يبدو ان ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تراجعت كليا عن تعهدات الرئيس اوباما بالعمل على وقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، وخرجت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بمواقف مطابقة لموقف حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حينما اعربت عن دعمها لطلب اسرائيل استئناف هذه المفاوضات «في اقرب وقت ممكن» ومن دون اي شروط مسبقة. وهو ما رفضته الرئاسة الفلسطينية التي ردت مؤكدة انها مستعدة للمفاوضات على اساس وقف واضح للاستيطان. في حين اعتبرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تصريحات كلينتون «تراجعا» عن خطاب أوباما في القاهرة في الرابع من يونيو الماضي. موقف كلينتون اثار غضبا فلسطينيا جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس المحتلة وقالت فيه: «اريد ان ارى الطرفين وقد بدآ المفاوضات في اقرب وقت ممكن». واضافت «ما هو مهم وكما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي هو فتح المحادثات». واشادت كلينتون بمقترحات نتانياهو حول تقييد الاستيطان واعتبرتها «سابقة» مشيرة الى ان اسرائيل التزمت بالتحديد بعدم اطلاق مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. بدوره قال نتانياهو ان الطلب الفلسطيني بتجميد الاستيطان الاسرائيلي «ذريعة وعقبة» تجمدان اي استئناف لمفاوضات السلام مع اسرائيل.
واوضح «قلت اننا لن نبني مستوطنات جديدة واننا لن نصادر اراضي من اجل مستوطنات اضافية او قائمة». وقال «وضعنا سياسة تقييد بالنسبة للمستوطنات القائمة ولكنها ستتيح ايضا تقديم حياة طبيعية لسكان» المستوطنات.
وجدد نتانياهو دعوته امس مطالبا الفلسطينيين بالتخلي عن شروطهم المسبقة. وتابع نتانياهو «اجرينا مع كلينتون لقاء ممتازا وفي غاية الجدية. واتفقنا على ان يبقى السناتور (جورج) ميتشل ـ المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط ـ هنا يوما اضافيا». في المقابل صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس قائلا: «نحن جاهزون للمفاوضات على اساس واضح وهو وقف كامل وشامل للاستيطان والاعتراف بمرجعية المفاوضات وفق الشرعية الدولية». من جهته، أعرب صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية عن قلقه البالغ من تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية. وقال عريقات «إننا ننظر بقلق بالغ إلى تصريحات كلينتون التي طالبت فيها الفلسطينيين باستئناف المفاوضات بلا شروط». وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية احتجت رسميا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية، مضيفا أن خارطة الطريق تنص على وقف النشاط الاستيطاني وبالتالي فإن هذه المطالبة من جانب هيلاري تعد إلغاء لخارطة الطريق.