رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ماض قدما في تموضعه السياسي الجديد وفي عملية مصالحته مع الاحزاب والقوى الحليفة لسورية.
وفي موازاة لقاءاته المعمقة مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أجرى تباعا لقاءات مع الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ورئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب وآخرين. وبرز قبل يومين اللقاء الذي جمعه مع رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان في منزل صديق مشترك في بيروت (الجناح). وهذا أول لقاء يعقد بينهما بعد انقطاع طويل وخلافات تفاقمت، خصوصا في فترة السنوات الاربع الاخيرة وبلغت الذروة في مناطق الجبل عندما تطورت الى صدامات بين عناصر من الحزبين القومي والتقدمي في صوفر. ولفت في «المعلومات الرسمية» التي وزعت عن اللقاء انه جرى خلاله «استعراض المحطات السياسية والنضالية المشتركة للحزبين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وإسقاط اتفاق 17 مايو»، وهذه اشارة الى الخلفية السياسية للعلاقة المستقبلية بين الحزبين التي بحثت في اللقاء في اجواء ودية وايجابية.
ورغم «اندفاعة» جنبلاط في اتجاه قوى المعارضة، فإنه لم يصدر اي اشارة تدل على رغبته في لقاء العماد ميشال عون، لا بل تشير اوساط مطلعة الى ان اللقاء ليس واردا قبل تشكيل الحكومة وربما لا يكون واردا قبل زيارة جنبلاط الى دمشق.
والمشكلة هنا لا تعود فقط الى «الكيمياء» كما يُنقل عن جنبلاط أو الى جدول اعمال اللقاء وفي مقدمته موضوع المهجرين كما تقول اوساط عون، وانما الى رغبة لدى جنبلاط في عدم احراج الحريري اكثر وهو الذي يخوض مفاوضات شاقة مع عون، والى شعوره بعدم حاجته الى اطراف الساحة المسيحية بمن فيهم عون في هذه المرحلة.