلا على صعيد تشكيل الحكومة الذي دخل شهره الخامس.
وركزت اوساط الرئيس المكلف على ايجابيات هذا اللقاء، والتي كانت مدار بحث وتقييم بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس الحريري في القصر الجمهوري عصر امس، وعشية سفر رئيس الجمهورية الى مدريد في زيارة دولة لاربعة ايام.
ومن بعبدا كشف رئيس الوزراء المكلف عن تقدم الامور في تشكيل الحكومة اللبنانية معتبرا ان مصلحة لبنان تقتضي وجود حكومة وحدة وطنية.
وقال الحريري ان اجواء المشاورات التي يجريها لتشكيل الحكومة ايجابية وان الامور تتقدم، مؤكدا رغبة جميع الاطراف السياسية في ولادة الحكومة بأسرع وقت. ولفت الى انه سيستكمل لقاءاته وحواره مع الفرقاء السياسيين بشكل مكثف في الايام المقبلة للاتفاق على تفاصيل المسائل المتعلقة بالحكومة.
وشدد الحريري على ان مصلحة لبنان تفرض تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها مختلف الاطراف.
وردا على سؤال حول لقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد الذي جرى الاسبوع الماضي قال الحريري «نشجع اي تقارب عربي - عربي خصوصا اننا كلبنانيين نعلم مدى الارتياح الذي عكسه هذا اللقاء».
بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري انهى امس صيامه من الكلام بخطاب في احتفال لجمعية «آل البيت» الخيرية على طريق المطار تناول فيه الموضوع الحكومي.
عقدة عون
وفي السياق ذاته قالت مصادر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان التحرك لتشكيل الحكومة متواصل علنا وبعيدا عن الاضواء ايضا، واتفقت هذه المصادر مع مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان اجواء لقائهما المسائي امس الاول كانت جيدة، علما ان التفاهم قائم بين بري والحريري حول اسماء ممثلي كتلة بري في الحكومة، وكذلك الأمر مع حزب الله، لكن المناقشات مستمرة مع العماد عون الذي التقى الرئيس المكلف الليلة قبل الماضية في «بيت الوسط» وتمحورت محادثاتهما حول حقيبة وزارة الاتصالات التي عاد عون الى التمسك بها، وحول بدائلها الممكنة، حيث يبدو ان الرئيس بري لم يوافق على ترك وزارة الصحة التي تشغلها كتلته الى كتلة عون، موحيا بامكانية اقناع رئيس كتلة التغيير والاصلاح بقبول حقيبة وزارة التربية الوطنية.
ولاحظ متابعون تكتم كل من الرئيس المكلف والعماد عون حول كل ما يدور بينهما او عبرهما في موضوع تشكيل الحكومة، وهذا ما يرفع منسوب التكهنات والاستنتاجات من قبل وسائل الاعلام والاوساط السياسية.
لقاء الحريري – عون سبقته زيارة السفيرة الاميركية ميشيل سيسون الى «بيت الوسط» حيث اكدت على تشكيل حكومة تكون «صنع في لبنان» ووفقا لنتائج الانتخابات وان تلتزم هذه الحكومة بتطبيق القرار 1701 وسط سلطتها.
وفي وقت اكد الرئيس بري على مواقف كتلته الثابتة من التشكيلة الحكومية في كلمته باحتفال جمعية «آل البيت»، الى جانب الملفات اللبنانية الاخرى، ظل واضحا ان الحراك الحكومي سيخبو خلال الايام الاربعة المقبلة التي سيمضيها الرئيس ميشال سليمان زائرا لاسبانيا، حيث سيغادر اليوم الاحد ويعود الاربعاء.
صقر: قد نرى الحكومة قبل نهاية الشهر
بدوره عضو كتلة «لبنان أولا» النائب عقاب صقر وصف لقاء الحريري – عون بانه كان عميقا وطويلا وطرحت فيه كل المسائل الشائكة وشكل خطوة ايجابية وقدم صيغا رجراجة يمكن التفاوض حولها.
واضاف في تصريح متلفز: اننا اكثر من متفائلين وقد بتنا في المرحلة الاخيرة من تشكيل الحكومة وان اكثر من صيغة ومخرج طرح، مؤكدا ان المداورة بالحقائب السيادية لم تعد مطروحة والمطروح الحقائب الاخرى وحجم هذه الحقائب، ودعا الى حل وسط لوزارة الاتصالات ذات الحساسية والرمزية، وختم صقر بالقول: قد نرى الحكومة قبل نهاية هذا الشهر.
.. وأبي نصر على تشاؤمه
لكن عضو كتلة الاصلاح والتغيير نعمة أبي نصر، رأى أن لبنان يعيش أزمة نظام، وان البلد مقبل على أزمات عديدة وبالتالي علينا إعادة قراءة الدستور ووضع اسس جديدة للنظام اللبناني، داعيا الى دولة علمانية موحدة ارضا وشعبا ومؤسسات، معتبرا انه لا سبيل لخلاصنا إلا بالحوار مهما طالت جلساته.
أبي نصر، وفي حديث تلفزيوني اعتبر أن حصر الازمة في وزير او وزارة تبسيط للامور بطريقة غير مقبولة، والموضوع الكبير هو المشاركة الفعلية للطوائف في الحكم منوها بالاجتماعات التي عقدت مع رئيس الحكومة المكلف، مشددا على التواصل بين الرئيس نبيه بري والعماد عون.
إذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله اتهمت 14 آذار بإثارة غبار التشاؤم، بعد اجواء التفاؤل التي شاعت في لبنان.
من جهته عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض رأى انه ليس بوسع فريق لبناني أن يأخذ البلد الى العداء مع سورية، دون ان يكون لهذا الأمر تداعياته الخطيرة على الاستقرار السياسي في لبنان.
وعما تريده سورية من لبنان، قال النائب فياض المسألة واضحة جدا، سورية لا تريد أن يكون لبنان في طور ممارسة اي دور امني ضدها.
الحزب لا يريد الحرب ولا يخافها
وقال النائب فياض ان حزب الله يتمسك بمعادلة واضحة: نحن لا نريد الحرب، انما لا نخاف منها، عبر توفير الامكانيات التي تسمح بالدفاع عن النفس، حال اعتدى العدو الاسرائيلي مجددا على لبنان.
وعن موقف الحزب في حال ذهبت ايران إلى الحوار مع المجتمع الدولي ام كانت هناك حرب على إيران، قال فياض هذا موضوع آخر، حزب الله حزب لبناني مستقل، يتحرك لمقاومة تحررية للبنان، وما استطيع قوله ان الحزب يتحرك وفق المصالح الوطنية اللبنانية، حتى في قرار الحرب والسلم.
وردا على سؤال لاذاعة «صوت لبنان» قال النائب فياض، ان حزب الله ايد مختلف القرارات التي عرقل تنفيذها الاضطراب السياسي القائم في البلد. واضاف: في حال تمكن اللبنانيون من تجاوز المأزق القائم الآن، يجب اعادة الاعتبار للقرارات التي تم الاتفاق عليها، ووضع آليات لتنفيذها ومتابعتها.