في وقت تتصاعد فيه هجمات حركة طالبان النوعية وأحدثها هجوم انتحاري استهدف فندقا فخما في روالبندي وآخر استهدف نقطة تفتيش في مدينة لاهور امس، أعلنت اسلام اباد عن مكافآت يبلغ إجماليها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على زعيم طالبان حكيم الله محسود و18 من كبار مساعديه. وجرى الإعلان عن المكافآت الكبيرة في وقت تخوض قوات الأمن الباكستانية معارك في الشوارع مع المسلحين في جنوب وزيرستان بالقرب من الحدود مع أفغانستان للأسبوع الثالث من العملية العسكرية.
وجاء في إعلان على ربع صفحة في إحدى الصحف باللغة الأردية وبدأ بالآية القرآنية (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) أن جماعة «تحريك طالبان باكستان» المحظورة تدفع بمسلمين أبرياء في المنطقة القبلية نحو «وادي الموت».
وخصصت أعلى المكافآت لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على محسود ونائبه في جنوب وزيرستان ولي الرحمن والليفتنانت قاري حسين الذي يعتقد أنه موجه المفجرين الانتحاريين وبلغت 600 ألف دولار لكل منهم.
كما خصصت مكافأة لمن يدلي بمعلومات للقبض على 11 قائدا طالبانيا آخرين قدرها 239 ألف دولار لكل منهم، و119 الف دولار على أي من المطلوبين الخمسة الآخرين.
وقالت الحكومة الباكستانية إن المكافآت النقدية ستسلم لأي شخص يلقي القبض على «مثيري المشكلات» هؤلاء أحياء أو ميتين أو يقدم معلومات مهمة تقود للقبض عليهم. وجاء في الإعلان «ساعدوا الحكومة لتقديمهم ليلقوا عقابهم».
ميدانيا، اسفر انفجار روالبندي عن مقتل ما لا يقل عن 33 شخصا على الاقل وجرح أكثر من 12 آخرين في انفجار دراجة بخارية يقودها انتحاري في منطقة تجارية مزدحمة قرب فندق شاليمار في مدينة روالبندي الأشبه بالحامية العسكرية.
وقال اسلام تارين المسؤول في الشرطة للصحافيين ان «انتحاريا يستقل دراجة نارية فجر نفسه قرب اشخاص كانوا يصطفون في انتظار تلقي رواتبهم، لقد عثرنا على بقايا سترة مفخخة واشلاء من جثة الانتحاري».
ووقع الانفجار قرب مبنى فندق شاليمار في روالبندي حيث ضربت القوى الامنية طوقا حول موقع الانفجار.
وشكلت الاحذية المغطاة بالدم الى جانب جثث مشوهة على بعد 50 مترا من موقع الانفجار ادلة على قوته.
وتحطمت نوافذ فندق شاليمار لكن بنية المبنى يبدو انها لم تصب بضرر.
وشاليمار هو فندق بـ 4 نجوم لا يبعد عن مقر القوات المسلحة الباكستانية الذي شهد في الشهر المنصرم هجوما عنيفا تلته عملية خطف رهائن نفذته فرقة كوماندوس مؤلفة من 10 مسلحين.
من جهة أخرى، أعلن السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بدء المستوى الرابع لعمليات الطوارئ في المنطقة القبلية في باكستان بأثر فوري.
وقال بيان للامم المتحدة صدر أمس من المركز الإعلامي في إسلام آباد ـ إن هذا القرار اتخذ نظرا للوضع الأمني المتوتر في المنطقة، وبموجب إعلان المستوى الرابع سيتم تخفيض عدد موظفي الامم المتحدة في إقليم الحدود الشمالي الغربي والمناطق القبلية الخاضعة لادارة الحكومة الفيدرالية بحيث لا يتواجد إلا عدد حيوي لتسيير عمليات الطوارئ والاغاثة الانسانية والعمليات الأمنية.
وأضاف البيان أنه سيتم نقل جميع موظفي الامم المتحدة الدوليين الآخرين ممن يشاركون في إدارة الأنشطة البرامجية إلى خارج إقليم الحدود الشمالي الغربي ومنطقة القبائل، موضحا أنه سيتم تعزيز اجراءات الأمن بالنسبة للموظفين الذين سيواصلون عملهم في المنطقتين، وسيتواصل التخطيط للانشطة البرامجية المستقبلية هناك على أن تستأنف بمجرد تحسن الوضع الامني هناك.