بعد أيام من المشاحنات الديبلوماسية وموافقة كرزاي على مواجهة عبدالله عبدالله في جولة إعادة بعد أن ألغت لجنة شكاوى الانتخابات عددا كبيرا من الأصوات، اكد المرشح الرئاسي عبدالله عبدالله انه يعد مجموعة من الشروط قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية المقرر أن تجرى في السابع من نوفمبر للحيلولة دون تكرار التلاعب. ورحب عبدالله في أول تصريحات له منذ اعلان الجولة الثانية من الانتخابات بالقرار وقال إن فريقه يصيغ شروطا خاصة وتوصيات لتفادي أي مجازفة بوقوع تلاعب.
واستطرد للصحافيين من منزله في العاصمة الأفغانية «لدينا اقتراحات وتوصيات وشروط محددة لتفادي التلاعب بشكل موسع في الانتخابات المقررة اعتمادا على خبراتنا خلال الجولة السابقة من الانتخابات»، وتابع «الليلة الماضية هنأت السيد كرزاي وشكرته على كلماته وقبوله نتيجة الانتخابات».
وفي تصريحاته رفض الشائعات بأنه سيسعى للتوصل لبديل عن خوض جولة إعادة ونفى التكهنات بوجود أي محادثات لاقتسام السلطة مع منافسه.
وقال «لست واقعا تحت ضغط من أي جهة. لست واقعا تحت ضغط من المجتمع الدولي فيما يتعلق بأي سيناريو»، اما «فيما يتعلق بالجولة الثانية، فرغبتي هي أن تجرى في وقتها وفي ظروف جيدة».
من جهة اخرى قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان المنظمة الدولية تنوي استبدال اكثر من نصف المسؤولين الكبار الذين اشرفوا على الانتخابات الرئاسية الافغانية. وقال بان في مقابلة مع «بي بي سي» ان 200 مسؤول ممن تورطوا في تزوير الانتخابات السابقة سيستبعدون لضمان ان تكون انتخابات الاعادة الشهر المقبل «شفافة وذات مصداقية».
مؤكدا «انه من الصعب على ديموقراطية ناشئة ان تعتمد على نفسها، حتى مع مساعدة دولية قوية، خاصة من الامم المتحدة».
ولضمان الا تتكرر الاخطاء، قال بان ان الامم المتحدة ستتخذ «كل الاجراءات الضرورية».
وقال: «سنحاول استبدال كل المسؤولين الذين تورطوا في عدم اتباع التعليمات والارشادات او من تورطوا في عمليات تزوير». واضاف: «سنحاول ايضا زيارة كل مراكز الاقتراع للتأكد من ان مثل هذا التزوير لن يحدث».
ونفى الامين العام ايضا الاتهامات بان الامم المتحدة حاولت التغطية على التزوير واسع النطاق في الجولة الاولى وقال ان الامر لم يكن تغطية او اخفاء بل البحث عن افضل طريقة لمواجهة المشكلة.
وقال: «اوضحنا للحكومة الافغانية ولمجلس الامن ان هناك تزويرا نريد تصحيحه».
واضاف: «اردنا في الحقيقة ان نوفر فرصة للافغان ليصوتوا بحرية لاختيار قائدهم».
بدورها اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء امس الاول عن ارتياحها لاجراء دورة ثانية للانتخابات الرئاسية في افغانستان، وعرضت مساعدة الولايات المتحدة لتنظيمها.
وقالت كلينتون في بيان «ان خططا افغانية قد اعدت بغية اجراء دورة ثانية للانتخابات ونعرض دعمنا على السلطات الانتخابية لمساعدتها على انجاز العملية».
وهنأت كلينتون ايضا الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي ومنافسه في الدورة الثانية عبدالله عبدالله «وجميع المرشحين الآخرين»، مؤكدة انهم دعموا افغانستان بموقفهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي بعد ذلك انه يجهل الشكل الذي قد تتخذه اي مساعدة اميركية محتملة. وقال ردا على اسئلة الصحافيين «علينا ان نرى كيف ندعمهم وما احتياجاتهم بالضبط».